هلا نيوز – وكالات
على وقع ما تعرض له الرئيس الاوكراني زيلينسكس في البيت الابيض من اساءة على يد الرئيس الاميركي دونالد ترمب ونائبه فانس.. فما زلت ارى .. بان العالم ( وربما اميركا نفسها ايضا ) لن يتحمل ترمب فترة رئاسية ثانية .. وقد نبدأ نشهد بالفعل بوادر تحول في تركيبة شكل النظام الدولي من احادي القطبية الى متعدد الاقطاب .. وقد تكون البداية من حلفاء اميركا انفسهم .. ودول اوروبا تحديدا .. فدول العالم بصورة كيف يفكر هذا الرجل .. عطفا على رئاسته الاولى التي بدأ ببعض قراراته وسياساته فيها متأخرا او لنقل في نهايتها .. اما اليوم فقد بدأ بذلك حتى قبل ان يسكن البيت الابيض ..!!! . ولسوء حظه ان حتى من يحيطون به في دائرة القرار الاميركي .. من نفس طينته تقريبا .. وليس من بينهم رجل رشيد .. فاذا ما كان الاصل به وببلاده التي تتربع على قمة المنظومة الدولية المحافظة على استقرار هذه المنظومة وامنها وسلامتها من الفوضى .. تماهيا مع الغاية من فكرة اقامة الامم المتحدة التي كان للولايات المتحدة الدور الابرز في اقرارها والتطلع لتحقيقها .. فكيف لهذا ان يستقيم ونحن نشاهد من يفترض انه مؤتمن عليها هو نفسه من يعيث فيها الخراب والفوضى .. وهو ينسحب من منظماتها واتفاقياتها .. ولا يحترم مرجعياتها ولا قراراتها الدولية .. كموقفه من موضوع القدس مثلا عندما اعتراف بها عاصمة للكيان الاسرائيلي وقيامه بنقل سفارة بلاده لها .. ضاربا من خلاله بالقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة والقرارات الدولية عرض الحائط .. ناهيك عن موضوع الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان .. وربما في قادم الايام الاعتراف بهذه السيادة على الضفة الغربية ..
كأني بهذا الشخص .. انما يحرض دول العالم على بلاده ( لانزالها ) عن القمة …!.
من جهة اخرى .. هل يفقد البيت الابيض مكانته الدولية ، بحيث يبدأ قادة دول العالم بالتفكير بالامتناع عن زيارة الرئيس ترمب واللقاء به هناك خوفا من التعرض لمواقف محرجة او حدوث مفاجأة او مفاجأت غير سارة في ظل عدم تحلي ترمب باللباقة الدبلوماسية عند اللقاء والحديث الى ضيوفه ..؟.
ان ما حدث مع زيلينسكي .. تلافى جلالة الملك حدوثه عند لقائه المبكر بالرئيس الاميركي ترمب الذي اعقبه بتوجيه رسالة ( اعتذار ) الى الشعب الاردني .. مما سيجعل من المتابعين والمراقبين مضطرين للعودة الى لقاء جلالته بترمب .. لعقد مقارنة .. ستكون حصيلتها .. ان الحسم سيكون للدبلوماسية خاصة عندما تعرف من تقابل .. الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك بمثابة خصوصية اردنية بامتياز .. قادتنا الى تحقيق الكثير من المكاسب .. من ابرزها .. اننا كسبنا احترام العالم .. حتى باتت لنا مكانة مرموقة وسمعة طيبة ومساحة كبيرة من الحضور المقدر على خارطة السياسة الخارجية .. جعلت من بلدنا عنوان في كيفية بناء رصيد وطني استراتيجي من العلاقات الخارجية .. عربيا .. اقليميا .. ودوليا .. في عالم السير فيه .. كمن يسير على خيط رفيع .. لا يمكنك تجاوزه الا اذا حافظت على توازنك .. بما يمكن التعبير عنه بالدبلوماسية .. الدبلوماسية التي يقودها جلالة الملك باتقان ..