هلا نيوز
تسببت غزو روسيا لأوكرانيا، في موجة هجرة جديدة بين الأوكرانيين والروس من أصول يهودية إلى إسرائيل، وسط توقعات بتزايد أعداد هؤلاء المهاجرين خلال الفترة القادمة.
موجات هجرة غير مسبوقة منذ عقدين
في نهاية أغسطس الماضي، قالت وزارة الهجرة والدمج الإسرائيلية إن قرابة 60 ألف مهاجر جديد وصلوا إلى إسرائيل خلال السنة اليهودية المنصرمة، وهو رقم يتوقع أن يصل إلى 64 ألفا بحلول نهاية السنة التقويمية.
وتوقعت الوزارة أن تسجل إسرائيل هذا العام “رقما قياسا في الهجرة غير مسبوق على مدى عقدين من الزمن”، بسبب تدفق أعداد كبيرة من روسيا وأوكرانيا.
وعندما غزت موسكو كييف في فبراير، استعدت إسرائيل لموجة هجرة من أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين وصل البلاد حوالي 13 ألف أوكراني من أصول يهودية، وفقا لتقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
وبشكل غير متوقع، جاء ضعف ذلك العدد من روسيا، مما يعني أن حوالي “واحد من كل ثمانية يهود روس قد غادروا البلاد”، وهي في تزايد، حسب ما ذكرته “الغارديان”.
وغادر عدد كبير من المشاهير الروس بما في ذلك نجمة المنوعات آلا بوجاتشيفا وزوجها الكوميدي ماكسيم جالكين ونجم الروك أندريه ماكاريفيتش، إلى إسرائيل عند بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، وفقا لـ”فرانس برس”.
وجاء ثلاثة أرباع المهاجرين الجدد إلى إسرائيل من روسيا بنسبة تعادل 47 بالمئة، ومن أوكرانيا بنسبة 25 بالمئة بحسب “فرانس برس”.
التاريخ يعيد نفسه
منذ عام 1950، شهدت إسرائيل عدة موجات من الهجرة الوافدة من دول مثل السودان وإثيوبيا واليمن ، بالإضافة إلى تدفق أكثر من مليون شخص بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1989.
ويتحدث يولي إدلشتاين، وهو عضو بالكنيست الإسرائيلي أوكراني المولد والذي عاش في الاتحاد السوفيتي قبل انهياره، عن شعوره بأن “التاريخ يعيد نفسه”.
ويقول:” عندما غادرت كنت صغيرا جدا ولم أكن أعرف سوى القليل عن جذوري اليهودية وإسرائيل، لكن كان لدي وجهة”، مضيفا “لكن هذه المرة، يغادر الناس بسرعة مدفوعين بالخوف”، وفقا لـ”الغارديان”.
هجرات متوقعة جديدة
وتم تسريع عملية الهجرة إلى الأوكرانيين، والذين تم تصنيفهم كلاجئين، لكن الطلب غير المتوقع من الروس على الهجرة طغى على عمل الوكالة اليهودية، وهي هيئة شبه حكومية تسهل الهجرة إلى إسرائيل.
وبالإضافة إلى 26 ألف روسي وصلوا بالفعل إلى إسرائيل حتى الآن هذا العام ، ينتظر 35 ألف آخرون معالجة أوراق الهجرة، وفقا لـ”الغارديان”.
وتشير “الغارديان”، إلى أن عمل الوكالة اليهودية معرض للخطر منذ شهر يوليو، عندما أوصت وزارة العدل الروسية بإغلاق المنظمة لانتهاكها قوانين الخصوصية بالبلاد، مما أثار خلافا دبلوماسيا بين البلدين.
وتُعنى الوكالة اليهودية للهجرة في روسيا التي أُسست في العام 1929، بتنظيم هجرة الأشخاص ذوي الأصول اليهودية إلى إسرائيل، وفقا لـ”فرانس برس”.
وبدأت نشاطاتها في روسيا في العام 1989، أي قبل عامين من سقوط الاتحاد السوفياتي، وبعد سقوطه، وصل إلى اسرائيل مئات آلاف اليهود آتين من كل أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق.
ودفع التهديد بإغلاق مكاتب الوكالة اليهودية، رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت، يائير لابيد للتحذير من أن “الخطوة ستكون ضربة قاسية للعلاقات الثنائية”.
وأكد مصدر مرتبط بالمسألة طلب عدم نشر اسمه لتجنب تعريض قضية الوكالة اليهودية للخطر لـ”الغارديان”، أن “هناك قضية تشق طريقها ببطء من خلال محكمة في موسكو”، مضيفا أن “مستقبل الوكالة غير واضح”.
وأدت تعبئة بوتين إلى تدافع غير مسبوق على الرحلات الجوية إلى إسرائيل، حيث لا يزال المواطنون الروس موضع ترحيب كسائحين، حسب “الغارديان”.
وفي 21 سبتمبر، أعلن بوتين تعبئة “جزئية” للقتال في أوكرانيا، وتشمل رسميا 300 ألف من جنود الاحتياط الذين يتمتعون بخبرة عسكرية أو بمهارات ذات صلة.
ومنذ إعلان بوتين التعبئة الإلزامية، غادر ما يقدر بنحو 261 ألف رجل في سجن التجنيد البلاد، وفقا لصحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية المستقلة.
وفي مؤشر إلى تزايد الهجرة، فتحت خمس وكالات خاصة جديدة تقدم خدماتها لتسهيل المغادرة إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة في موسكو، وفقا لـ”فرانس برس”.
وشهدت مكاتب الإدارة البلدية في جميع أنحاء البلاد “زيادات هائلة في الأشخاص الذين يبحثون عن سجلات لمعرفة المزيد عن أصولها اليهودية”، حسب “الغارديان”.
ويسعى هؤلاء للحصول على أوراق تؤكد “الأصول اليهودية لأجدادهم”، ما سيفتح لهم أبواب الهجرة إلى إسرائيل، وجاءت غالبية تلك الطلبات من “أمهات يائسات يهدفن لإخراج أبنائهن من روسيا هربا من الحرب والتعبئة”.