هلانيوز-الاردن
وقعت بحضور رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، اليوم الأربعاء، اتفاقية للتطوير والإدارة المشتركة بين شركة تطوير العقبة ومجموعة APM Terminals، إحدى كبرى شركات تشغيل الموانئ العالمية؛ لتطوير وإدارة ميناء الحاويات في العقبة، بإجمالي استثمار مباشر يبلغ 242 مليون دولار
ومن شأن هذه الاتفاقية أن تسهم في تعزيز تنافسية ميناء العقبة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ما يعزز من قدرة العقبة على جذب الاستثمارات الأجنبية ومكانتها كمركز حيوي للتجارة وسلاسل الإمداد.
وتأتي هذه الاتفاقية ترجمة لرؤية التحديث الاقتصادي التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار المحلي والأجنبي لغايات زيادة أرقام النمو الاقتصادي وتوفير الفرص الاقتصادية.
وتشكل اتفاقية التطوير والإدارة المشتركة لمشروع ميناء حاويات العقبة، التي وافق عليها مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، دعما إضافيا لهذا المشروع الذي يعتبر من أنجح مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال الشراكة بين شركة تطوير العقبة وشركة APMT والممتدة منذ عام 2006.
وتوفر الاتفاقية مزايا عديدة من أهمها: استثمار أجنبي مباشر في المملكة بقيمة 242 مليون دولار، حيث سيتم البدء بتنفيذ الاستثمارات المتوافق عليها والانتهاء من معظمها قبل نهاية العقد الحالي عام 2031.
ومن شأن الاتفاقية أن تسهم في تحقيق الميزة التنافسية لميناء حاويات العقبة؛ كون شركة APMT من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في إدارة الموانئ وإحدى شركات مجموعة MAERSK العالمية الرائدة في قطاع الشحن البحري واللوجستيات، الأمر الذي سيؤدي الى رفع الميزة التنافسية لميناء العقبة من خلال تعزيزه بخطوط شحن عالمية تسهل حركة التجارة بين الأردن وباقي موانئ العالم، بما يسهم في رفد الاقتصاد الوطني وتعزيز الصادرات الوطنية نحو الأسواق العالمية.
وتوفر الاتفاقية كذلك فرصة رفع الطاقة الاستيعابية لميناء حاويات العقبة لتصل لأكثر من1.7 مليون وحدة مكافئة، تضمن احتياجات المملكة للعقدين المقبلين بما في ذلك تجارة الترانزيت للدول المجاورة.
وتتضمن الاتفاقية أيضا تنفيذ مشاريع لتطوير البنى التحتية والمعدات المينائية وفق أفضل الممارسات العالمية؛ للحد من الانبعاثات الكربونية تمهيدا للوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2040، ما يوفر فرصة تحقيق الميزة التنافسية للموانئ الخضراء، بشكل يتماشى مع خطة النمو الأخضر الوطنية ويجعل ميناء حاويات العقبة من أوائل الموانئ في المنطقة على خارطة الشحن الأخضر.
كما تضمن الاتفاقية استمرار العمل بالميزة التفضيلية المتحققة لصالح موانئ العقبة، بحيث يضمن عدم قيام شركة APMT بالتعاقد مع ميناء آخر في منطقة المنافسة، في ظل أنها من الشركات الرائدة في إدارة الموانئ.
وتبلغ القيمة التقديرية لحصة شركة تطوير العقبة من الإيرادات المتوقعة الاتفاقية حوالي 2.5 مليار دولار خلال الفترة الواقعة ما بين العام 2024 ولغاية نهاية اتفاقية التمديد عام 2046، علاوة عن الضرائب ومساهمة الميناء في الاقتصاد الوطني.
وستتيح الاتفاقية المجال أمام شركة ميناء حاويات العقبة لدعم مركز العقبة للتميز بمبلغ نصف مليون دينار للمساهمة في تنفيذ برامج رفع القدرات والتدريب للكوادر الأردنية في مختلف القطاعات الاقتصادية.
ووقع الاتفاقية الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي، والرئيس التنفيذي لمجموعة APMT العالمية كييث سفيندسن، بحضور وزراء الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني ودولة للشؤون الاقتصادية مهند شحادة، ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز.
يشار إلى أن شركة ميناء حاويات العقبة شهدت منذ بدء اتفاقية الشراكة والتطوير عام 2006 تطورا كبيرا في مسيرتها، وكفاءة عالية في تشغيل ميناء الحاويات، الأمر الذي يعكسه التحسن الكبير في أداء الميناء من حيث زيادة الإنتاجية بنسبة تجاوزت 300 بالمئة مقارنة مع الفترة ما قبل عام 2006، وكذلك توسعة الرصيف القائم ليصبح بطول 1000 متر بدلا من 500 متر، وزيادة الطاقة الاستيعابية للميناء إلى 1.3 مليون حاوية بدلا من 600 ألف حاوية.
وبلغ إجمالي عوائد شركة تطوير العقبة من حقوق الاستثمار وتوزيعات الأرباح حتى منتصف العام الحالي ما مقداره 561 مليون دينار أردني موزعة بين تحصيلات حقوق الاستثمار بقيمة 396 مليون دينار أردني، و حصة شركة تطوير العقبة من توزيعات الأرباح بقيمة 165 مليون دينار أردني.
وفي حديثه لـ “المملكة”، قال الصفدي، إن الشركة تؤمن بتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، موضحا أن تجديد وتمديد الاتفاقية بين شركة تطوير العقبة ومجموعة APMT، التي بدأت منذ 2006، يعتبر أحد النماذج الناجحة بين الطرفين.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من توقيع الاتفاقية هو تطوير ميناء حاويات العقبة ليصبح “ميناء صديقا للبيئة وميناء أخضر”، وهدفنا مع مجموعة APMT العالمية، أن نكون من أوائل الموانئ في المنطقة إقليميا وعالميا، ومن أول 40 ميناء في العالم.
الصفدي، أكد على أن الهدف الرئيسي للاتفاقية أن يصبح ميناء حاويات العقبة “أخضر خاليا من الانبعاثات الكربونية بنسبة 70% مع عام 2030 وصفر انبعاثات كربونية في عام 2040”.
وأشار إلى أن هذه الشراكة مع مجموعة APMT ومجموعة ميرسك العالمية، استحدثت “خطين مباشرين من ميناء العقبة إلى الولايات المتحدة وزادت نسبة المناولة عبر ميناء العقبة 17% وعززت دور العقبة كمركز لوجستي استثماري، موضحا – على سبيل المثال لا الحصر – أن الأردن كان يركز دائما على تصدير المنسوجات والألبسة إلى الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية، ولم يكن قبل قرابة سنتين خطوط شحن مباشرة بين العقبة والشواطئ الأميركية.
وأشار إلى أن هناك جوانب أخرى في الاتفاقية تجعلها ضمن أفضل 3 اتفاقيات في العالم لأن شركة تطوير العقبة لها حصة في الشركة وأيضا تتقاضى حقوق الامتياز، وهدفنا الرئيسي نكون بمصاف الموانئ الإقليمية والعالمية في هذا المجال مجموعة إيه بي أم تي من أهم الشركات في هذا المضمار.
– مركز إقليمي لوجستي –
وأكد الصفدي على أن الاتفاقية التي وقّعت الأربعاء سيتم البدء بتنفيذها خلال الربع الأول في العام 2025، وأجرينا ورش عمل مع المجموعة من خلال الكوادر المحلية في شركة تطوير العقبة والإعداد للبدء في الاستثمار الفعلي في هذه الفترة.
وأشار إلى أن الاتفاقية ستعمل على توفير “دعم لإنشاء كلية ميرسك العالمية لأن مجموعة إيه بي أم تي؛ هي إحدى شركات مجموعة ميرسك العالمية للشحن، وبالتالي وجودنا ضمن هذا الائتلاف والشركة يعزز دور العقبة كمركز إقليمي لوجستي استثماري، وشهدنا سابقا العديد من النجاحات في هذا المجال”.
وأوضح الصفدي أن إنشاء كلية ميرسك في العقبة يسهم في تدريب الشباب الأردني وتصدير الخبرات الأردنية للعمل في المنظمة اللوجستية والمينائية والشحن البحري إقليميا وعالميا، لافتا النظر إلى وجود خطة واضحة وبرامج جرى إعدادها بالتفصيل مع الشركاء للبدء في الميناء الأخضر في القريب العاجل.
وقال الصفدي إن الاستثمار في هذا الحجم في الميناء ومرافقه يسهم في تسريع العمل في مشروع آخر في صدده وهو إنشاء منطقة لوجستية تتعلق بالأمن الغذائي وفي العقبة خاصة وللأردن بشكل عام، لمساعدة التجار والمستوردين في هذا القطاع.
وأضاف أن إنشاء مثل تلك المشاريع يعزز دور المورد البشري الأردني وأيضا من خلال التدريب المهني من خلال شركة ميرسك، وهناك العديد من الاستثمارات ستكون في داخل حرم ميناء حاويات العقبة، وبالتالي الحاجة إلى خلق العديد من الفرص للشباب الأردني وتحريك عجلة الاقتصاد في شتى النواحي في العقبة الخاصة.
وقال إن جزء من الاتفاقية يسهم في زيادة انسيابية البضائع ضمن ميناء حاويات العقبة وتشجيع التصدير من خلال الميناء، مضيفا “عندما نصل إلى 1.2 مليون حاوية في السنة هناك خطة لتوسعة الميناء والمساحة محجوزة في هذا الموضوع وتم الاتفاق مع الشركاء في الاستثمار المباشر”.
وأشار الصفدي إلى أنه “تحويل الميناء إلى ميناء أخضر سيسهم إلى حد كبير إلى جذب شركات الشحن العالمية إلى العقبة”، مضيفا “شهدنا في بداية العام بعض التحديات في الشحن البحري بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة، إلا أن شراكتنا العالمية أسهمت في تعزيز انسيابية البضائع إلى العقبة من خلال منظومة الشحن العالمي ومن خلال خطوط الشحن الذي تدار من خلال مجموعة APMT والشركات الشقيقة”.