هلا نيوز – اقتصاد
تمّت الصفقة بين الملياردير إيلون ماسك و”تويتر”، ويسعى الأخير إلى زيادة إيراداتها من خلال مصادر عدّة منها الإعلانات.
إلا أن “تويتر” كانت ذات يوم تلمع في مجال عالم التكنولوجيا، فقبل عقد من الزمن كان مستقبلها يبدو مشرقا، واستفادت من تدفقات التمويل في مجال الشبكات الاجتماعية، وكان أبرزها الطرح العام الأولي خلال العام 2013 الذي تمكّنت “تويتر” خلاله من جمع 1,8 مليار دولار، وفق تقرير “سي أن بي سي“.
وأصبحت “تويتر” منصة تعطي “الصوت لمن لا صوت له”، ومساحة للتعبير عن الآراء المتنوعة في مجالات سياسية واقتصادية ورياضية وغيرها، وتساعد المتظاهرين على تنظيم أنفسهم والتعبير في مختلف أنحاء العالم، وفق “سي أن بي سي”، التي لفتت إلى التغيير في إدارة الشركة لصالح أغنى رجل في العالم وأحد المؤثرين الذين يتكلون على المنصة لإيصال رسائلهم.
إلا أن “تويتر” تحولت في الآونة الأخيرة إلى منصة يتداول من خلالها بعض المستخدمين الأخبار الكاذبة، وفي بعض الأحيان تستخدم للتنمر والعنف، تماما كما حصل في وسائل تواصل أخرى مثل “فيسبوك”.
وتضيف “سي أن بي سي” في تقريرها أنّه مؤخرا قلق المستثمرون على مستقبل “تويتر” التجاري، فباتت الشركة غير مربحة وتكافح من أجل مواكبة “غوغل” و”فيسبوك”.
وعرضت “سي أن بي سي” موجزا عن تاريخ “تويتر” خلال السنوات الماضية.
من التمويل نحو الفضاء.. ومشاكل داخلية!
خلال شهر مارس 2006، أنشأ جاك دورسي ونوح غلاس وبيز ستون وإيفان ويليامز منصة “تويتر”، والتي كانت في الأصل مشروعا جانبيا ينبع من “البودكاست” وحينها، كانت أوّل تغريدة على المنصة كتبها دورسي ويشير فيها إلى أنّه “يقوم بإعداد صفحته الخاصة على تويتر فحسب”.
وتلقت “تويتر” تمويلا قيمته مئة ألف دولار خلال يوليو من العام 2007، وبدأت شعبية التطبيق في الانتشار بعد الترويج المكثف من قبل مجتمع التكنولوجيا خلال مؤتمر “South by Southwest” السنوي.
وتشير “سي أن بي سي” إلى أنّ “المؤسس دورسي استقال من منصبه كرئيس تنفيذي في أكتوبر 2008، وحلّ مكانه ويليامز. ووفقا لكتاب “هاتشينغ تويتر” للصحافي نيك بيلتون، طرد مجلس إدارة “تويتر” دورسي بسبب مخاوف بشأن أسلوب الإدارة التنفيذية والتفاخر العام”.
أخذت شعبية “تويتر” ترتفع خلال العام 2009 أيضا، ما أدّى إلى ظهور رفيع المستوى من جانب ويليامز في برنامج أوبرا وينفري الحواري جانت أشتون كوتشر. الذي كتب أيضا عن ويليامز وستون كجزء من مجلة “تايم” العدد 100. فـ”تويتر” أصبحت ظاهرة سائدة.
خلال العام 2010 وصلت منصة “تويتر” إلى الفضاء، فقد أرسل رائد الفضاء في “ناسا” تيموثي كريمر أول تغريدة مباشرة من المدار الخارجي. إلا أنّه وراء الكواليس، استمرت مشاكل الإدارة مع تنحي ويليامز عن منصب الرئيس التنفيذي، وحل مكانه رئيس العمليات ديك كوستولو.
مساحة للتعبير
وبحسب “سي أن بي سي”، باتت منصة “تويتر”، خلال العام 2011، مساحة للتعبير خلال الربيع العربي أثناء موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومات في مصر وليبيا وتونس. واستخدم المتظاهرون الموقع لنشر التقارير وللتنظيم.
لكن دور “تويتر” في “نشر الأخبار العاجلة” لم يقتصر على الانتفاضات العربية فحسب. وعلى سبيل المثال، أُعلن عن وفاة المغنية ويتني هيوستن على “تويتر” قبل 55 دقيقة من تأكيد وكالة “الأسوشيتد برس” القصة.
“تويتر” تزدهر أكثر
وخلال العام 2012، ازدهرت “تويتر” أكثر. وباتت تصل إلى 200 مليون مستخدم نشط. واستخدم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما المنصة للإعلان عن النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2012.
وتضيف “سي أن بي سي” أن “تويتر” أصبحت متاحة للجمهور في نوفمبر 2013. وبلغت ثروة ويليامز ودورسي وكوستولو مجتمعة ما يقرب من 4 مليارات دولار. وقال كوستولو لـ”سي ان بي سي” في ذلك الوقت: “لدينا كمية هائلة من الأفكار والاستراتيجيات لزيادة نمو الشركة”.
مجد “تويتر” يتضاءل
بدأ مجد “تويتر” يتراجع، فخلال العام 2014 خسر “تويتر” من قيمته السوقية. وبالمقارنة مع المنافسين مثل “غوغل” و”فيسبوك” و”لينكد إن”، بدأ “تويتر” خلال لعام 2015 يضعف. وربحية “تويتر” على المحك لأن نشاطه الإعلاني عانى بشدة ضد منافسيه الأكبر . ورغم ذلك، بقي دورسي رئيسا تنفيذيا للشركة، فيما لا يزال يحتفظ بالمنصب الأعلى في شركته الأخرى، سكوير (بلوك).
وانتشرت شائعات، خلال العام 2016، أن “تويتر” يتطلع إلى للاستحواذ مع “سايلز فورس”. وفي الوقت عينه انتُقدت تويتر من قبل البعض “بالسماح بنشر معلومات مضللة”، حسب “سي أن بي سي”.
بدت تويتر لوقت قصير خلال العام 2017 وكأنها في حالة انتعاش، وفق “سي أن بي سي” التي شرح أن سهمها كان يتجه أخيرا نحو الصعود لأن الموارد المالية للشركة تحسنت.
الأخبار الكاذبة
خلال العام 2018، أدلى دورسي وشيريل ساندبرغ رئيس العمليات في “فيسبوك” بشهادتهما أمام لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأميركي بشأن التدخل المزعوم من قبل الجهات الفاعلة المرتبطة بروسيا في انتخابات الرئاسة عام 2016، وفق “سي أن بي سي” التي نقلت قول دورسي في ذلك الوقت إنّه “من منظور تجاري بسيط نبقي جميع الأصوات على المنصة”.
ولاحقا، مع انتشار كورونا في العالم، اقتحمت المعلومات المضللة المحادثة عبر الإنترنت. واستمرّ تويتر في النضال من أجل تنمية أعماله. وخلال العام 2020 اختُرقت الخدمة، وتمكن البعض من الوصول إلى أكثر من عشرة حسابات رفيعة المستوى، للرئيس جو بايدن والمليارديرين جيف بيزوس وماسك.
خلال العام 2021، حظر “تويتر” حاسب ترامب بشكل دائم. وفي وقت لاحق استقال دورسي فجأة من منصبه كرئيس تنفيذي وخلفه باراغ أغراوال وهو رئيس قسم التكنولوجيا في الشركة.
عصفور “تويتر” بقبضة ماسك
وأخيراً، خلال العام 2022، استحوذ ماسك على “تويتر” بعد خلاف قانوني مطول. ووافق ماسك في أبريل على دفع 44 مليار دولار لـ”تويتر”، لكنه حاول بعد ذلك التراجع عن الصفقة.
ولاحقا دخل مكتب الشركة في سان فرانسيسكو يوم الأربعاء الماضي، وبدأ إجراء تغييرات، فأقال أغراوال، والمدير المالي نيد سيغال، ورئيس القسم القانوني فيجايا جادي.
سيتوقف تداول أسهم الشركة في بورصة نيويورك، وفق ما ورد في تقرير لـ”نيويورك تايمز“.
وذكرت الشركة أنّ هذا الإجراء سيكون في 8 نوفمبر. وأعلن ماسك أنّه سيشكّل مجلسا للتعامل مع الأسئلة بشأن محتوى تويتر، ولن يعيد المستخدمين الذين حُظرت حساباتهم على الفور.
وأكمل ماسك استحواذه على “تويتر”، الخميس، في صفقة انطوت قيمتها على 44 مليار دولار، ولم يتردد في إظهار حضوره. فقد اعتبرته “نيويورك تايمز” مبتكرا لا يمكن التنبؤ بخطواته، وذكرت أنّه وعد بتحويل خدمات “تويتر” من خلال تخفيف قواعد الإشراف على المحتوى، ودمج التكنولوجيا الجديدة وجعل خوارزميتها أكثر شفافية.
وأشار ماسك إلى أنّه اشترى المنصة كونه من المهم أن “يكون هناك مساحة رقمية مشتركة”، ولأنّه يتخوف “أن تتحول وسائل التوصل الاجتماعي إلى مكان لتناقل خطاب الكراهية”.
ويسعى ماسك إلى تخفيف مخاوف بعض الشركات بشأن سلامة علامتهم التجارية، فهذه الشركات تتخوف من ظهور إعلاناتها بجوار محتوى “مقيت” وأن تتضرر صورة الشركة نتيجة لذلك.