عربي دولي – هلا نيوز
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إسرائيل تعمل على إقناع أبناء الطائفة الدرزية في سوريا برفض الحكومة الجديدة، والمطالبة بحكم ذاتي في إطار نظام فيدرالي، ضمن خطة واسعة رصدت لها أكثر من مليار دولار.
يأتي هذا الكشف في وقت حساس، تزامنًا مع خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة العربية بالقاهرة، حيث ندد بالاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، متهماً تل أبيب بمواصلة انتهاك حقوق السوريين منذ احتلال الجولان عام 1967.
وفقًا للتقرير، تسعى إسرائيل إلى دعم الدروز في جنوب سوريا عبر تمويل برامج ومشاريع تهدف إلى كسب تأييدهم لمشروعها الفيدرالي، الذي يشمل تقسيم سوريا إلى مناطق حكم ذاتي عرقية وطائفية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تضغط على المستوى الدولي للحصول على دعم لهذا النظام، مع اقتراح أن تكون المناطق الجنوبية القريبة من حدودها “منزوعة السلاح”، ما يعكس قلقها من التطورات السياسية في سوريا.
تحركات عسكرية محتملة
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمّح إلى احتمال تدخل عسكري لحماية الأقلية الدرزية في سوريا، قائلاً: “لن نسمح للنظام الإسلامي الراديكالي الجديد في سوريا بإلحاق الضرر بالدروز”.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين أن تل أبيب تكثف جهودها الدبلوماسية لضمان تحقيق رؤيتها لمستقبل سوريا.
ورغم محاولات إسرائيل الترويج لفكرة تأييد بعض دروز سوريا لهذا المشروع، إلا أن الواقع على الأرض يعكس موقفًا مختلفًا. فقد خرجت مظاهرات ترفض التدخل الإسرائيلي، مؤكدين تمسكهم بسوريا موحدة.
القيادي الدرزي في السويداء، ليث البلعوس، أكد رفضه القاطع لأي تدخل إسرائيلي، مشددًا على أن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا “لا يريدون الحرب ولا يرغبون في تحويل سوريا إلى دولة طائفية”.
التوتر في جرمانا
شهدت مدينة جرمانا جنوب دمشق، ذات الغالبية الدرزية، توترًا كبيرًا عقب مقتل أحد عناصر الأمن على يد مجموعة درع جرمانا المسلحة. واستغلت إسرائيل هذه الحادثة لتؤكد أنها مستعدة للتدخل. وأوردت “هيئة البث” العبرية الرسمية أن نتنياهو ووزير دفاعه، يسرائيل كاتس، “وجّها الجيش بالتحضير لحماية منطقة جرمانا الدرزية“.
في ظل هذه التوترات، زار وفد من أهالي جرمانا محافظة السويداء، حيث التقى بالشيخ حكمت الهجري، أحد المرجعيات الدينية للطائفة الدرزية. وأوضح الهجري أنه لا يطالب بأي انفصال عن سوريا، مؤكدًا أن مطالب الدروز تتلخص في “وحدة سوريا أرضًا وشعبًا، والعيش بكرامة”. وشدد على ضرورة توحيد الصف لمواجهة المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد.
جنبلاط يحذر من “المخطط الصهيوني”
على الجانب اللبناني، دخل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على خط الأزمة، حيث كشف عن تواصله مع وجهاء الطائفة الدرزية في سوريا. وأعلن عزمه زيارة دمشق قريبًا للتأكيد على المرجعية الوطنية لسوريا، محذرًا من أن “المشروع الصهيوني يسعى لجرّ ضعفاء النفوس إلى حرب أهلية”.
وأضاف جنبلاط أن هناك خيارين أمام دروز سوريا: “إما البقاء على الهوية العربية التي يستمد منها الدروز قوتهم، وإما السير في المخطط الصهيوني”.
كما هاجم الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لدروز إسرائيل، معتبرًا أنه “لا يمثل دروز المنطقة، وأهل سوريا يعلمون كيف يتصرفون”.