هلا نيوز
بعد غزو روسيا لجارتها أوكرانيا، ضربت الانشقاقات نظام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وشملت جنرالات سابقين في الجيش ومسؤولين بأجهزة أمنية، والذين انتقلوا للعيش في الغرب بمساعدة منشق سابق، وفقا لتقرير لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.
ويعد الناشط والصحفي الروسي المنشق، فلاديمير أوسيشكين، أحد أبرز المنشقين عن النظام الروسي، وهو يساعد حاليا الهاربين من “بطش رجال الكرملين” على الاستقرار في دول غربية، لكنه يخشى على حياته، بعد تعرضه لمحاولات اغتيال.
وكان أوسيشكين قد كشف عن التعذيب في سجون بلاده وتجنيد سجناء للحرب في أوكرانيا، وفقا لتقرير سابق لصحيفة “التايمز” البريطانية.
ويسرد أوسيشكين لـ”سي إن إن”، ملابسات تعرضه لمحاولة اغتيال في 12 سبتمبر الماضي، بالمنزل الذي يعيش فيه مع زوجته وأبناءه في مدينة بياريتز الفرنسية، حيث يعيش هناك منذ عام 2015 بعد فراره من روسيا وطلب اللجوء لفرنسا.
ويقول إنه “كان يسير باتجاه طاولة غرفة الطعام الخاصة به، عندما رأى شعاع ليزر أحمر منبثق عن بندقية قناص على حائطه”.
وأطفأت الأسرة الأنوار على الفور، واستلقوا على الأرض، وبعد دقائق أطلق “قاتل محتمل” الرصاص نحو منزل المنشق الروسي لكنه فشل في إصابتهم.
ويقول المنشق الروسي البارز لـ”سي إن إن”، “خلال السنوات العشر الماضية، قمت بالكثير من الأشياء لحماية حقوق الإنسان والأشخاص الآخرين، لكن في هذه اللحظة أدركت أن مهمتي لمساعدة الآخرين تخلق خطرا كبيرا للغاية على عائلتي”.
وأصبح أوسيشكين بطلا لعدد متزايد من المسؤولين الروس رفيعي المستوى الذين انشقوا عن موسكو بعد رفضهم حرب الكرملين في أوكرانيا، ويقول إن بين هؤلاء “جنرالات سابقين وعملاء استخبارات”.
وأوسيشكين على رأس “قائمة المطلوبين” لدى السلطات الروسية، ويعيش حاليا تحت حراسة مسلحة مستمرة توفرها السلطات الفرنسية، وهو من أبرز المنشقين الذين تعتبرهم موسكو “أعداء الكرملين”، وفقا لـ”سي إن إن”.
في عام 2011، أسس موقع Gulagu.net، وهي منظمة تعاونية لحقوق الإنسان تستهدف كشف الفساد والتعذيب في روسيا، وأشرف على سلسلة من التحقيقات البارزة التي اتهمت المؤسسات والوزارات الروسية بارتكاب جرائم.
وفي عام 2021، نشر الموقع التابع لأوسشكين ساعات من مقاطع فيديو مسربة تظهر التعذيب الوحشي التي تشهده السجون الروسية، بما في ذلك الاعتداء الجنسي، حسب “التايمز”.
موجة هروب
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، اشتعلت موجة هروب كبيرة للمسؤولين الروس، واتسع نطاقها بعد إعلان بوتين التعبئة الجزئية في سبتمبر العام الماضي، ويقول أوسيشكين “كل يوم يطلب بعض الناس مساعدتنا”.
وحسب حديثه فإن بين هؤلاء” وزيرا سابقا في الحكومة والروسية، وجنرالات ومسؤولين أمنيين ومرتزقة من مجموعة فاغنر”.
في يناير، ساعد أوسيشكين قائدا سابقا لفاغنر، بعد فراره من روسيا سيرا على الأقدام إلى النرويج المجاورة لطلب اللجوء.
وكان الجندي السابق يخشى على حياته بعد رفض تجديد عقده مع مجموعة المرتزقة.
ويزود هؤلاء المسؤولين الهاربين من روسيا، أوسيتشكين بمعلومات حول “أعمال موسكو الداخلية”، ويكشفون مخططات تجسس الكرملين في دول أوروبا، حسب “سي إن إن”.
ومن بين الذين ساعدهم أوسيتشكين، الملازم السابق في خدمة الأمن الفيدرالية الروسية (FSB) عمران نافروزبيكوف، والذي يقول إنه “أعد توجيهات بشأن عمليات التجسس الروسية في أوروبا لتقديمها لوكالات المخابرات الغربية”.
ووفقا لأوسشكين، فقد أحضر جنرال روسي سابق معه وثائق عسكرية، ونقل معلومات عن الفساد داخل الجيش وتسجيلات سرية تُظهر كيف يتحكم جهاز الأمن الفيدرالي بالخيوط حتى داخل الوحدات العسكرية.
ومن بين هؤلاء المنشقين، ماريا دميتريفا البالغة من العمر 32 عاما، والتي كشفت عن أسرار مزعومة من داخل صفوف خدمة الأمن الفيدرالية الروسية.
وقالت لـ”سي إن إن”، إنها عملت كطبيبة لمدة شهر في الجهاز الأمني الروسي، وسجلت سرا محادثات مع مرضى أخفت السلطات الروسية “أعراض مرضهم”.
وقالت إن أحد عملاء المخابرات العسكرية الروسية سيئ السمعة كان يعاني من الملاريا بعد مهمة غير معلنة في أفريقيا.
أسباب الهروب
يؤكد الضابط السابق نافروزبيكوف أن “اليأس من فرص روسيا في أوكرانيا دفع العديد من زملائه للهروب من البلاد”.
وقال: “إنهم يدركون بالفعل أن روسيا لن تنتصر أبدا في هذه الحرب، وسوف يبذلون قصارى جهدهم لإيجاد حل ما”.
وبالنسبة لديمترييفا أيضا، كانت الحرب في أوكرانيا هي الشرارة، وقالت إنها تأمل في إلهام الآخرين لـ”تقويض نظام بوتين”.
وأكد أوسيشكين أن “التراث الأوكراني والروابط الأسرية للعديد من المسؤولين الروس لعبت دورا رئيسيا في انشقاقهم”.
وقال “إنها حرب الرجل الوحيد الذي يريد أن ينقذ سلطته، وسيطرته على روسيا”.