لطالما كانت استطلاعات الرأي تشير إلى أن الحزب الجمهوري سيستعيد الأغلبية في مجلس النواب الأميركي، حيث لا يزال الجمهوريون أقرب للوصول إلى عتبة 218 مقعدا.
وعندما كان يسعى الديمقراطيون إلى الحفاظ على أغلبيتهم الطفيفة بمجلس النواب في الانتخابات النصفية لهذا العام، اعتمدوا على نيويورك لتكون ولاية حاسمة.
وقالت مجلة “بوليتيكو” الأميركية إن الديمقراطيين “تعرضوا لضربة” في ولاية زرقاء تقليديا لم تصوت لرئيس جمهوري منذ أربعة عقود ولم تنتخب أي عضو من الحزب الجمهوري كحاكم منذ عام 2002.
وبدلا من ذلك، حيث تفوق أداء الحزب في الغالب على التوقعات السيئة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تحولت واحدة من أكثر الولايات ليبرالية في البلاد إلى ربما أقوى عائق لفرصها، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.
في عام 2020، حصل الديمقراطيون على أغلبية ضئيلة بمجلس النواب الأميركي بعد أن فازوا بـ 222 مقعدا. في المقابل، حصل الجمهوريون على 213 مقعدا،
وبحسب رويترز، فإن الجمهوريين حصلوا – حتى الآن – على 210 مقعد في مجلس النواب وتبقى لهم 8 مقاعد للوصول للأغلبية.
وحقق المرشحون الجمهوريون انتصارات في عدد من المناطق بولاية نيويورك ومنها ضواحي لونغ آيلاند ووادي هدسون وحتى جيوب بروكلين وكوينز، حيث فاز الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، فيها بسهولة.
قال هوارد ولفسون، وهو أحد القياديين الديمقراطيين البارزين ملخّصا خيبة أمل حزبه، “لقد كانت ليلة مروعة في نيويورك”.
وأضاف “إنه لأمر مزعج أن تكون ليلة جيدة كما كانت بالنسبة للديمقراطيين بشكل عام قد تم التراجع عنها بسبب الغطرسة وعدم الكفاءة هنا”.
وأشار مارك مولينارو، الذي أعلن فوزه بمقعد شمال نيويورك في مجلس النواب، إلى تركيز الحزب الجمهوري على الجريمة التي تصدرت العديد من استطلاعات الرأي باعتبارها مصدر قلق رئيسي بين الناخبين.
وقال في مقابلة، الأربعاء، إن “سكان نيويورك يريدون حكومة تحترمهم وحكومة تحميهم”.
كانت مشاكل الديمقراطيين فيما يتعلق برسائل الجريمة واضحة في لونغ آيلاند، حيث قلب الجمهوريون مقعدين في الكونغرس.
وفاز الجمهوري، جورج سانتوس، في الدائرة الثالثة للكونغرس التي صوتت لصالح بايدن في عام 2020. وكانت السيدة الأولى، جيل بايدن، قد نظمت حملة للمرشح الديمقراطي، روبرت زيمرمان، قبل أيام فقط.
كما تغلب الجمهوري، أنتوني دي إسبوزيتو، على الديموقراطية، لورا جيلين، في الدائرة الرابعة التنافسية التي تمتد على الساحل الجنوبي لمقاطعة ناسو.
وتصدرت أذهان الناخبين في نيويورك نتائج استطلاعات الرأي استمرار زيادة الجريمة والشعور العام بالفوضى. ومع ذلك كافح العديد من الديمقراطيين الوسطيين لوضع خطة بشأن هذه القضية. وبينما كان الجمهوريون يرسمون الولاية على أنها مشهد فوضوي من الجحيم، أحجم الديمقراطيون عن الاعتراف بذلك إطلاقا، بحسب “بوليتيكو”.
وقال النائب الديمقراطي، توماس سوزي، “إن تجاهل مخاوف الناخبين المتعلقة بالسلامة هو سياسة عامة سيئة أدت لخسائر متعددة كان يمكن تجنبها”.
وأضاف أن هذه الخسائر “سيكون لها تأثير سلبي للغاية ليس فقط على نيويورك، ولكن كما اتضح على ميزان القوى في البلاد”.