ظهر متحور جديد فرعي من أوميكرون لفيروس كورونا يعرف بـXBB، في عدد من الدول الشرق الآسيوية منها سنغافورة وهونغ كونغ، فيما ترتفع أعداد الإصابات وتتوسع بقعتها بعد ثلاثة أسابيع من اكتشافه.
هذا وأدرجت منظمة الصحة العالمية (WHO) XBB باعتباره متغيرًا فرعيًا من أوميكرون قيد المراقبة، مما يشير إلى أنه قد يشكل تهديدًا جديدًا للصحة العامة العالمية.
تم اكتشاف المتغير الفرعي الجديد لأول مرة في أغسطس، وهو مؤتلف BA.2.10.1 أوميكرون BA.2.75 سلالات فرعية أو BJ1 BM.1.1.1. حتى الآن، تم العثور على عدوى XBB في أكثر من 17 دولة، بما في ذلك أستراليا وبنغلاديش والدنمارك والهند واليابان والولايات المتحدة. في حين لا يوجد دليل على أن XBB يسبب أعراضًا أكثر حدة من الإصدارات السابقة من الفيروس، يشير بعض الخبراء إلى أنه قد يكون أكثر قابلية للانتقال من السلالات الأخرى.
ونقلت إحدى وسائل الإعلام الهندية عن خبير الأمراض المعدية الدكتور ليونج هو نام من عيادة روفي السنغافورية قوله “أصبح XBB السلالة المهيمنة في سنغافورة، مما يدل على أنه يمكن أن يتفوق ويتفوق على السلالات الأخرى”.
يضيف بعض الخبراء أن XBB يبدو أفضل في التهرب من اللقاحات من إصدارات COVID السابقة.
وتفيد التقارير الواردة من سنغافورة أن الأشخاص الذين لم يصابوا مطلقا بكورونا أو أصيبوا بمتغيرات ما قبل أوميكرون هم أكثر عرضة للإصابة بـXBB، وحتى أولئك الذين أصيبوا بأوميكرون، فإن خطر إصابتهم أعلى بشكل ملحوظ بعد ثلاثة أشهر.
– ما يجب أن تعرفه
سلالة XBB، المعروفة أيضًا باسم BA.2.10 هي متحور فرعي من أوميكرون تم اكتشافها في العديد من البلدان مثل أستراليا وبنغلاديش والدنمارك والهند واليابان والولايات المتحدة منذ أغسطس-آب الماضي.
حيث إن أعداد الجينوم المعروفة بالمتغير تختلف اختلافًا كبيرًا بين البلدان ببساطة بسبب شدة استراتيجية أخذ العينات والمراقبة الجينية.
الدكتور ليونغ هي نام، أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى ماونت إليزابيث نوفينا في سنغافورة، بيّن أن المتحور الجديد لديه القدرة على استبدال المتغيرات BA.4 BA.5.
ويوضح أن خصائص XBB تجمع كافة ما تضمنت كل ما تحمله المتحورات السابقة الفرعية وقد تم اكتشافه في أجزاء كثيرة من العالم ولكن في سنغافورة يرتفع بسرعة كبيرة -في غضون ثلاثة أسابيع من لا شيء، أصبح الآن أكثر من نصف جميع الحالات اليومية”.
ومن المتوقع أن يحل مكان السابقة، حيث إن المتحور الجديد، لديه القدرة على استبدال المتغيرات BA.4 BA.5.
وهذا يعني أن XBB كمتحور سيسبب المزيد من العدوى لأنه “يمكن أن يتفوق ويتفادى بشكل أفضل من السلالة الحالية”.
ومع ذلك، قال نام أيضًا إنه ليس مدعاة للقلق لأن أعداد الأمراض الشديدة «ليست أكثر بكثير» وضمن التوقعات، وما من دليل على أنه يقود لنتائج أكثر خطورة.
وبين أنه لم يتضح بعد مدى ضراوة متغير XBB، لكنه أكثر قابلية للانتقال و «مسبب للعدوى» BA.5.
وقالت وزارة الصحة السنغافورية يوم الاثنين إن سلالة XBB تكتسب حصة من أعداد حالات الإصابة بكورونا، حيث تشكل 55% من حالات العدوى هذه السلالة. وهي زيادة بنسبة 22 % عن الأسبوع السابق.
وما يميز متحور XBB وكغيره من المتحورات الأخرى هي تراكم البروزات البروتينية على السطح، وهذا يعني أن مناعة الجسم ستحتاج لتتعلم كيف تميزه مجددا وتقاومه، وهذا ما يجعلها أكثر غموضا واختفاء ولكن ليست أكثر ضراوة.
– ما هي أعراض XBB؟
بحسب وزارة الصحة السنغافورية، فإن الغالبية العظمى من المرضى يبلغون عن أعراض خفيفة، مثل التهاب الحلق أو حمى طفيفة، خاصة إذا كانوا ممن تلقوا اللقاح.
– تحذيرات ولكن
وبحسب موقع ” ديلي بيست” الأمريكي، فإن التقديرات تشير إلى تضاعف حالات كورونا الجديد أكثر من الضعف في يوم واحد، في سنغافورة، حيث ارتفعت الأعداد من 4700 إلى 11700 حالة، بسبب المتحور الجديد.
وأكد الموقع أن المتحور الجديد يُعد أسوأ النسخ الجينية من الفيروس، حيث يتجنب الأجسام المضادة من العلاجات أحادية النسيلة، مما يجعل الأدوية غير فعالة في إبطاء نموه داخل خلايا الجسم، كحال النسخ الأخرى.
في الوقت نفسه، حذر مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية الأميركي، أنتوني فاوتشي، من ظهور متحور جديد من فيروس كورونا خلال فصل الشتاء المقبل، مؤكدا أنه علينا ألا نتفاجأ من ظهور متحور جديد أخطر من سابقيه، والذي قد يكون قادراً على تجاوز الاستجابة المناعية التي حصلنا عليها سواء كان ذلك من العدوى أو اللقاحات.
– ما مدى حماية الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في السابق؟
قال الدكتور ليونج هو نام، أخصائي الأمراض المعدية في مستشفى ماونت إليزابيث إن الأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا بين 3 أو 4 جرعات من اللقاحات ذات الحمض النووي الريبي أو أربع جرعات سينوفاك لا تزال فعالة للغاية ضد الوقاية من الأمراض الشديدة.
وأضاف أن غير المطعمين معرضون للخطر، حيث إن التطعيم سيقلل من احتمالية الإصابة بمرض خطير، مبينا أنه مثل جميع اللقاحات، ستكون هناك آثار وقائية.
كما يُنصح الناس بمواصلة ارتداء أقنعة الوجه، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وغسل أيديهم بشكل متكرر، والحصول على لقاحات معززة.
في حين أن لقاحات كورونا لا تمنع العدوى، إلا أنها تقلل بشكل كبير من خطر دخول المستشفى والأعراض الشديدة أو الوفاة.
وبينت البروفيسور ليزا نج، المديرة التنفيذية في مختبرات الأمراض المعدية في A * STAR للتكنولوجيا والأبحاث، أن اللقاحات ثنائية التكافؤ ستكون أكثر فعالية من اللقاح الأصلي في إطلاق استجابة مناعية ضد متغيرات كورونا ومنها أوميكرون وهذا الجديد.
وتقوم اللقاحات ثنائية التكافؤ، والمعروفة أيضًا باسم “المعززات المحدثة”، بتحصين المتلقين بمكونين من مكونات الحمض النووي الريبي mRNA لفيروس كورونا – أحد السلالات الأصلية والآخر يغطي سلالات BA.4 BA.5 من Omicron.
وبحسب وزارة الصحة في سنغافورة، فإن اللقاحات فعالة في مواجهة متحورات أوميكرون الجديدة وهي آمنة وفعالة.
وقالت وزارة الصحة إن أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فما فوق يجب أن يتلقوا أيضًا جرعة معززة إضافية بين خمسة أشهر وسنة واحدة من الجرعة الأخيرة، لمواكبة لقاح كورونا، فيما سيتم ستبدال لقاحات mRNA الحالية بلقاحات ثنائية التكافؤ، كما أوصت لجنة الخبراء المعنية بذلك.