هلا نيوز – وكالات
:في شهر رمضان المبارك، تزداد العادات الغذائية التي قد تؤثر على صحة الصائمين، وأحد أكثر العادات شيوعًا هو تناول العصائر المحلاة والمركزة عند الإفطار.
وقد حذّر خبراء التغذية من خطورة هذه المشروبات، مشيرة إلى أنها قد تكون أسوأ خيار يمكن للصائم تناوله بعد ساعات طويلة من الصيام.
لماذا تعتبر العصائر المحلاة خطيرة على الإفطار؟
أوضحت العطيشان أن العصائر الجاهزة والمركزة تحتوي على كميات هائلة من السكر والمواد الحافظة، مما يؤدي إلى اضطراب مستويات السكر في الدم بعد الإفطار مباشرة.
هذا التقلب المفاجئ في مستويات الجلوكوز قد يسبب الشعور بالإرهاق والكسل، بدلًا من أن تمنح الجسم الطاقة التي يحتاجها بعد يوم من الصيام.
كما أن تناول هذه المشروبات بكثرة يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسكري، نظرًا لاحتوائها على سعرات حرارية مرتفعة دون أي قيمة غذائية حقيقية.
تأثير العصائر المحلاة على الصحة العامة
زيادة الوزن: بسبب السعرات الحرارية العالية والسكر الزائد، فإن الإفراط في تناول العصائر المحلاة يؤدي إلى تراكم الدهون وزيادة الوزن، وهو ما قد ينعكس سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية.
زيادة العطش: يعتقد البعض أن شرب العصائر يساعد في ترطيب الجسم، ولكن في الواقع، السكر الزائد يعمل على امتصاص الماء من الخلايا، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للجفاف.
اضطرابات الجهاز الهضمي: قد تؤدي العصائر المحلاة إلى مشاكل مثل الانتفاخ وعسر الهضم، خاصة إذا تم تناولها بكميات كبيرة خلال الإفطار.
ما البديل الصحي؟
بدلًا من العصائر المحلاة، يُنصح الصائمون بشرب الماء على الإفطار لتعويض السوائل المفقودة خلال النهار، إلى جانب تناول العصائر الطبيعية غير المحلاة، مثل عصير البرتقال أو الرمان الطازج، وذلك للحصول على الفيتامينات والمعادن المفيدة.
كما يمكن تناول الفواكه الطازجة مثل البطيخ أو البرتقال، التي تساعد في ترطيب الجسم بطريقة طبيعية وآمنة.
نصائح لمشروبات صحية في رمضان
تناول الحليب أو اللبن لتعويض فقدان الأملاح المعدنية.
إعداد عصائر طبيعية في المنزل بدون إضافة السكر.
تجنب المشروبات الغازية التي تحتوي على كافيين وسكريات عالية.
شرب الماء بكثرة بين الإفطار والسحور للحفاظ على ترطيب الجسم.
الاختيارات الصحية خلال رمضان يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في مستوى الطاقة والصحة العامة، لذا فإن تجنب العصائر المحلاة والمركزة هو خطوة مهمة للحفاظ على صحة جيدة والاستمتاع بصيام آمن ومريح.
دراسة حديثة تكشف المخاطر الصحية
في سياق متصل ، حذرت دراسة طبية حديثة، نُشرت في مجلة JAMA Otolaryngology-Head & Neck Surgery، من أن تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر يوميًا قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم بمعدل 5 أضعاف، حتى لدى غير المدخنين أو من لا يتناولون الكحول.
نتائج صادمة بعد 30 عامًا من البحث
قام باحثون أمريكيون بفحص بيانات أكثر من 160 ألف امرأة، ووجدوا أن أولئك اللاتي يستهلكن مشروبًا سكريًا واحدًا أو أكثر يوميًا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بمقدار 4.87 مرة مقارنة بمن يتناولن أقل من مشروب واحد شهريًا.
ما العلاقة بين المشروبات السكرية وسرطان الفم؟
رغم عدم وضوح الآلية الدقيقة وراء هذا التأثير، يقترح الباحثون عدة تفسيرات محتملة، منها:
شراب الذرة عالي الفركتوز المستخدم في المشروبات الغازية بالولايات المتحدة، والذي قد يكون له تأثير سلبي على صحة اللثة.
اضطراب توازن البكتيريا في الفم بسبب الاستهلاك العالي للسكر، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة قد تتطور إلى تغييرات سرطانية في الخلايا.
هل المشروبات الأخرى آمنة؟
لم تحدد الدراسة العلامات التجارية أو الأنواع الدقيقة للمشروبات التي تم تناولها، لكنها أشارت إلى أن عصائر الفواكه المحلاة والشاي المثلج قد يكون لها تأثير مماثل.
دعوات للحد من استهلاك السكر
في ضوء هذه النتائج، دعا العلماء إلى تقليل كمية السكر في الأنظمة الغذائية الحديثة، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يزداد استهلاك المشروبات الغازية المحلاة بشكل ملحوظ على موائد الإفطار.