هلا نيوز
قررت منظمات الإنقاذ رفع راية التحدي في وجه الحكومة الإيطالية التي أقرت مؤخرا قواعد صارمة للحد من عمليات السفن الخيرية التي تنقذ المهاجرين بالبحر المتوسط، وفقا لما ذكرت “التايمز” البريطانية.
وتنص القرارات التي أصدرتها الحكومة اليمينية بقيادة رئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني، على أنه بعد إتمام عملية الإنقاذ يتعين على السفن الوصول دون تأخير إلى ميناء محدد، بدلا من مواصلة تقديم المساعدة لقوارب مهاجرين أخرى تمر بمحنة في عرض البحر.
وفي حالة انتهاك القواعد الجديدة، تهدد روما قباطين السفن المدنية بغرامات باهظة تصل إلى 50 ألف يورو (53 ألف دولار)، ناهيك عن إمكانية أن تصادر السلطات السفن وتحتجزها في الموانئ الإيطالية.
ويوم السبت، أنزلت السفينة “أوشن فايكنغ”، التي ترفع العلم النرويجي وتديرها الجمعية الخيرية الفرنسية “إس أو إس مديتيرانيه” أكثر من 113 مهاجرا وطالب لجوء في ميناء رافينا الإيطالي على البحر الأدرياتيكي.
وقالت المنظمة، في تغريدة على موقع “تويتر”، إن طاقم السفينة قد أنقذ مهاجرين كانوا على متن زورق مكتظ في الظلام الدامس.
وأضافت المنظمة أن من بين الذين جرى إنقاذهم 23 امرأة، بعضهن حوامل، بالإضافة إلى نحو 30 قاصرا غير مصحوبين بذويهم وثلاثة رضع.
وتابعت: “نشعر بالارتياح لوصول الناجين على متن السفينة، لكننا نشعر بالقلق أيضا بشأن القوارب الأخرى المحتملة التي تعاني في وسط البحر الأبيض المتوسط”، مضيفة أنها المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي تشغل حاليا سفينة إنقاذ في المنطقة.
وقال المتحدث باسم المنظمة الخيرية الفرنسية، فرانشيسكو كرياتسو، إنهم يدرسون الخيارات القانونية للعمل بموجب القانون الدولي إذا تعارض عملهم مع القوانين الإيطالية الجديدة.
وأوضحت جمعيات خيرية أخرى أنها تعتقد أن السفن غير الإيطالية ليست ملزمة بالقواعد التي وضعتها حكومة ميلوني.
وأكد كرياتسو أن: “منظمات الإنقاذ المدنية لا يمكنها أن تقوم بواجباتها على أكمل وجه في ظل حالة من الفوضى والضبابية”.
وتابع: “نحن لانعيش في الغرب المتوحش، ولسنا قراصنة الكاريبي”.
وكان أكثر من 144 ألفا من المهاجرين غير الشرعيين وطالبيء اللجوء قد وصلوا إلى أوروبا في العام المنصرم عبر البحر المتوسط، وذلك من أصل أكثر 180 ألفا كانوا قد حطوا رحالهم في القارة العجوز، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.
محاولات مستمرة
ولا تزال العديد من “قوارب الموت” تحاول الوصول إلى أوروبا، فقد أفاد الجيش اللبناني، السبت، أنه أنقذ أكثر من 200 مهاجر وانتشل جثتي شخصين بعدما غرق القارب الذي كان يقلّهم قبالة الساحل اللبناني الشمالي.
وكتب الجيش اللبناني على تويتر “أنهت القوات البحرية بالتعاون مع اليونيفيل (قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان) إنقاذ الأشخاص الذين كانوا على متن المركب قبالة شاطئ سلعاتا وعددهم 232″، مشيرا إلى أنه جرى “نقلهم إلى مرفأ طرابلس. كما تم انتشال جثتَي شخصين غرِقا أثناء عملية الإنقاذ”.
وأوضح الجيش في تغريدة أخرى أن هؤلاء الأشخاص “كانوا يحاولون مغادرة المياه الإقليمية اللبنانية بطريقة غير شرعية”.
وكان خفر السواحل الليبي قد اعترض قبل يومين نحو 650 مهاجراً خلال محاولتهم الوصول إلى الشواطئ الأوروبية قبالة مدينة بنغازي، وفق ما أعلنت رئاسة أركان القوات البحرية شرقي ليبيا على صفحتها في فيسبوك.
وتابعت في البيان: “استمراراً لأداء القوات البحرية لواجبها الوطني في حماية السواحل الليبية، قامت زوارق القوات الخاصة البحرية التابعة لرئاسة أركان القوات البحرية، بالقبض على سفينة على متنها قرابة 650 مهاجراً غير قانوني، وتم اقتيادها إلى داخل مقر القوات الخاصة البحرية بميناء بنغازي البحري لإتمام الإجراءات القانونية حيالها من قبل الجهات المختصة”.
ونقل البيان عن، الرائد البحار رمزي نجم، قوله، إنه بعد ورود بلاغ من غرفة عمليات القوات الخاصة البحرية، جرى خروج دوريات القوات الخاصة إلى شمال غربي منطقة بنغازي، والإبلاغ عن قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين من جنسيات مختلفة من بينهم مصريون وسوريون وبنغاليون.
من جانبها، استخدمت الدول الأوروبية أساليب مختلفة، بما في ذلك التعاون مع القوات البحرية وخفر السواحل في ليبيا، لثني قوارب المهاجرين عن القدوم.
وتعتبر القواعد التي سنتها إيطاليا أحدث المحاولات في هذا المجال، وهو ما دفع منظمة “عين البحر”، وهي مؤسسة خيرية ألمانية، إلى القول إن روما ليس لديها سلطة تنظيم سلوك السفن التي ترفع العلم الألماني في المياه الدولية.
وأكد أحد أعضاء الفريق في المنظمة، فالنتين شاتز، أن “الاتفاقية الدولية للبحث والإنقاذ البحريين والمبادئ التوجيهية للمنظمة البحرية الدولية لا يوفرون أي أسس لقواعد السلوك التي تطالب بها إيطاليا”.
وأوضحت مديرة المنظمة، أنيكا فيشر، أنها تتوقع من برلين أن تحمي السفن التي ترفع العلم الألماني “من السلوك غير القانوني للسلطات الإيطالية، وأن تدعمنا في حالة النزاع”.
وختمت بالقول: “أي تأخير في عمليات الإنقاذ يعرض حياة البشر للخطر”.