هلا نيوز
يعتزم الملياردير الهندي، غواتام أداني، الذي يوصف بأنه “أغنى رجل في آسيا”، هدم أكبر الأحياء الفقيرة في بلاده من أجل تنفيذ “أضخم مشروع تطوير عقاري حضاري في العالم”، وفقا لما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية.
ويستهدف ذلك المشروع هدم الأحياء الفقيرة التي تمتد على مساحة 540 فدانًا في قلب مدينة مومباي، علما أن تلك المنطقة كانت قد نالت شهرة عالمية بعد أن جرى تصوير أحيائها في فيلم “Slumdog Millionaire” أو “المليونير المتشرد”، والذي حاز في العام 2009 على 8 جوائز أوسكار من بينها جائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل مخرج.
وكان أداني، الذي يعد حليفا مقربا من رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، قد دخل في أبريل من العام الماضي نادي الأثرياء الذين تزيد ثروتهم عن 100 مليار دولار.
وبحسب مؤشر “بلومبيرغ”، فإن ذلك النادي لا يضم سوى 10 أشخاص يملكون ذلك الثراء الفاحش.
ومن المتوقع أن تكلف عملية تطوير تلك المناطق التي وافقت عليها سلطات ولاية ماهاراشترا الهندية أكثر من 3 مليارات دولار، وفقا لما ذكر مفوض مدينة مومباي والرئيس التنفيذي للمشروع، سيفار سرينيفاز.
وأوضح ذلك المسؤول الهندي في تصريحات للصحيفة البريطانية أن النظرة الرومانسية التي قدمها فيلم “المليونير المتشرد” عن تلك الأحياء مختلفة عن الواقع، موضحا: “الناس في تلك البقعة لا يملكون أدنى مقومات حياة البشر، فليس لديهم مياه شرب ولا مراحيض”.
وزاد: “هذه أمور من المفترض أن تكون أساسية بعد مضي 75 عاما على استقلال الهند”.
وكانت أحياء دارافي، وهي مستوطنة بيوت عشوائية مترامية الأطراف، قد بنيت في معظمها من القصدير والشمع البلاستيكي قبل نحو قرن، ويعيش فيها عمال قدموا من مختلف أنحاء البلاد على أمل الحصول على حياة جيدة في العاصمة الاقتصادية للبلاد.
آمال.. ومخاوف
ويثير المشروع ردود فعل متباينة من أولئك الذين يسكنون هذه المنطقة المتشابكة من الأزقة الضيقة، والتي تعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، إذقال سايبو بوجاريا، البالغ من العمر 32 عاما، ويعمل حارس أمن في مدرسة: “أعتقد أن تطوير المنطقة سوف يكون أمرا جيدا، ولا بد من التفكير في المستقبل”.
وفي المقابل تخشى، دانا موهان شيتي، 46 عامًا، إن يضيع “مجتمع التكافل والتعاون” بين قاطني تلك الأحياء عندما تحل مكانها الأبراج العملاقة، مردفة:” في هذا المنطقة إذا جاع أحدهم فإن جاره يقدم له الطعام، ويوجد داخلها مدرسة أطفالي، وفيها كل ما نملك”.
وأضافت: “إذ غادرنا حينا سوف نواجه مصاعب جمة، ولن نجد من يساعدنا على تجاوزها”.
ويخشى بعض سكان الحي أن لا تلتزم الحكومة بتوطينهم بعد هدم منازلهم، وبالتالي سوف تصبح أمورهم أكثر بؤسا، كما يقول الشاب، ساجار كومار فايشي (23 عامًا)، مؤكدا أنه لا يرغب في بيع منزله.
وفي حين أن خطط البناء لم يتم الانتهاء منها بعد، فمن المتوقع أن يتم تخصيص 40٪ من الموقع لإعادة توطين سكان الأحياء الفقيرة بينما سيتم تخصيص 60٪ منها لبناء منازل وأبراج لأصحاب الطبقات المتوسطة والثرية.
ومع ذلك، لن يكون جميع السكان مؤهلين لإعادة الإسكان، فوفقًا لتقديرات الحكومة، ستحصل ست عائلات من أصل 10 على منازل، مما سوف يترك مئات الآلاف من السكان في العراء.
وستمتلك مجموعة الملياردير الهندي حصة 80 في المائة في الهيئة التي تشرف على تطوير المنطقة مما يعني أنه سوف يحصل على نصيب الأسد من الأرباح.
وكانت المحاولات السابقة لتطوير تلك الأحياء الفقيرة قد تعثرت خلال العقدين الماضيين بسبب التعقيد المالي والاجتماعي للمشروع، في حين يرى مراقبون أن مشاركة شركات أداني الذي لديه علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء كفيلة بإنجاح المشروع هذه المرة.
وبالنسبة للكثير من المهندسين المعماريين في مومباي، فإن المشروع هو “هبة من السماء”.
وفي هذا الصدد يقول المهندس المعماري، موكيش ميهتا، أنه من عشاق تطوير الأحياء الفقيرة، مردفا: “في حال تنفيذه فلن يوجد شيء أكثر شهرة من هذا المشروع في أي مكان في العالم”.
وأضاف: “الأمر لا يتعلق بالمال فقط بل بالهيبة، وربما قد يتعلق أيضًا بمساعدة الفقراء”.