هلا نيوز – وكالات
احتفى كتاب ومثقفون مساء أمس الاثنين، في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي بعمان، بإشهار رواية “طيور مهاجرة” الصادرة حديثا عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع للأديب الدكتور إبراهيم السعافين.
وقدمت الناقدة الدكتورة رزان إبراهيم في الاحتفائية التي أدارها الناقد الدكتور جمال مقابلة، قراءة حول الرواية قالت فيها إن الرواية لجأت إلى نسق الاستذكارات وأبقت النص رازحا تحت ثقل الماضي، لافتة إلى أنها أبقت الشخصيات محكومة بتسلط الماضي الذي يلجأ إليه الروائي كي يربط النتائج بالأسباب، لذلك تحركت لغة الرواية من الأمام إلى الوراء، لتقول لنا إن أياما مظلمة نعيشها في الحاضر لم تكن بعيدة عن عتمة عشناها في الماضي.
ورأت أن الرواية تعمل على إيجاد حالة من المقاربة بين الأجيال، بحيث تبين أن شريحة الشباب من الجيل الثاني للمهاجرين أكثر تكيفا من الجيل السابق في بلاد المهجر الجديدة، لافتة إلى الصراع الذي ينشأ بين الجيلين بحيث أن هذه الشريحة ترى أن الموروث الذي يحمله جيل الآباء يعيق اندماجهم في المجتمعات الجديدة وقيمها.
كما قدم الناقد الدكتور زهير عبيدات قراءة حول الرواية، استهل فيها بإيجاد تسلسل يربط روايتي السعافين السابقة ” الطريق إلى سحماتا” و”ظلال القطمون” وصولا إلى منجزه الروائي الأخيرة “طيور مهاجرة” ليشكل هذا الربط بحد ذاته ثيمة “الرحيل” تجمع كل تلك الروايات ضمن مشروع سردي متصل، حيث يرتبط الرحيل بحلم العودة من أجل بناء الوطن.
ولفت في قراءته إلى أن رواية طيور مهاجرة تقارب قضية “الهجرة” في بعض أقطار الوطن العربي في تاريخها المعاصر لمجموعة من الأسباب.
ورأى أنها تمثل ردا على من يفكر بالرحيل وتدعو إلى البقاء والتجذر في الوطن في وقت صار فيه الرحيل مطمحا والهجرة أملا، مشيرا إلى أن الرواية تكشف عن الصعوبات الحياتية والنفسية وما يرتبط بها من إشكاليات الهوية التي يواجهها المهاجر في مهجره.
وكان الدكتور مقابلة لفت في مداخلة له إلى أن الرواية تشكل مع أختيها السابقتين “الطريق إلى سحماتا” و”ظلال القطمون”، ثلاثية الهجرة وثلاثية العودة كذلك ثلاثية السردية الفلسطينية، وهي تنظم إلى عدد كبير جدا من الروايات التي ابتدأت مع القضية الفلسطينية.
من جهته، قال السعافين “لقد كتبت هذه الرواية وفي وعيي سؤال الهويّة والحرية والغربة والاغتراب، يلوح أمامي ما كتبه إدوارد سعيد في سيرته الذاتية “خارج المكان” وما قاله في نهاية عمره بعد أن عاش في الولايات المتحدة الأميركية فاعلا مهما في عالم الثقافة والصحافة والأكاديميا ذائع الصيت ملء السمع والبصر: “لم أشعر يوما أنني أميركي”.
وأضاف ” كان أمامي اليومي والواقعي والتاريخي أو بتعبير أدق المادة الخام فحاولت أن أصهرها وأعيد تشكيلها وصياغتها في المتخيّل، وأمامي أمثلة كثيرة لقامات وجدت مكانتها في الشتات وحصلت على الشهرة والمنصب والجاه والمال، بيد أنها في نهاية المطاف آمنت أن الوطن الأصلي هو الهوية والملاذ الأخير”.
وفي ختام الاحتفائية وقع الدكتور السعافين على نسخ من روايته “طيور مهاجرة” للحضور.