سلط موقع إخباري إسرائيلي متخصص في الشؤون الدينية الضوء على الجالية اليهودية المصرية والتي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.
وقال موقع “بحدري حريديم” – غرفة الحريديم – إن آخر ثلاث نساء يهوديات في مصر سيحتفلن بعيد الـ””الحانوكاه” المقدس وسيحرصن على ألا تختفي الثقافة اليهودية من مصر.
ولفت الموقع العبري إلى أنه يعيش أكثر من 10 ملايين شخص في العاصمة المصرية القاهرة، لكن ثلاثة منهم فقط جميعهم من النساء المسنات – يهوديات، وبينهم ماجدة هارون، في سن السبعين، وهي الأصغر وزعيمة الجالية اليهودية الأصلية في القاهرة التي اختفت ولم يبق لها أي أثر تقريبا.
وأضاف أن هناك ما مجموعه 12 كنيسا يهوديا في جميع أنحاء العاصمة، أربع لكل مقيم يهودي متبق.
وسأل الموقع كيف سيحتفل آخر اليهود المصريين بعيد الحانوكاه، ويتأكدون من أن ثقافتهم لا تختفي معهم؟، موضحا أن ماجدة هارون، الرئيسة الفخرية للمجتمع اليهودي قالت لشبكة سي بي إس الأمريكية خلال زيارة إلى أحد المعابد اليهودية الفارغة في وسط القاهرة: “أنا الحارس لتلك المعابد اليهودية ومفاتيحها معي”.
وأضافت هارون: “من وقت لآخر أدعو الدبلوماسيين اليهود لحضور الاحتفالات في الكنيس الرئيسي، جزئيًا كوسيلة للحصول على مكان للصلاة، لكن في بعض الأحيان لا ينجحون في ذلك”.
وأضافت: “ذات عام كان لدينا امرأة تقود الصلاة، (لم يكن هناك رجال) وهذا أمر غير معتاد”.
وأوضح الموقع اليهودي أنه بعد أن تم انتخابها رئيسة للمجتمع اليهودي في مصر عام 2013 ، جمعت هارون النساء الأخريات في الكنيس للاحتفال بعيد الحانوكاه، قائلة: “بحثت في غوغل عن كيفية إشعال الشموع وحاولت قراءة الترانيم”.
وقالت هارون: “أحضرت النساء حلويات وشمعدان وملأنه بالشموع حسب الحاجة. لكن لا شيء سهل في المرة الأولى”، فيما قالت أخرى: “أعتقد أنه يجب علينا البدء من هذا الجانب” وقالت سيدة يهودية مصرية أخرى: ” أشعلوا الشموع – لا يهم من أي جانب”.
كان ذلك قبل عقد تقريبًا، وتقول هارون، “بعد ذلك، وجدنا أشخاصا يعرفون كيفية القيام بذلك”.
ولفت الموقع إلأى أنه قبل حرب 1948، كان هناك حوالي 80 ألف يهودي في مصر، ولكن مع استمرار الصراع بين العرب وإسرائيل ، تناقصت الأعداد، واندلعت الحرب مرة أخرى في عام 1956 (المعروفة باسم العدوان الثلاثي على مصر أو حرب السويس) ، وجلبت نزوحا جماعيا لليهود من مصر.
وزعم الموقع الإخباري الإسرائيلي أن هارون تخشى أنه في غضون بضع سنوات لن يتبقى يهود مصريون في البلاد، لذا فهي تعمل مع المسؤولين لضمان الاهتمام بالتراث اليهودي في البلاد، بما في ذلك العديد من المواقع التاريخية الرئيسية، في حال وفاتها أو مغادرتها مصر.
وقالت هارون: “جميع المعابد اليهودية تخضع الآن لوزارة السياحة والآثار المصرية، لذا ستتم حمايتها ولن يتم تدميرها.. وهذا يشمل كنيس بن عزرا، وهو أقدم كنيس في الشرق الأوسط”.
الجدير بالذكر أن اليهود يحتفلون بعيد الأنوار اليهودي (حانوكاه) هذا العام في 18 ديسمبر ويستمر لمدة ثمانية أيام حتى 26 ديسمبر.
ويعد “الحانوكاه” من الأعياد الدينية عند اليهود، لكنه بمثابة مهرجان للفرح، إذ يجتمعون كل ليلة لتحضير المأكولات التقليدية وأغلبها من المقالي.
ويحل عيد الأنوار أو التدشين في الخامس والعشرين من شهر كيسليف، وهو الشهر التاسع بحسب التقويم العبري.
ولهذا العيد جذر تاريخي وآخر ديني، فبحسب المعتقدات اليهودية، قاد اليهود المكابيّون في القرن الثاني قبل الميلاد، تمرّداً على السلوقيين عام 165 ق. م بعد محاولة الملك أنطيخوس الرابع فرض الثقافة والتقاليد الهيلينية على اليهود، وفرض عبادة آلهة الإغريق عليهم.
ويحتفي اليهود بالحانوكاه كذكرى لاستعادتهم حرية العبادة. وبحسب المعتقد الديني، لم يكن الزيت المقدس في الهيكل يكفي المتمردين لإنارة الشموع لأكثر من ليلتين، لكنه بقي مشتعلا لثماني ليال.