في ردهم على تصريح الحكومة على لسان وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء د.إبراهيم الجازي ، حول تشكيل الحكومة لجنة للتدقيق في جميع شهادات الإختصاص للأطباء الحاصلين على البورد الروسي الذين تم إعفاؤهم من إمتحان الجزء الأول من شهادة المجلس الطبي دون التأكد من تلك الشهادات فيما إذا كانت أعلى شهادة في بلد المنشأ ، قال الأطباء من حملة البورد الروسي ، ان هذا التصريح ولّد عدة أسئلة ، أهمها هل بات عمل الحكومة مختصرا فقط على التحقق من الشهادات الروسية فقط و ترك باقي شهادات دول العالم ..؟ و هل أخذت الحكومة على عاتقها مهام وزارة التعليم العالي و المجلس الطبي و القنصليات الثقافية و السفارات في الخارج ..؟ و إذا كان ذلك إذا فلتلغي و تدمج تلك المؤسسات ، كون الحكومة هي من ستقوم عنها بالأعمال المنوطة بها .
واضافوا في تصريح وصل “ديرتنا” ، هل تعلم الحكومة أن دولة روسيا الإتحادية تعطي الأردن منحا دراسية و غيرها كل سنة و هنالك في مختلف الجامعات الروسية يدرس عدد كبير من الطلبة الأردنيين و من شأن الإشارة من خلال الحكومة لشهادات روسيا حصرا و دونا عن الدول الأخرى إشارة قد تفهم بطرق مختلفة كتشكيك و منها ما هو بعد سياسي قد يفهم خاصة في ظل الأوضاع العالمية التي نعلمها جميعا و من شأن هذا التأثير على العلاقات الدبلوماسية و معاملة بالمثل و لا تصب في المصلحة الوطنية .
هل تعلم الحكومة إذ أنه إن وجد تقصير في أي جانب كان و عمل تختص به مؤسساتها الرسمية حسب ما صدر من تصريح على لسانها و التقارير الصادرة حول صحة الشهادات الخاصة بالأطباء لأي شهادة أجنبية في العالم و من كل دول العالم يقع هذا التقصير على المجلس الطبي الأردني ممثلا بوزير الصحة كرئيسا للمجلس و أمين عام المجلس و كان أولى بها إقالتهما فورا و تشكيل لجنة لتقصي الحقائق هناك خاصة أننا نشاهد و نسمع مشاكل كثيرة لدى الأطباء يعانونها بإستمرار بسبب سياسات المجلس الطبي و إزدواجية المعايير التي يتبعها في كل قرارته و بعضها لا يستند على أي مرجع و سند قانوني و الأرشيف حافل .
هل تعلم الحكومة أن غالبية أطبائها و جنود الجيش الأبيض العاملين في مستشفيات وزارة الصحة هم من خريجين دولة روسيا الإتحادية ، فهم كما يقول المثل الشعبي كخبز الشعير المأكول المذموم ، قد علمتهم جامعات روسيا العريقة ذات العمر الذي بعضها تجاوز به ٢٠٠ و ٣٠٠ عام و على أيدي أمهر الأطباء و العلماء ، الروس و صقلوا فينا حب المهنة و حب المريض خاصة الطبقة الكادحة و صقلوا فينا حب الأوطان وخدمتها و الرضا بالقليل القليل في سبيل ذلك ، و أن الطمع ليس في المال بل في خدمة الأوطان ، ليس هذا فحسب بل زرعوا فينا مبدأ قبض المعاشات بالعملة الوطنية وليس بالعملات الصعبة و الأجنبية ، و تجلى ذلك بعد إنهاء سنوات الدراسة ، يعطى الأجنبي هناك إقامة حدها الأقصى شهرا واحدا فقط ، بعدها عليه مغادرة روسيا و العودة للوطن الأم لخدمته ، و إن أراد الأجنبي العمل في روسيا وجب عليه الحصول على الجنسية الروسية ليسمح له العمل كطبيب و ليس كدول أخرى تسهيلات و مغريات غير مسبوقة للطبيب الأجنبي ليبقى و يعمل و يخدم هناك .
وتابع الأطباء في تصريحهم ، “ما هكذا تورد الإبل يا حكومة ، كان الأولى بكم تقديم شكر لهؤلاء جنود الوطن الأوفياء من الجيش الأبيض و الإعتراف بهم و بشهاداتهم المتمثلة في البورد الروسي العريق الذي هو معترف به في غالبية دول العالم و أولها دول أوروبا حيث موشح بختم ما يعرف بـ (الأباستيل) ، لا كما هو التعامل الذي تنتهجه حيالهم الحكومة من خلال وزير صحتها وأمين عام مجلسها الطبي و أعضائه و بهذا الشكل حيث كرست سياسة الظلم و الإقصاء ضدهم و تجلى ذلك في قانون المجلس الطبي الجديد لسنة ٢٠٢٢
فما هكذا تورد الإبل يا حكومة و يا وزير صحتها “.