من ركام الحرب إلى أسوار البيت الأبيض، تنبعث تساؤلات حول كيفية خروج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من بلاده
تساؤلات تقصي إجاباتها في وسائل الإعلام الأوكرانية والأمريكية، وصولا إلى خيوط تشابكت في أوكرانيا فانحلت عقدتها في الولايات المتحدة.
ففي رحلة خارجية هي الأولى منذ بدء الحرب في فبراير/شباط الماضي، للمثل الكوميدي الذي تحول إلى رئيس لأوكرانيا، جاءت زيارة زيلينسكي إلى واشنطن، على إيقاع أعياد ميلاد تنشد دعما لشتاء دافئ.
فعلى الرغم من تغريدة للرئيس الأوكراني جاء فيها أنه في طريقه إلى الولايات المتحدة، قالت مصادر في الكونجرس لوكالة أسوشييتد برس إن زيارة زيلينسكي لا يزال من الممكن إلغاؤها في اللحظة الأخيرة بسبب المخاوف الأمنية.
وقال في تغريدة له: “في طريقي إلى الولايات المتحدة لتقوية الصمود والقدرات الدفاعية لأوكرانية، وسأناقش التعاون بين البلدين، كما سألقي كلمة في الكونجرس، وأجري عددا من الاجتماعات الثنائية”.
إجراءات أمنية استثنائية ووسط إجراءات أمنية غير عادية لن تؤكد أيضا رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي حتى التقارير المبكرة عن ترحيبها بزيلينسكي في مبنى الكابيتول، مكتفية بالقول:”لا نعرف حتى الآن. نحن فقط لا نعرف”.
في هذه الأثناء، رفض مسؤولون أمريكيون تقديم أية تفاصيل إضافية حول الترتيبات الأمنية قبل الزيارة ، بما في ذلك ما إذا كان زيلينسكي قد سافر على متن طائرة عسكرية أمريكية.
وهو ما بدا واضحا في مؤتمر أجراه مسؤول في الإدارة الأمريكية عبر الهاتف مع الصحفيين، يوم أمس الثلاثاء، لم يرغب في الكشف عن اسمه.
وقال المسؤول إن بايدن وزيلينسكي ناقشا زيارة محتملة عندما تحدثا عبر الهاتف في 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ووجه البيت الأبيض دعوة رسمية الأربعاء الماضي، قبلها مكتب زيلينسكي يوم الجمعة، إلى أن تأكدت الرحلة الأحد.
وفيما تبقي كواليس الخروج وراء الأضواء، تظل أجندة الزيارة هي الحاضرة سواء على لسان مسؤولين أو تسريبات لوسائل إعلام.
أجندة ترتسم ملامحها فور وصول الضيف الذي سيرحب به بايدن أولا في البيت الأبيض لعقد اجتماعات ثنائية مع فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي ومجلس الوزراء.
وبعد ذلك، سيعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا، قبل أن يتوجه زيلينسكي إلى مبنى الكابيتول هيل ويلقي كلمة في جلسة مشتركة للكونجرس. ثم سينهي الزيارة ويعود بأدراجه إلى أوكرانيا.
وعلى مدار أشهر الحرب، كان التنقل داخل وخارج أوكرانيا صعبا للغاية.، حيث سافر قادة غربيون إلى كييف في رحلة طويلة بالقطار من بولندا.
عشرة أشهر من الحرب، تصدر فيها زيلينسكي مشهد المقاومة الأوكرانية، إذ قضى معظم العام في مكان سري داخل بلاده، يناشد الدول للحصول على الدعم.
وتأتي زيارة واشنطن، بعد يوم من قيام زيلينسكي برحلة وصفت بأنها “جريئة وخطيرة” إلى ما أسماه المنطقة الأكثر سخونة على خط المواجهة البالغ طوله 1300 كيلومتر ، مدينة باخموت الواقعة في مقاطعة دونيتسك المتنازع عليها في أوكرانيا .
أخبر الرئيس الأوكراني قوات بلاده المرابطة هناك، أنه مر عبر سلوفيانسك وكراماتورسك ودروزكيفكا للوصول إلى باخموت في رحلة غير معلنة بدا أنها مخطط لها لإظهار تحدي كييف أمام موسكو في الاستيلاء على المدينة.
ومن شأن السيطرة على باخموت، قطع خطوط الإمداد الأوكرانية وفتح طريق للقوات الروسية للضغط على المدن التي تعد معاقل أوكرانيا الرئيسية في مقاطعة دونيتسك.