أعلن علماء أمريكيون، أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة على الأرض لا يؤدي فقط إلى زيادة الأعاصير الاستوائية، بل وإلى زيادة قوتها، وزيادة نسبة الرطوبة فيها.
وتشير مجلة Geophysical Research Letters، وفقا للباحثين، إلى أن هذه الكوارث تشكل تهديدا للساحل الشرقي للولايات المتحدة.
ويقول كارتيك بالاغور، الباحث في مختبر شمال غرب المحيط الهادئ (PNNL): “إن نتائج متابعاتنا وحساباتنا مهمة بشكل خاص لسكان المناطق الساحلية في العالم كله، وكذلك للسياسيين والمسؤولين في هذه الأجزاء من القارات. ومن المهم أن نفهم أن مثل هذه العمليات لن تحدث فقط على ساحل المحيط الأطلسي من الولايات المتحدة، ولكن أيضا في مناطق أخرى مختلفة من العالم”.
ويذكر، أن الظواهر الجوية الشاذة ازدادت في السنوات الأخيرة، بما فيها الفيضانات وفترات الجفاف الطويلة، وموجات الحر الشاذة وكذلك الأعاصير في مناطق المحيط الطلسي والمحيط الهادئ.
ويعتقد العلماء أن هذه الظواهر الشاذة مرتبطة بالتغيرات المناخية. ولكن آلية تأثيرها في الطقس لم تُدرس بصورة كاملة. فبعضهم يعتقد أن ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وكذلك ارتفاع متوسط درجات الحرارة، هو ما تسبب في اضطراب دورة الحرارة والطاقة في الغلاف الجوي، حيث يصرف الفائض منها على شكل أعاصير وزوابع قوية. فيما يعتقد آخرون أن التغيرات المناخية حولت الأعاصير إلى القطب، ما أدى إلى زيادة عددها في المناطق شبه الاستوائية والمعتدلة.
ولمعرفة كيفية ظهور الأعاصير الاستوائية، ابتكر الباحثون نموذجا مناخيا أخذ في الاعتبار الاختلافات في كيفية تأثير تغير المناخ في المحيطات الساحلية والمفتوحة، وكذلك تأثير ارتفاع درجات الحرارة على دورة الحرارة بين الغلاف الجوي والمحيطات.
واتضح للباحثين، أن الاختلافات بين اليابسة والمناطق الساحلية والمحيطات المفتوحة، تتسبب في نشوء ظاهرة تؤدي إلى زيادة الأعاصير الاستوائية التي تقترب من سواحل القارات. وزيادة قوتها مرتبطة بضعف الرياح الساحلية، التي تحمل الهواء القاري الجاف نحو المحيطات، ما يؤدي إلى زيادة نسبة المياه داخل الدوامة الهوائية، وبالتالي زيادة قوة الإعصار وخطورته.