قال السفير الصيني لدى الأردن تشن تشوان دونغ، إن الأردن مشارك ومساهم فعال ومهم في التعاون الصيني العربي، حيث اتفق الجانبان على عقد القمة الصينية العربية في الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني العربي برئاسة مشتركة بين الأردن والصين.
ودعا السفير مع قرب عقد قمتين خليجية-صينية وعربية-صينية يحضرهما قادة دول المنطقة لمضاعفة الجهود لبناء مجتمع صيني عربي ذو مستقبل مشترك للعصر الجديد، والإسهام في القضية النبيلة للتقدم البشري، وذلك بحسب المملكة.
وقال دونغ إنه يسود الجزيرة العربية الدفء في أوائل الشتاء، حيث ستستقبل لقاءً تاريخيا بين الصين والدول العربية رغم البعد الجغرافي بينهما.
بدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ الأربعاء، زيارة للسعودية هي الأولى له منذ 2016 إلى أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم، ويُتوقّع أن تتركّز على تعزيز التقارب الاقتصادي والدبلوماسي بين العملاق الآسيوي والدول العربية، وسيعقد الرئيس الصيني خلال الزيارة التي تستمر حتى الجمعة، لقاءات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على أن يشارك أيضا في قمتين خليجية-صينية وعربية-صينية يحضرهما قادة دول المنطقة.
وقال السفير إن العلاقات العربية الصينية أصبحت أكثر ثباتًا وقوةً في وقت يشهد فيه العالم والعصر والتاريخ متغيرات غير مسبوقة وهي تتقدم بكل حزم وعزم.
ولفت إلى أن الصين والدول العربية تختلف في الأنظمة والثقافة والتاريخ، لكنهما تشاركان في نفس الرغبة في تعزيز الاستقرار والتنمية ونفس الحلم في التحديث الوطني.
التبادل التجاري
وأوضخ أن الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة متتالية،وازداد حجم التجارة بين الجانبين من 200 مليار دولار أميركي إلى 330 مليار دولار أميركي في السنوات العشر الماضية.
وبين أن التعاون الصيني العربي حقق في مجالات الطاقة والبنية التحتية والقدرة الإنتاجية ثمارا ملحوظا لتمتين الأساس.
وقال إن النفط الخام العربي يمثل منذ فترة طويلة نصف إجمالي واردات الصين من النفط الخام، وتوصلت الصين وقطر إلى اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال لمدة 27 عامًا ،مسجلاً رقماً قياسياً في تاريخ معاملات الغاز الطبيعي المسال.
وبحسب السفير يتطور التعاون الصيني العربي في الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء والفضاء بزخم قوي لإخراج الإمكانيات.
وقال إن الصين تستخدم تقنية الجيل الخامس الصينية على نطاق واسع في المنطقة، وتساعد التحول الرقمي المحلي حيث نجحت الصين في إطلاق أقمار صناعية سعودية وجزائرية إلى الفضاء، وقامت بمشروع استكشاف القمر المشترك مع الإمارات.
وبين أنه تم إنشاء العديد من مشاريع توليد الطاقة الكهروضوئية في مصر والسعودية وقطر والأردن واستثمارها وتشغيلها من قبل الشركات الصينية.
وحول التواصل العربي الصيني قال إنه في السنوات الأخيرة، ذهب العديد من الشباب إلى الصين والدول العربية للدراسة، وأصبحوا مبعوثين للتبادلات الثقافية الصينية العربية.
وبين أن تعليم اللغة الصينية يحظى بإقبال كبير، حيث أنشأت أكثر من 10 دول عربية، بما في ذلك الأردن، معاهد كونفوشيوس، كما قامت بعض الدول بدمج اللغة الصينية في برنامج التعليم الوطني الخاص بها.
وشدد على أن الإعفاء المتبادل من التأشيرات والتأشيرة عند الوصول يخدم تسهيل تبادل الأفراد بين الجانبين وزيادة التبادلات في مجالات الثقافة والسياحة والفن والرياضة والشباب والمرأة وغيرها.
القضية الفلسطينية
وأضاف دونغ أنه عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية عام 1949، لم تدخر جهدها في دعم الشعوب العربية في نضالها من أجل الاستقلال والتحرر الوطني.
وتابع: “بدعم من العديد من الدول العربية استعادت الصين عام 1971 مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة، ومنذ ذلك أقامت دفعة جديدة من الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع الصين”.
وفي حديثه عن القضية الفلسطينية قال إنه عندما حضر الوفد الصيني اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة، أعلن بصوت عالٍ أن جميع الدول والشعوب المحبة للسلام والعدالة عليها واجب دعم نضال الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
“لا أحد يملك الحق في مقايضة حقوق الفلسطينيين ومصالحهم الوطنية بصفقات سياسية. وبعد مرور نصف قرن، لا تزال الصين تلتزم بأنها لن توقف دعمها للقضية الفلسطينية حتى يتم حل نهائي.” بحسب السفير