هلا نيوز – عمان
التهريج الإعلامي والواقع الكروي العربي
كتب: عبدالحافظ الهروط
لو كانت كرة القدم تُحسم بالتصريحات الرنانة والتجييش الإعلامي، لكان المنتخبات العربية، ومنها الأردن، في تأهل دائم لكأس العالم، سواء عن آسيا أو إفريقيا. لكن الواقع يختلف تماماً؛ إذ لم تصل سوى 9 دول عربية إلى المونديال عبر تاريخه الطويل (مصر، المغرب، الجزائر، تونس، الكويت، السعودية، العراق، الإمارات، وقطر).
الحقيقة والإخفاقات
رغم أن بعض هذه الدول استطاعت تسجيل اسمها في السجل الذهبي لكرة القدم العالمية، فإن الغياب المتكرر عن المونديال أو الخروج المبكر كان السمة الغالبة. آخرها قطر، التي شاركت في مونديال 2022 كمستضيفة لكنها خرجت من الدور الأول، يرافقها منتخبا السعودية وتونس رغم تاريخهما الطويل. أما المغرب، فقد شكل الاستثناء، بوصوله إلى نصف النهائي كأول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز، قبل أن يغادر البطولة.
المعركة الإعلامية بدل الثقافية
للأسف، الإدارات الرياضية العربية ومعها الإعلام والجماهير، بدلاً من التركيز على تطوير الأداء والثقافة الرياضية، حولت التصفيات والمباريات إلى “معارك كلامية طاحنة”. فما إن تجمع مباراة بين منتخبين شقيقين حتى تتحول الملاعب إلى ساحة حرب إعلامية، تتناسى معها الروابط اللغوية والثقافية المشتركة.
الإنجازات على طاولة النقد
إذا كانت مجرد المشاركة في كأس العالم تعتبر إنجازاً، فماذا نقول عن الدول التي أصبحت أعضاء دائمين في هذا المحفل العالمي؟ الفرق العربية غالباً ما تفشل في ترك بصمة مؤثرة، وعندما يحدث الإخفاق، يتحول التهليل والتطبيل إلى لطم وسخرية، وكأن المنتخب العربي فريق حارات.
التناقضات والتطلعات المبالغ بها
التناقض الواضح يظهر في تعاملنا مع اللاعبين؛ نرفعهم إلى مصاف النجوم العالميين عند الفوز، ثم نقلب عليهم بالانتقادات عند الإخفاق. أما الطموحات المبالغ بها، فكثيراً ما تطالب منتخبات حديثة العهد بالمشاركة مثل جزر القمر بالفوز بكأس العالم، وعندما تخفق، ينقسم العرب لتشجيع منتخبات أجنبية مع استمرار المناكفات بينهم.
رسالة شخصية
على الصعيد الشخصي، أقول إن أهزوجة “عليهم يالنشامى” التي كتبتها عام 2013 لا تزال في صدري، أنتظر اليوم الذي تصل فيه منتخباتنا إلى مستوى المنافسة الحقيقية، بدلاً من الاكتفاء بالتهريج الإعلامي وملاحقة سراب الإنجازات.