رياضة – هلا نيوز
يعيش المنتخب الفلسطيني لحظات تاريخية في مسيرته. ففي تمام الساعة الثانية من ظهر الخميس بتوقيت القدس المحتلة، سيبدأ رحلته في الدور الحاسم من تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026.
غدا، سيُكتب فصل جديد في تاريخ الفدائي، عندما يواجه واحدا من عمالقة القارة الصفراء، هو منتخب كوريا الجنوبية، الذي يلعب على أرضه وبين جماهيره في معقل تاريخي: استاد “سيول كأس العالم”. وهو مسرح المباراة الافتتاحية لمونديال 2002، حيث فجرت السنغال مفاجأة مدوية آنذاك، وهزمت فرنسا -بطلة كأس العالم 1998- بهدف بابا ديوب.
الحلم المونديالي
بعد وصولهم إلى هذه المرحلة المتقدمة من التصفيات، يداعب حلم التأهل إلى كأس العالم، خيال لاعبي منتخب فلسطين، وأيضا أبناء شعبها لا سيما بقطاع غزة، في خضم الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل.
لم يكن مشوار الوصول إلى الدور الثالث من التصفيات القارية سهلا على الإطلاق، فقد انبثقت أولى العقبات بعدما أٌُجبر المنتخب الفلسطيني على لعب منافسات الدور الثاني خارج أرضه وبعيدا عن مناصريه.
عقبة ثانية برزت أيضا، عندما توقفت جميع مسابقات كرة القدم في فلسطين، بعد السابع من أكتوبر 2023، وما عناه ذلك من تأثير سلبي كبير على مستويات اللاعبين.
لكن رغم ذلك، حصد الفدائيون المركز الثاني في ترتيب المجموعة خلف أستراليا، وأثبتوا تحت قيادة المدرب التونسي مكرم دبوب قدرتهم على المنافسة بقوة أمام الخصوم الأقوياء.
اللقاء التاريخي الأول
لم يسبق للمنتخبين أن تقابلا سواء في مباراة رسمية أو ودية، ولهذا يكتسب الحدث رمزية خاصة، حيث يطمح كلاهما ليكون صاحب السبق في سجل الفائزين.
وقد بدأ مكرم دبوب تحضيراته للتصفيات بمعسكرات داخل فلسطين وخارجها. ففي شهر يونيو/ حزيران الماضي، استدعى عددا اللاعبين المحليين إلى تجمع تدريبي في ملعب فيصل الحسيني شمالي القدس. وبعدها غادر إلى الأردن ليقيم هناك معسكرا امتد لنحو 20 يوما، لكنّه واجه خلاله صعوبات نظرا لتأخر التحاق أغلب اللاعبين بسبب انتظامهم مع أنديتهم، وبحث آخرين عن أندية ليلتحقوا بصفوفها.
وفي أواخر الشهر الماضي، انتظم الفدائي في معسكر ثالث بدولة ماليزيا هذه المرة، التحق به عدد من اللاعبين المحترفين، أمثال مصعب البطاط، محمد باسم، تامر صيام، وغيرهم. وقد اكتملت الصفوف بعد الوصول إلى كوريا الجنوبية مطلع الشهر الجاري، حيث انضم للتدريبات كل من عدي الدباغ، وسام أبو علي، عطاء جابر، عمر فرج، رامي حمادة، ومصطفى زيدان.
في المقابل، يغيب عدد من اللاعبين عن كتيبة الفدائي لأسباب مختلفة. فقد تعذر التحاق عمر قدورة، ومحمد صالح، وشهاب القنبر لأسباب خاصة. كما لن يلعب عميد محاجنة المباراة أمام كوريا الجنوبية بسبب الإيقاف.
تعويل على الهجوم
المتابع للمنتخب الفلسطيني في الفترة الأخيرة، يلحظ تميزا واضحا في خط الهجوم، بعد عودة بعض “الطيور المهاجرة” -إن جاز التعبير- إلى موطنها الأصلي.
في المقدمة، يبرز وسام أبو علي الذي يلعب مباراته الثانية لصالح منتخب وطنه الأم، باحثا عن افتتاح عداد أهدافه مع الفدائي، وذلك بعدما حصد لقب الهداف في الدوري المصري رفقة الأهلي، مسجلا 18 هدفا.
كما التحق اسمان آخران بكتيبة فلسطين هما مصطفى زيدان، المحترف في روزنبرغ النرويجي. وعمر فرج الذي تقول مصادر إعلامية مصرية إنه وقّع لنادي الزمالك قادما من أيك السويدي.
اسم بارز آخر هم اللاعب والهداف التاريخي للفدائي، عدي الدباغ، الذي دوّن باسمه 16 هدفا، وتنتظر منه الجماهير الفلسطينية مزيدا من الأرقام والإنجازات.
”الشمشون” الكوري وطموح التأهل للمونديال للمرة الـ11
بكل جدارة، تأهل المنتخب الكوري الجنوبي إلى هذا الدور من التصفيات، بعدما تصدر مجموعته في الدور السابق، وبرصيد 16 نقطة، جاءت من 5 انتصارات وتعادل وحيد.
إضافة إلى ذلك، يبحث هذا العملاق الآسيوي عن تعويض الإخفاق في كأس آسيا الأخيرة، بعدما غادر البطولة بالخسارة أمام الأردن في نصف النهائي.
منتخب أصحاب الأرض، المصنف في المركز 23 عالميا، بحسب آخر تصنيف للفيفا، يعجّ بأسماء بارزة في عالم الساحرة المستديرة، أهمها -بطبيعة الحال- هيونغ مين سون، نجم فريق توتنهام الإنكليزي. وهو الذي سيشكل التحدي الأكبر أمام مدافعي فلسطين. إضافة إلى هوانغ هي تشان، المحترف في وولفرهامبوتن بإنكلترا. كذلك قلب الدفاع في بايرن ميونخ، كيم مين جاي.
هل يتحقق الحلم؟
أبدا، لن تكون المباراة سهلة على الفدائي، وفق ما أكد مكرم دبوب ووسام أبو علي في المؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء. ولكن الطموح هو بتحقيق نتيجة إيجابية تكون منطلقا للحلم الكبير وبلوغ المونديال في سابقة تاريخية.