هلا نيوز – السبت ٤-٢-٢٠٢٣
لدعم القوات الأوكرانية في مواجهة الغزو الروسي، ستزود الولايات المتحدة كييف بمدفعية صاروخية بعيدة المدى “ستضاعف مدى وصول ذخائرها الحالية”، حيث يتوقع الداعمون الغربيون للبلاد اشتداد القتال بشكل كبير في الأشهر المقبلة، وفقا لتقرير لصحيفة “واشنطن بوست“.
وأعلنت واشنطن، الجمعة، أنها ستقدم إلى كييف مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 2.2 مليار دولار تتضمّن خصوصا صواريخ دقيقة التصويب يبلغ مداها ضعف مدى الصواريخ التي تستخدمها كييف حالياً ضد القوات الروسية، وفقا لـ”فرانس برس”.
وقال البنتاغون في بيان إن المساعدة تشتمل خصوصاً على “قدرات دفاع جوي حاسمة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن سكّانها، فضلاً عن مركبات مشاة مدرعة”، وذخيرة لراجمات صواريخ “هيمارس”.
وستشمل الحزمة على GLSDB (جي إل إس دي بي)، وهي قنابل صغيرة متصلة بصواريخ يتمّ إطلاقها من الأرض ويصل مداها إلى 150 كلم، كجزء من حزمة مساعدات جديدة بقيمة 2.17 مليار دولار أعلنتها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.
ما قدرات GLSDB؟
“جي إل إس دي بي” الذي تصنعه شركتا بوينغ الأميركية وساب السويدية هو صاروخ انزلاقي مزوّد قنبلة صغيرة متصلة به.
ويبلغ مدى الذخائر حوالي 95 ميلا بما يعادل 150 كلم، أي ما يقرب من ضعف القدرة التي قدمتها حكومة الولايات المتحدة في السابق.
ورفضت واشنطن حتى الآن توفير مثل هذه الأسلحة خشية أن تستخدمها القوات الأوكرانية لضرب داخل روسيا.
وستمكن تلك الأسلحة القوات الأوكرانية من استهداف مواقع القيادة ومستودعات الذخيرة والمنشآت العسكرية الروسية الأخرى في الأجزاء المحتلة من أوكرانيا، وفقا لـ”واشنطن بوست”.
وبامتلاك أوكرانيا تلك الصواريخ، ستتمكن القوات الأوكرانية من ضرب أي هدف تريده في دونباس وزابوريجيا وخيرسون، المناطق الثلاث التي تحتلّها القوات الروسية، بالإضافة إلى أهداف في شمال شبه جزيرة القرم المحتلّة، حسب “فرانس برس”.
ويمكن لهذه الصواريخ أن تهدد كذلك خطوط الإمداد الروسية الرئيسية ومخازن الأسلحة والقواعد الجوية.
وتم تصميم قنابل (جي إل إس دي بي) لتُطلق من الطائرات ولكن تم تكييفها بمحركات صاروخية لإطلاقها من مثل هذه الأنظمة.
ويمكن لتلك القنابل ضرب أهدافهم المقصودة بكل دقة، وفقا لما ذكرته شركة “ساب” التي طورت البرنامج مع شركة بوينغ.
وبحسب ساب فإن هذا الصاروخ بإمكانه إصابة هدفه، من أيّ زاوية كانت، بهامش خطأ يقل عن متر واحد.
وكتبت ساب على موقعها الإلكتروني “إن دقة (جي إل إس دي بي) عالية لدرجة أنّه يمكن أن يصل إلى نصف قطر إطار سيارة”
والذخائر جزء من حزمة مأخوذة من صناعة الدفاع الأميركية، وليست من المخزونات العسكرية الحالية، لذلك قد يستغرق وصول الذخيرة إلى ساحة المعركة شهورا، وفقا لمسؤولين أميركيين.
وتعتزم كلا من روسيا وأوكرانيا شن “هجوم في الربيع”، على الرغم من أن القتال في الشرق حول بخموت وسوليدار ظل شرسا طوال فصل الشتاء.
ومن خلال توفير قنابل (جي إل إس دي بي)، خففت إدارة بايدن واحدة من أكبر مشكلاتها بشأن تزويد أوكرانيا بقدرات “بعيدة المدى”.
مطالب بالمزيد من الأسلحة
لكن المسؤولين الأميركيين يستمرون في رفض الدعوات للحصول على صواريخ يمكنها الوصول لمسافة أبعد – الذخائر المعروفة باسم ATACMS، والتي يمكنها قطع مسافة 186 ميلا تقريبا، حسب “واشنطن بوست”.
ويبلغ مدى صواريخ منظومة أرض-أرض التكتيكية (ATACMS) 300 كيلومتر، علما أن مدى هذه الصواريخ التي بحوزة أوكرانيا حاليا بالكاد يتخطى 80 كيلومترا، وفقا لـ”فرانس برس”..
ومن شأن هذه الصواريخ “وضع حد للحرب في وقت أقصر” عبر تمكين أوكرانيا من “تدمير مخازن أسلحة كبرى للجيش الروسي” أقيمت في عمق أراض محتلّة يتعذّر حاليا الوصول إليها.
وقال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، الخميس في اجتماع مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي: “إذا تمكنا من الضرب على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر، فلن يكون الجيش الروسي قادرا على إقامة دفاع وسيتعين عليه الانسحاب”.
وتضمنت الحزمة أيضا معدات من شأنها أن “تدمج قاذفات الدفاع الجوي الغربية والصواريخ والرادارات مع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية”، مما يؤكد الحاجة الملحة في أوكرانيا لحماية أجوائها من الصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار.
وتقصف روسيا بشكل مستمر شبكة الكهرباء والبنية التحتية للتدفئة في أوكرانيا في الأشهر القليلة الماضية، وفقا لـ”رويترز”.
وحتى الآن، اعتمدت الحكومة في كييف على خليط من الأنظمة المختلفة التي قدمها العديد من الحلفاء للحماية من هجوم الكرملين على شبكة الكهرباء في أوكرانيا والبنية التحتية المدنية الأخرى.
وستوفر الولايات المتحدة 190 مدفع رشاش ثقيل مع مشاهد حرارية لإسقاط الطائرات بدون طيار.
وبعض الطائرات المسلحة بدون طيار، مثل تلك التي قدمتها إيران لروسيا، تطير على ارتفاع منخفض وبطيء، مما يجعلها أحيانا أهدافا مناسبة للمدافع الرشاشة المدربة جيدا، بدلا من استخدام الصواريخ باهظة الثمن في أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدما، حسب “واشنطن بوست”.