هلا نيوز – وكالات
صرح الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن سلسلة الاغتيالات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في بيروت تمثل “تفاوضًا تحت النار”، موضحًا أن هذه العمليات تهدف إلى زيادة الضغط الداخلي على حزب الله، بينما ترتبط التحركات العسكرية الإسرائيلية ميدانيًا بأهداف استراتيجية في جنوب لبنان.
الاغتيالات في بيروت
وفقًا للدويري، فإن عمليات الاغتيال الأخيرة -التي طالت شخصيات بارزة في حزب الله مثل:
- حسن نصر الله (الأمين العام السابق).
- هاشم صفي الدين (قيادي سياسي بارز).
- فؤاد شكر وإبراهيم عقيل (قادة عسكريون).
وصولًا إلى محمد عفيف (مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله) الذي استُهدف في رأس النبع، تهدف إلى ضرب القيادات النوعية لحزب الله، وتشديد الضغوط على الحزب داخليًا.
الغارات الجوية والاختراقات الميدانية
أوضح الدويري أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل استخدام الاغتيالات كأداة؛ كونها ذات احتمال نجاح مرتفع وأقل تكلفة عسكرية مباشرة.
- الغارة الثانية في شارع مار إلياس استهدفت رئيس قسم العمليات بالجبهة الجنوبية للحزب، الذي وصف بأنه “تولى دورًا بارزًا بعد اغتيال الصف الأول من قيادات الحزب”.
ميدانيًا، أوضح الدويري أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى تعزيز موقفه التكتيكي:
- بلدة شمع:
- تقع جنوب لبنان، وتعد منطقة إستراتيجية للإشراف على الطريق الساحلي باتجاه مدينة صور.
- السيطرة عليها تحد من حركة قوة الرضوان (النخبة التابعة لحزب الله).
- بلدة الخيام:
- تشهد عمليات متكررة، وتعتبر منطقة عقدة بسبب موقعها المرتفع وطبيعتها التعبوية، ما يجعلها نقطة مقاومة قوية.
- رغم محاولات الجيش الإسرائيلي الهجوم عليها، فإنه لم يحقق مكاسب حاسمة، وفقًا للدويري.
الاعتبارات الجغرافية والتكتيكية
لفت الدويري إلى أن الطبيعة الجغرافية للبنان تفرض على الجيش الإسرائيلي قتالًا في مناطق محددة مثل الأودية والطرق المعبدة، في حين أن المناطق الحاكمة والتعبوية تعد عقدًا قتالية صعبة لصالح المقاومة. وأكد أن هذا الواقع أعاق تحقيق اختراقات عسكرية كبيرة.
توسيع الحرب على لبنان
منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، صعّدت إسرائيل عملياتها ضد حزب الله عبر غارات كثيفة وغير مسبوقة طالت معظم مناطق لبنان، بما فيها بيروت، إلى جانب توغل بري جنوب لبنان بواسطة 5 فرق عسكرية تعمل على طول الحدود.
تحليل ختامي: ترى إسرائيل أن الضغط العسكري المتزامن مع العمليات الاستخبارية النوعية قد يؤدي إلى إضعاف قدرات حزب الله وخلق ضغوط داخلية متزايدة عليه، لكن العقبات الجغرافية والتكتيكية تقلل من إمكانية تحقيق أهداف عسكرية حاسمة.