هلا نيوز-عمان
الكاتب: د. رأفت غالب البيايضة : في هذا الشهر المبارك، تتجلى معاني العطاء بأبهى صورها، حيث يتسابق الناس في تقديم الخير ومساعدة المحتاجين. لكن مفهوم “الفقير” بحاجة إلى إعادة نظر، فالفقر الحقيقي ليس نقص المال، بل هو فقر النفس والقيم. كم من غنيّ يعيش في بؤس رغم أمواله، وكم من فقير يشعر بالغنى لأنه يحمل قلبًا معطاءً؟
التراحم، وهو أن يعطي الإنسان مما يملك ولو كان قليلاً، لا يقتصر على أصحاب الثروة، بل هو فعل إنساني يتجاوز الماديات ليصل إلى جوهر الروح. الفقير الذي يمد يده بمساعدة شخص أفقر منه، إنما يعلن انتصاره على الفقر الحقيقي، لأنه امتلك ما هو أثمن من المال: الكرم والإيثار.
نحن بحاجة إلى إعادة تعريف الغنى، فهو ليس امتلاك أرصدة بنكية، بل امتلاك قلب يفيض رحمة. في كل مرة تمد يدك لمساعدة غيرك، حتى لو بفتات، فأنت تعلن أنك أغنى من كثيرين، لأنك تملك ما لا يشترى: الإنسانية.
في هذا الشهر، ليكن التراحم عنواننا، ولننظر حولنا بعين الإحسان، فالقليل الذي تعطيه قد يكون كل شيء لمن يحتاجه.