تزداد عمليات التحرش بالنساء في السعودية، في وقت تبذل فيه السلطات قصارى جهدها للتعامل مع المتحرشين ومحاسبتهم، وتصدر تحذيرات متكررة لهم، إلى جانب قانون عقوبات صارم لردعهم.
وفي أحدث مثال على ذلك، أعلنت السلطات السعودية، السبت، اعتقال 3 مواطنين بسبب تحرشهم بامرأة في أحد الأماكن العامة.
وقال حساب “الأمن العام” السعودي على تويتر، إن شرطة الرياض قبضت على الأشخاص الثلاثة واتخذت الإجراءات النظامية بحقهم وأحالتهم إلى النيابة العامة.
وجاءت الحادثة بعد فيديو للسعودية المشهورة على مواقع التواصل، ليان عبد الله، تتحدث عن حالات التحرش.
ووقعت حوادث التحرش خلال التجمعات التي شهدتها حفلة المغنية اللبنانية، هيفاء وهبي، في موسم الرياض.
عقوبة التحرش
وتتنوع العقوبات التي تطال المتحرشين، وتقول المستشارة القانونية، رباب المعبي، إن “عقوبة المتحرش السجن لمدة تصل إلى سنتين، وغرامة تصل إلى 100 ألف ريال (26 ألف دولار) أو إحداهما”.
وأوضحت المعبي في حديثها لقناة الإخبارية السعودية الرسمية أن هذه العقوبات تتفاوت وتطال كل من “قام بجريمة التحرش، والمحرّض على التحرش، والمتفق مع المتحرّش، والمساعد على التحرش”.
ووفقا لمجموعة الأنظمة السعودية، فإن هناك نظام مكافحة جريمة التحرش، ويتبع لأنظمة الأمن الداخلي والأحوال المدنية والأنظمة الجنائية.
وتنص المادة السادسة من نظام مكافحة جريمة التحرش في السعودية، والصادر عام 2018، على أنه “يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنتين، وبغرامة مالية لا تزيد على مائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب جريمة تحرش”.
ووفقا للنظام “تكون عقوبة جريمة التحرش السجن لمدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة مالية لا تزيد على ثلاثمائة ألف ريال (نحو 90 ألف دولار أميركي)، أو بإحدى هاتين العقوبتين، في حالة العود أو في حالة اقتران الجريمة بأي مما يأتي: إن كان المجني عليه طفلا أو من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
كما أن هذه العقوبة تنطبق “إن كان الجاني له سلطة مباشرة أو غير مباشرة على المجني عليه، وإن وقعت الجريمة في مكان عمل أو دراسة أو إيواء أو رعاية، وإن كان الجاني والمجني عليه من جنس واحد، وإن كان المجني عليه نائما أو فاقدا للوعي، أو في حكم ذلك، أو إن وقعت الجريمة في أي من حالات الأزمات أو الكوارث أو الحوادث”.
تحذير للمتحرشين
وفي سبتمبر الماضي، حذرت النيابة العامة السعودية من جريمة التحرش، وتوعدت بمعاقبة مرتكبيها.
وقالت في منشور على تويتر “يعاقب كل من حرض غيره، أو اتفق معه، أو ساعده بأي صورة كانت، على ارتكاب جريمة تحرش، بالعقوبة المقررة للجريمة، كما يعاقب كل من شرع في ارتكاب هذه الجريمة بما لا يتجاوز نصف الحد الأعلى للعقوبة المقررة لها”.
وجاءت تحذيرات النيابة العامة السعودية قبل احتفالات المملكة باليوم الوطني الموافق 23 سبتمبر والذي يشهد مظاهر احتفالية في كل أنحاء السعودية.
وتبرز عادة في احتفالات اليوم الوطني السعودي حالات تحرش. ففي العام الماضي، شهدت احتفالات اليوم الوطني في السعودية، عددا من حوادث التحرش.
وظهر في أحد الفيديوهات شاب يتحرش بفتاة كانت قد خرجت من نافذة سيارة تركبها رافعة العلم السعودي، بينما كان يقوم بالاقتراب منها وتصويرها وهي تحاول إبعاده عنها.
كما بين مقطع آخر محاولة شبان التحرش بسيدة منقبة كانت تجلس داخل سيارتها.
ما هو التحرش؟
يقصد بجريمة التحرش كل قول أو فعل أو إشارة ذات مدلول جنسي، تصدر من شخص تجاه أي شخص آخر، تمس جسده أو عرضه أو تخدش حياءه بأي وسيلة كانت، بما في ذلك وسائل التقنية الحديثة، وفقا لما يوصفه نظام مكافحة التحرش السعودي في المادة الأولى.
وفي مايو 2018، أعلنت السعودية عن نظام مكافحة جريمة التحرش بمرسوم ملكي صادر عن العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وذلك بهدف “مكافحة جريمة التحرش والحيلولة دون وقوعها، وتطبيق العقوبة على مرتكبيها وحماية المجني عليه، وذلك صيانة لخصوصية الفرد وكرامته وحريته الشخصية التي كفلتها أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة”.