هلا نيوز – عمان
زيادة الاعتماد على العمليات القيصرية في بعض المستشفيات الخاصة يثير تساؤلات بشأن الأسباب الحقيقية وراء هذا الاتجاه. فبدلاً من التركيز على الولادة الطبيعية، يبدو أن بعض الأطباء يفضلون الخيار الأسهل والأسرع، الذي يجلب عوائد مالية أكبر، خاصة عند التعامل مع الحالات التي تستدعي وقتًا أطول للولادة الطبيعية.
الدكتورة مجد زعبلاوي، أخصائية النسائية والتوليد، أكدت أن العمليات القيصرية أصبحت الخيار المفضل لبعض الأطباء، حيث يتم إنهاؤها في غضون 45 دقيقة مقابل الساعات الطويلة التي تتطلبها الولادة الطبيعية، مما يقلل من العبء على المستشفى والكادر التمريضي. وتلفت إلى أن هذا الاتجاه مثير للقلق، حيث يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية للأم والطفل، علاوةً على الأثر السلبي المستقبلي على فرص الولادة الطبيعية في الأحمال التالية.
تتفاوت تكلفة العمليات القيصرية في القطاع الخاص بين 700 و2000 دينار، ما يشكل عبئًا ماليًا إضافيًا على الأسر، فضلاً عن التكاليف المرتبطة بمضاعفات ما بعد العملية التي تتطلب مزيداً من المراقبة والرعاية الطبية. كما أن ارتفاع نسبة العمليات القيصرية في القطاع الخاص – التي تصل إلى 23% مقارنة بـ 18.04% في القطاع العام – يعكس غياب الضوابط الطبية الواضحة التي تحكم هذا القرار، وفقًا لتقرير المجلس الأعلى للسكان.
الطبيب عبد المانع السليمات، رئيس اختصاص النسائية والتوليد في وزارة الصحة، شدد على ضرورة مراقبة الإجراءات في القطاع الخاص لضمان أن يكون اللجوء إلى القيصرية مبررًا طبياً فقط، بعيدًا عن الأسباب المالية أو التخويف من الولادة الطبيعية. وأشار إلى أن الأمهات اللواتي يخضعن للولادة القيصرية في الحمل الأول يكن أكثر عرضة لتكرار نفس الإجراء في الأحمال التالية، مما يزيد من تعقيدات الوضع الصحي والنفقات الطبية.
وفي هذا السياق، تبرز الحاجة إلى تعزيز الوعي بين الأمهات حول المخاطر المرتبطة بالولادة القيصرية، وكيفية اتخاذ القرار بناءً على عوامل طبية صحيحة بعيداً عن الضغوط الاجتماعية أو الاقتصادية . ز ز