هلا نيوز
د. مفضي المومني.
2024/12/8
الحمد لله
اصبحنا على سقوط نظام الاسد… وبقي الشعب العربي السوري… والذي خرج فرحاً بانتهاء حقبة الإجرام والتسلط والتشتت والعذاب…!
عاشت سوريا في ظل نظام الاسد المستبد المجرم مرتعاً لكل القوى العالمية الاستعمارية والصهيونية… ومنطقة نفوذ مستباحة لايران وتركيا… وجهات اخرى كثيرة… وقبل النظام كل هذا ولو قيض له البقاء… لباع كل سوريا للمتهافتين مقابل بقاءه على كرسي السلطه ولو على
مساحة كيلومتر مربع…! وربما كان هذا عرضه قبل ان يسقط..!.
قصة شخصية من الوجع السوري:
قبل عشرة اعوام سافرت الى سلوڤاكيا في مؤتمر علمي في جامعة مدينة بريشوڤ… وتعرفت فيها على بروفيسور سوري اسمه د. حكيم…وهو سبعيني في حينه… واستقبلني واستضافني في بيته بكل حرارة… ويومها لا انكر انني اجهشت بالبكاء وأنا اسمع قصته… فقد قال لي أنه كان من الطيارين رفاق حافظ الاسد عندما قام بالثورة… وبعد الثورة بدأ الاسد تصفية وسجن كل شركائه ليتفرد بالسلطة… فقال احسست بالخطر وهربت الى تركيا ومن ثم الى سلوفاكيا… ولم التقي عائلتي الا بعد 15 سنه وبالتهريب في تركيا… لانه ممنوع من العودة واذا عاد سيعدم… حكيم عالم مشهور في هندسة الميكانيك في سلوفاكيا… اخذني بجوله في منزله… ليريني بعض الاشتال والاشجار جلبها له طلبه سوريين… بطلب منه… وكلما شرح عن شجيرة رمان او شتلة زعتر وانها من رائحة سوريا… كان جسدي يهتز… ودموعي تخونني… اي ظلم هذا اي سلطة التي تبعدك عن وطنك… ويصبح فيها الوطن شتلة زعتر او شجيرة رمان… انه الاستبداد والاجرام… ومثل قصة الدكتور حكيم قصص… مساحاتها وافقها الغربة… وغياهب السجون… والقتل وجميع الموبقات… وكله باسم الوطنية والقومية… والتي كفرونا بها منذ استباحوها لتكريس سلطتهم.
سوريا ام الحضارات ومهدها… تعرض شعبها للظلم والاستبداد والاجرام بحكم الرجل الواحد المتستر بدكتاتورية الحزب الواحد الاوحد حزب البعث… والذي لم ينجح الا بتشتيت الامة وتكريس السلطة للطغاة… ففشل وانقسم في سوريا والعراق… وفي سوريا لا ننكر أن سوريا كانت دولة مستقرة تسنمت الممانعة كلاما… وسقط الجولان باوامر الرئيس… وصحيح ان سوريا كانت في خط روسيا… وكانت خارج خط الراسمالية ولم يكن عليها ديون للبنك الدولي ولديها اكتفاء ذاتي بفضل مواردها وعقول ابناء شعبها… ولكن عاشت سوريا وشعبها حكما تسلطيا مجرماً ومذابح حماه وسجون سوريا ومعتقلاتها تؤكد الظلم الذي وقع على الشعب… ولا ننسى موجات النزوح والهجرة نتيجة حكم النظام التسلطي وتكالب القوى الاستعمارية… ليصل عدد المهجرين أكثر من 7 مليون… بعضهم لا أمل له بالعوده في ظل نظام الاسد.
اليوم عبرة تضاف لعبر..! أن حكم الطغاة لا يدوم… والدكتاتوريات الى زوال ولو البست كل لبوس الوطنية والقومية… فهل تتعظ الانظمة العربية الاخرى..! ام سيصح فيها ما صح بغيرها آجلا ام عاجلا….!
رغم وجود نظرية المؤامرة لكل ما حصل وتدخل الصهيو امريكية وتركيا… الا أن الأمل يحدونا بوعي ووطنية الشعب السوري وقادة الثورة… ولو صح استعانتهم بتركيا وغيرها… لاسقاط نظام الاسد…الذي استعان بقوى الشيطان كلها متشبثا بالكرسي… ليكرس كابوسا جثم 56 عاما على مصير شعب فاذاقه مر الحياة والذل والاستعباد… ومضى إلى حتفه بيديه غير مأسوف عليه.
لمن لم يقرأ تاريخ سوري فقد سميت سوريا مهد الحضارات
اذ يرجع تاريخ سورية إلى أولى الحضارات الإنسانية بداية العصر البرونزي وتعتبر موطن لأقدم الحضارات في الشرق، ومن سورية كانت بداية الزراعة وتدجين الحيوانات وأولى التجمعات الحضارية للإنسان القديم، وكانت أساس النشاط البشري فيها حيث قامت الكثير من الحضارات منذ إنسان العصر الحجري وحتى الحضارات التي تعاقبت على سورية منذ آلاف السنين
حضارات سوريا القديمة والجزيرة 5500 ق. م – 3000 ق. م
السومريون (كامل سوريا) 2130—1250 ق. م
الاكاديون (شرق وشمال) 2250 – 2200 ق. م
الأموريون (العموريون) 2200 – 1880 ق. م
البابليون (شرق سوريا)3500 ق. م – 2650 ق. م
الآراميون 1800 – 795 ق. م
الآشوريون (مناطق من شرق سوريا) 1050 – 600 ق. م
الفرس 550 – 332 ق. م
اليونان 332 – 63 ق. م
الرومان 63 ق. م- 636 م
الخلافة الراشدة 632 – 661 م
العهد الأموي 661 – 750 م
العهد الأيوبي 750 – 1258 م
المماليك 1260 1517 م
العهد العثماني 1516 – 1918 م
الإنجليز والفرنسين 1918 – 1920 م
الدولة العربية (الملك فيصل) 1920 – 1921 م
الانتداب الفرنسي1921 – 1946 م
استقلالها 1946 (الجمهورية العربية السورية)
عائلة الأسد كانت العائلة الحاكمة في سوريا منذ أن أصبح حافظ الأسد رئيسا لسورية في عام 1971، وحتى انهيار نظام حكم العائلة للبلاد في 8 ديسمبر 2024. أنشأت العائلة منظومة حكم استبدادية شمولية، في توليفة تشبه إلى حد كبير توليفة نظام الحزب الواحد، حيث تربع حزب البعث في هرم الأحزاب السياسية بينما انطوت بقية الأحزاب تحت مظلته فيما يعرف بـ الجبهة الوطنية التقدمية. بعد وفاة حافظ في عام 2000 خلفه ابنه بشار في الحكم حتى سقوطه عام 2024. لتكون هذه من بين محاولات توريث الحكم القليلة الناجحة مقارنة بمحاولات أخرى في أنظمة شبيهة.
عائلة الأسد في الأصل من القرداحة شرق اللاذقية في شمال غرب سورية. تنتمي العائلة إلى الأقلية العلوية وينتمي أفرادها إلى عشيرة الكلبيَّة. اسم عائلة الأسد يعود إلى عام 1927، عندما قام علي سليمان (1875-1963) بتغيير اسمه الأخير إلى الأسد (وكيبيديا)
ولأننا نعشق الشام وشعبها… وهم امتداد لنا ونحن امتداد لهم وقد كنا جميعا بلاد الشام قبل ان يفرقنا الاستعمار… ننتظر اشراق شمسها من جديد… ليعود كل المهجرين وينقشع الظلم والاستبداد ونعود للشام دون خوف او وجل… ولعل الله ييسر لاهلنا في سوريا حياة كريمة تعوضهم ما فات من عذابات واضطهاد.
اجمل ما قيل في دمشق
دمشق ،، او الشام كما يحب ان يدلعها أبنائها ،، أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ ،، تغنى بها الشعراء على مر القرون ،،نظموا القصائد بسحرها وجمالها ،، تغنوا بقاسيون وبردى ،، والغوطة الخضراء ،، وجمال الدمشقيات الساحر ، ايليا أ بو ماضي قصيدة بعنوان (جلق الفيحاء):
انا لست في دنيا الخيال و لا الكرى …….و كأنني فيها لروعة ما أرى!
كيف التفت رأيت آية شاعر ………… لبق تعمد ان يجيد فينهرا
ما جلق الفيحاء غير قصيدة …….الله غناها فجن لها الورى
خلع الزمان شبابها في ارضها…….فهوا خضرار في السفوح و في الذرا
حاولت وصف جمالها فكأنني …….ولد بأنمله يحوش الابحرا
أدركت تقصيري و ضعفي عندما…… ابصرت ما صنع الاله وصورا
اني شهدت الحسن غير مزيف……بئس الجمال مزيفا و مزورا
ويقول جورج صيدح في دمشق :
دمشق ان قلت شعرا فيك ردده ……قلب كأن خفوق القلب أوزان
أنا وليدك يا أماه كم ملكت ……. ذكراك نفسي وكم ناداك وجدان
منذ افترقنا نعيم العيش فارقني…….. و الهم و الغم اشكال و الوان
دمشق ان أشجت الاوطان مغتربا ……اني لاوجع من أشجته أوطان
وما اروع هذه الابيات التي قالها احمد شوقي ضمن قصيدة طويلة في دمشق واهلها :
بالأمس قمت على الزهراء أندبهم*** واليوم دمعي على الفيحاء هتا
في الأرض منهم سماوات وألوية*** ونيرات وأنواء وعقبا
معادن العز قد مال الرغام بهم ***لو هان في تربه الإبريز ما هانوا
لولا دمشق لما كانت طليطلة ***ولا زهت ببني العباس بغدان
مررت بالمسجد المحزون أسأله*** هل في المصلى أو المحراب مروان
تغير المسجد المحزون واختلفت*** على المنابر أحرار وعبدان
فلا الأذان أذان في منارته ***إذا تعالى ولا الآذان آذان
آمنت بالله واستثنيت جنته*** دمشق روح وجنات وريحان
قال الرفاق وقد هبت خمائلها ***الأرض دار لها الفيحاء بستان
جرى وصفق يلقانا بها بردى*** كما تلقاك دون الخلد رضوان
نزلت فيها بفتيان جحاجحة ***آباؤهم في شباب الدهر غسان
يا فتية الشام شكرا لا انقضاء له*** لو أن إحسانكم يجزيه شكران
ما فوق راحاتكم يوم السماح يد*** ولا كأوطانكم في البشر أوطان
وما تغنى احد بدمشق كما تغنى بها ابنها البار الذي شرب من مياهها وتنشق نسيمها وعاش في حواريها ،، نزار قباني
القصيدة الدمشقية
هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ … .. إنّي أحبُّ… وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي ….. ….. لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم … …… سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا… ..وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني… ……….. و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا… ……….. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا… ……. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ “أبي المعتزِّ”.. منتظرٌ…… …… ووجهُ “فائزةٍ” حلوٌ و لمـاحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي… هنا لغـتي ….فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها ………… حتّى أغازلها… والشعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً …………. فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ…. فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها…… وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي …. حتى يفتّـحَ نوّارٌ… وقـدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ …. أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟ …. إذا تولاهُ نصَّـابٌ … ومـدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ …. وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني ….. ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ
ومن قصائده أيضاً قي دمشق التي أحبها كثيراً :
قل للذبن بأرض الشام قد نزلوا ** قتيلكم لم يزل بالعشق مقتولا
يا شام يا شامة الدنيا ووردتها ** يامن بحسنك اوجعت الازاميلا
وددت لو زرعوني فيكِ مئذنة** أو علقوني على الأبواب قنديلا
يا شام ان كنت اخفي ما اكابده** فاجمل الحب حب ، بعد ما قيل
أجمل ما قيل في دمشق لنزار قباني و من شعره :
فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا…….فيا دمشق لماذا نبدأ العتبا؟
حبيبتي انت فاستلقي كأغنية ……على ذراعي ولا تستوضحي السببا
أنا قبيلة عشاق بكاملها……ومن دموعي سقيت البحر و السحبا
كم مبحر و هموم البر تسكنه…..و هارب من قضاء الحب ما هربا
يا شام ان جراحي لا ضفاف لها …….فمسحي عن جبيني الحزن و التعبا
وهنالك الكثير من الكتابات والشعر والتي تصف الوجع السوري… وتتغنى بالشام
وتغرد من الغربة… ولا يشفي غليلها ويطفئ جذوة شوقها الا العودة وافتراش ارض الشام ولقاء الاحباب بعد طول عذاب… هي سوريا الشام التي نحب ونعشق… نريد لها ان تعود الى القها… وتنتهي عذاباتها بغض النظر عن كل حسابات المؤامرة والوطنيات والقومجية… فقد شبعنا تنظيرها… واظنني بكل سوري يقول: اريد سوريا وأن اعيش بكرامة ولن تخذلنا ارضنا… انها بلد الخيرات… حمى الله سوريا وحمى الله الاردن.