وعندما كان يقود “جيشه المتعطش عبر صحراء قاحلة”، جاءه جندي بـ”مغرفة مياه عذبه”، لكنه رفض الشرب وسكب الماء على الأرض، وأعلن أنه “لن يشرب قطرة ماء” تضامنا مع جنوده “المتعطشين”، ولذلك لم يخسر أي “معركة في تاريخه”، وفقا لموقع “هيستوري“.
فقدان الدعم الشعبي
يمكن للجيش أن يتوقف عن القتال عندما “تصبح بلادهم فاسدة للغاية أو منقسمة على دعمهم”، وهناك أمثلة تاريخية على ذلك أيضا.
ومن تلك الأمثلة “الانهيار الجماعي للجيش الفيتنامي الجنوبي في ربيع عام 1975” في قتاله مع نظيره الفيتنامي الشمالي.
وكانت حكومة فيتنام الجنوبية “مليئة بالفساد، وسرق قادتها وأعوانهم المساعدات العسكرية لإثراء أنفسهم، ولم يبنوا دعما شعبيا بين الجماهير”، حسب موقع “تايم“.
وبعد أن سحب الجيش الأميركي قواته القتالية في عام 1973، شن الجيش الفيتنامي الشمالي هجومه الأخير على سايغون بعد ذلك بعامين.
ورفض الجيش الفيتنامي الجنوبي القتال، وتخلى الجنود عن وحداتهم وحاولوا الاختباء بين السكان المدنيين، حسب المؤرخ بجامعة ولاية تينيسي الوسطى، ديريك فريسبي.
ويتحدث المؤرخ مايكل بتلر، عما يسميه “المساعي الاجتماعية”، ويقول إن “الحروب لا يخوضها الجنود فقط، بل يشارك فيها الشعب والمؤسسات”.
ويؤكد أن “صحة مؤسسات الدولة المتمثلة في الحكومة والجيش ووسائل الإعلام، مهمة تماما مثل إرادة الجندي للقتال”.
وإذا كانت الحكومة فاسدة ولا تحظى بثقة الشعب، فقد تفقد جيوشها الرغبة في القتال، وهذا ما قد يحدث في روسيا حيث يعاني المجتمع منذ فترة طويلة من “الضيق المجتمعي”، وفقا لحديث بتلر.
ويرى أن “الشعور بالضيق الذي تعاني منه روسيا المدنية قد ينتشر إلى جيشها” مشيرا إلى “علامات موجودة بالفعل في آلاف الرجال الفارين من البلاد هربا من التجنيد الإجباري”.
ويقول بتلر “هذا دليل مقنع جدا على فقدان الدعم للحرب”، متوقعا انعكاس ذلك على “الجنود الروس المنسحبين من ساحات المعرك في أوكرانيا”.
وأكملت روسيا تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط خلال أكثر من شهر بقليل، كما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الجمعة خلال حوار نقله التلفزيون الروسي مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وقد أثارت تقارير حول تعبئة مسنين ومرضى وطلاب غضبا في روسيا، وأقر بوتين بوجود مشكلات “حتمية” في بداية الاستدعاء، وأثار إعلان التعبئة في أواخر سبتمبر موجة نزوح جماعي للرجال إلى الخارج وبعض الاحتجاجات المحدودة في البلاد، وفقا لـ”فرانس برس”.
وقد تمتد الهجرات الجماعية للرجال الروس الرافضين للتجنيد إلى “ساحات المعركة” وقد يكتشف العديد من الجنود أنهم يقاتلون “من أجل كذبة”.
وعلى الجانب الآخر، يعرف الرجال والنساء في الجيش الأوكراني “الهدف الذي يقاتلون من أجله”، وسط دعم شعبي غير محدود للجنود، حسب “سي إن إن”.
ويقول مكوسلاند إن جنود الجيش الأوكراني يقاتلون من أجل “وطنهم وعائلاتهم ومنازلهم”.