هلا نيوز – عمان
أكد مدير معهد الصحة العامة في الجامعة الأردنية، استشاري الطب الوقائي الدكتور منير أبو هلالة، أن الحل لمواجهة أزمة انتشار أمراض السرطان في الأردن لا يكمن في زيادة عدد المستشفيات المتخصصة أو نشرها في المحافظات، بل يرتكز على الكشف المبكر ومنع حدوث المرض.
وأوضح أبو هلالة أن التركيز يجب أن يكون على توفير علاجات التدخين بشكل منظم في المراكز الصحية، بدلاً من الاكتفاء بعيادات الإقلاع عن التدخين، حيث يمكن للأطباء العامين وأطباء الأسرة مساعدة المرضى على الإقلاع باستخدام العلاجات الدوائية المناسبة لكل حالة.
وأشار إلى أن الكشف المبكر يجب أن يتم من خلال برنامج منتظم، يشمل دعوة الفئات العمرية المستهدفة لإجراء الفحوصات اللازمة، مثل النساء بين 40-70 عاماً للكشف عن سرطان الثدي، وكل من تجاوز 50 عاماً للكشف عن سرطان القولون.
وشدد أبو هلالة على أهمية تدريب الأطباء العامين على اكتشاف الأعراض المرتبطة بالسرطان، مثل الإمساك المزمن وفقر الدم لدى كبار السن، لتقليل التأخير في التشخيص، الذي يؤدي غالباً إلى اكتشاف الحالات في مراحل متقدمة.
وأشار إلى أن الأردن يجري سنوياً حوالي 20-30 ألف فحص للكشف المبكر عن سرطان الثدي، بينما يتطلب الأمر تغطية أكثر من مليون سيدة لتحقيق فرق ملموس في التشخيص. كما أضاف أن برامج الكشف المبكر يمكن أن تخفض بشكل كبير معدلات الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الرئة والمثانة.
وكشف أبو هلالة عن أن 10-15% من حالات سرطاني الثدي والمبيض في الأردن ترتبط بعوامل وراثية، إلا أن عيادات السرطان الوراثي غير متوفرة حالياً، رغم أهميتها في الوقاية الاستباقية من المرض.
وأكد أن كلفة الكشف المبكر أقل بكثير من معالجة المرضى في مراحل متقدمة، مشيراً إلى ضرورة إجراء دراسات محلية لتحديد أفضل أعمار الفحص المبكر، نظراً لاختلاف أنماط انتشار السرطان في الأردن عن الدول الأخرى.