هلا نيوز – عمان
يمكن تحديد أولى العمليات الكبرى في ملاحقة زعماء التنظيمات الإرهابية وخاصة “القاعدة” و”داعش”، إلا أن نهايتها لا تبدو قريبة تماما، البداية كانت بقتل الزرقاوي والأخيرة الظواهري.
ولا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، تشن حربا سرية تلاحق من خلالها قادة تنظيمي “القاعدة ” و”داعش” وعدد منهم “مر” بالسجون والمعتقلات الأمريكية في العراق، أو بالأصح “تخرج منها”، أبرزهم أبو بكر البغدادي.
وبالتالي يمكن القول إن سبب طول أمد الحرب الأمريكية على الإرهاب أنها تسير في دائرة مغلقة، فالغزوات والعمليات العسكرية تقضي على “الإرهابيين” وتزج بأعداد آخرين في السجون والمعتقلات (بعضها سري في أوروبا الشرقية)، علاوة على غوانتانامو، وحين يُطلق سراحهم بطريقة أو أخرى، يظهر من بينهم قادة جدد.
على أي حال، بدأت عمليات تصفية الولايات لزعماء الحركات الإرهابية بقتل أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق بواسطة غارة جوية أمريكية نفذت يوم 7 يونيو 2006 في مدينة بعقوبة إلى الشمال من بغداد.
وأعلن الجيش الأمريكي حينها، أن الزرقاوي واسمه الحقيقي أحمد فضيل نزال الخلايلة، قتل مع عدد من معاونيه في غارة نفذتها طائرتان أمريكيتان من طراز “إف – 16″، ألقيتا على منزل كان يتخذه الزرقاوي مقرا له، قنبلتين زنة كل منهما 500 رطل.
العملية الثانية يمكن وصفها بأنهم “الكبرى” في سلسلة عمليات التصفية الامريكية لزعماء تنظيم “القاعدة”، وذلك لأنها نجحت بعد مطاردة طويلة في القضاء على زعيم التنظيم ومؤسسة “أسامة بن لادن”.
وتكمن أهميتها أيضا في غموضها وغرابة ملابساتها، حيث قتل بن لادن فجر يوم الاثنين 2 مايو عام 2011، في مدينة أبوت أباد، الواقعة على بعد 120 كم من عاصمة باكستان إسلام أباد.
وفي تفاصيل العملية، قامت فرقة تتكون من 20 إلى 30 من أفراد قوات العمليات الخاصة الأمريكية ” SEALs”، مصحوبة بعناصر من الاستخبارات الباكستانية بمداهمة مجمع سكني كان يقيم فيه أسامة بن لادن وزوجاته وأبنائه، واشتبكت مع حراسه، ونجحت في اقتحامه، وقُتل زعيم تنظيم القاعدة بإطلاقة في الراس في عملية استمرت 40 دقيقة، فيما أفيد بأن حراس بن لادن تمكنوا من إسقاط إحدى المروحيات المشاركة في العملية، بينما قالت رواية أخرى أن إحدى مروحيات أباتشي الأمريكي في سرب من 3 مروحيات شاركت في الهجوم هبطت اضطراريا.
أما قادة تنظيم “داعش” الإرهابي، فقط قتل أولهم أبو بكر البغدادي، واسمه الأصلي، إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري السامرائي في 28 أكتوبر 2019، في عملية للقوات الأمريكية الخاصة نفذت في محافظة إدلب، الواقعة شما غرب سوريا، فيما اعترف تنظيم “داعش” يوم 31 أكتوبر 2019، بمقتل البغدادي، وعين خلفا له، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وجرت تلك العملية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وروى ترامب حينها في تصريح له أن البغدادي تراجع إلى نفق مسدود، وفجر سترة ناسفة قتلته وثلاثة من أبنائه.
عهد ترامب شهد أيضا مقتل حمزة بن لادن، نجل مؤسس تنظيم القاعدة، على يد قوات أمريكية خلال عملية لمكافحة الإرهاب في أفغانستان وباكستان، إلا أنه لم تنشر تفاصيل محددة، فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في يوليو 2019 أن مقتل حمزة بن لادن وهو في الثلاثينيات من عمره جرى في العامين الأخيرين.
ويُوصف حمزة بن لادن بأنه الابن الخامس عشر لأسامة بن لادن، وكانت الولايات المتحدة قد أدرجته في لائحتها السوداء للإرهابيين، كما وضعت الأمم المتحدة اسمه في قائمة الخاضعين لتجميد الأرصدة ومنع السفر.
وكان باراك ميندلسون، وهو استاذ للعلوم السياسية وخبير في شؤون الإرهاب في كلية هيفرفورد، قد وصف الإعلان عن مقتل حمزة بن لادن بعد فترة طويلة على ورود تقارير عن وفاته، بـ”المفاجئ”، في حين قلل عدد من الخبراء من خطورته وأهميته التي تحدثت عنهما الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
أما خلفية البغدادي أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، فقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 3 فبراير 2022 خلال عملية نفذتها قوات أمريكية خاصة في بلدة أطمة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، وهي منطقة تسيطر عليها فصائل متطرفة وأخرى من المعارضة المسلحة، فيما أقر التنظيم بمقتل زعيمه بتفجير نفسه خلال عملية إنزال أمريكية استهدفت منزلا كان يقيم فيه مع اسرته.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في يونيو الماضي مقتل ماهر العقال، الذي يُوصف بأنه من الشخصيات البارزة في “داعش”، بغارة أمريكية نفذتها طائرة مسيّرة استهدفته بشمال غرب سوريا، فيما قال البنتاغون إن العقال قتل “أثناء ركوبه دراجة نارية بالقرب من بلدة جندريس في سوريا، فيما أصيب أحد كبار مساعديه بجروح خطيرة”.
العملية الكبرى الثانية بعد اغتيال أسامة بن لادن تتمثل في تصفية أيمن الظواهري، وجرت أحداثها يوم الأحد 31 يوليو في الساعة 06:18 بالتوقيت المحلي، حيث أصيب مبنى سكني في منطقة “شيربور” بصاروخ “هيلفاير” أطلق من طائرة بدون طيار من طراز”MQ-9B”، وكان الظواهري وقت الضربة في شرفة المبنى، وكانت من نصيب عهد بادين، ويبدو أنها إضافة للعمليتين الأخريين ستسندان سير إدارته المترنح لأسباب عدة ليس أقلها متاعب المرض وثقل السنون.