هلا نيوز – وكالات
بعد سنوات من اللجوء، بدأت عائلات سورية تستعد للعودة إلى وطنها، في خطوة كانت تبدو مستحيلة يومًا ما. فمع تغير الظروف، وجد الكثيرون أن الوقت قد حان للعودة إلى ديارهم، رغم التحديات التي لا تزال قائمة.
فارس أبو حسيني، الذي غادر درعا عام 2012 وأمضى 13 عامًا في مخيم الزعتري، يستعد للقاء والدته التي انتظرته طيلة هذه السنوات. ورغم عدم يقينه بشأن ما ينتظره في سوريا، يؤكد أن الخبرات التي اكتسبها خلال وجوده في الأردن ستساعده في إعادة بناء بلده.
أما وليد قطيش، من حمص، فظل يحمل حلم العودة طوال إقامته في الأردن، رغم صعوبة الحياة هناك. وبرغم الأوضاع غير المستقرة في سوريا، يرى أن الأهم هو أن بلاده حرة، ويؤمن بضرورة العودة والمساهمة في إعادة إعمارها.
محمد قدور بدأ رحلته التدريجية نحو العودة، حيث غادرت زوجته وابنه الصغير إلى حمص، بينما بقي هو مؤقتًا بسبب التزامات العمل. بالنسبة له، الوطن ليس مجرد مكان، بل إحساس عميق بالانتماء لا يمكن وصفه بالكلمات.
محمد المصري، البالغ من العمر 67 عامًا، يغادر مخيم الزعتري بعد 11 عامًا، متجهًا إلى درعا، حيث ينتظره أحباؤه. برفقة ابنه هشام، الذي اكتسب مهارات عديدة خلال وجوده في الأردن، يأمل أن تسهم هذه الخبرات في بناء مستقبل أفضل في سوريا.
ورغم أن آلاف اللاجئين بدأوا رحلة العودة، لا يزال الكثيرون مترددين، غير متأكدين مما ينتظرهم. ووفقًا لاستطلاع أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أكثر من ربع اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان ومصر يخططون للعودة خلال العام المقبل، بينما يفضل آخرون البقاء، نظرًا للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
وبينما تتباين القرارات، يظل الأمل حاضرًا، سواء بالعودة إلى الوطن أو بإيجاد حياة مستقرة في أماكن اللجوء، لكن الحقيقة تبقى واحدة – الوطن سيظل دائمًا الوطن.