هلا نيوز / عمان
قد يكون من الممتع زيارة وجهة تضم إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، لكن ماذا لو تمكنت من زيارتها واحدة تلو الأخرى، في جولة تقلّ عن 7 أيام!
هذه ما فعله مدون السفر المصري مجدي عيسى، الذي حقق رقما قياسيا جديدا في سجلات “غينيس” للأرقام القياسية يتمثّل في أسرع وقت لزيارة عجائب العالم السبع الجديدة، وذلك خلال 6 أيام و11 ساعة و52 دقيقة.
ويتفوّق هذا الزمن بأربع ساعات ونصف الساعة على الرقم القياسي السابق الذي سجله الإنجليزي جيمي ماكدونالد العام الماضي، بحسب الموقع الرسمي لموسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.
وبدأت رحلة عيسى من سور الصين العظيم، ومنها انتقل إلى تاج محل في الهند، بعد ذلك وصل مدينة البتراء القديمة في الأردن، فكولوسيوم روما بإيطاليا، وتمثال المسيح الفادي في البرازيل، و”ماتشو بيتشو” في بيرو، وأخيرًا مدينة تشيتشن إيتزا الأثرية في المكسيك.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، أوضح عيسى أنه يتحلى برغبة قوية بتحدي نفسه ودفع حدوده من وقت لآخر.
ولطالما حلم عيسى بخوض هذه المغامرة المتمثّلة بزيارة عجائب الدنيا السبع خلال سبعة أيام فقط، بحسب ما ذكره.
وأثناء التخطيط لخوض هذه الرحلة، اكتشف عيسى بمحض الصدفة أن هناك رقمًا قياسيًا مسجلًا لهذا الإنجاز في موسوعة “غينيس” من قبل رجل بريطاني.
ويتذكر: “حينها خطرت لي فكرة ‘لِمَ لا أحاول تحطيم هذا الرقم بنفسي طالما أنّي سأخوض الرحلة بأي حال’؟”.
وبالفعل، تواصل عيسى مع الأشخاص المعنيين لدى موسوعة “غينيس”، الذين شاركوه جميع المتطلبات والشروط التي يجب أن يستوفيها من أجل محاولة تحطيم الرقم القياسي السابق.
مع ذلك، لم تكن الرحلة حول عجائب الدنيا السبع الجديدة خلال هذه الفترة القياسية بالأمر السهل، إذ كانت التحضيرات طويلة للغاية، بحسب ما ذكره عيسى.
وأشار عيسى إلى أن ترتيب الوجهات شكّل أحد أصعب جوانب عملية التخطيط، التي استغرقت منه نحو عام ونصف العام.
وفي نهاية المطاف، اهتدى عيسى إلى أن يبدأ رحلته من أبعد نقطة على الخريطة بين الوجهات السبع، أي من الصين.
وأوضح: “هذا الاختيار الاستراتيجي سمح لي بالاستفادة من فرق التوقيت بين الدول لتحسين رحلتي”.
وأضاف: “كان لا بد من حسب كل ساعة وكل دقيقة ستمضي خلال التنقل بوسائل المواصلات، وكذلك المدة المستغرقة في الانتظار خلال طوابير نقاط التفتيش في المطارات إلى ظروف أخرى”.
وتابع: “من هذا المنطلق، كنت آمل بالاستفادة من السفر الليلي، ما يمكّنني من الوصول إلى كل وجهة في وقت مبكر من اليوم، وبالتالي قضاء أقصى وقت ممكن خلال زيارة كل عجيبة”.
وهكذا أصبح المسار الذي استقر عليه عيسى كالتالي من الصين، إلى الهند، ثم إلى الأردن، بعد ذلك إيطاليا، ثم البرازيل، فبيرو، وأخيرًا المكسيك، أي من شرق الكرة الأرضية إلى غربها.
وتمثّل الجزء الأكثر تعقيدًا من الرحلة في السفر بين البرازيل، وبيرو، والمكسيك، مشيرا إلى أن تنسيق الرحلات ووسائل النقل بين هذه المواقع الثلاثة في أمريكا الجنوبية والوسطى كان معقدًا للغاية، على حد وصفه.
وأشار عيسى إلى أن الإرهاق بسبب اضطراب الساعة البيولوجية كان تحديا من نوع آخر.
وبعد ثلاثة أيام متواصلة من السفر، تمكن عيسى أخيرا من الحصول على قسط من الراحة من خلال قضاء ليلة بأحد الفنادق بالعاصمة الأردنية، عمّان. مع ذلك داهمه النعاس وتسبب ذلك في تفويت الحافلة المباشرة الوحيدة المتجه من المدينة إلى البتراء.
ويتذكر: “كانت لحظة محبطة، إلا أنها برهنت مدى أهمية الراحة أثناء هذه الرحلة المكثفة”.
اضطر عيسى لإيجاد وسيلة نقل عامة أخرى، ولم تكن مهمة سهلة أبداً.
وتجدر الإشارة إلى أن موسوعة “غينيس” تشترط استخدام وسائل نقل عامة فقط من أجل محاولة تسجيل رقم قياسي في سجلاتها.
ورغم أن عيسى يرى أن كل أعجوبة من عجائب الدنيا السبع الجديدة لها طابع خاص مميز، إلا أنه يعترف أن تاج محل في الهند وماتشو بيتشو في بيرو “أسرا قلبي بشكل خاص“، على حد تعبيره.
ويتذكر عيسى بالقول: “تاج محل تركني في حالة من الدهشة ليس فقط بسبب عمارته المهيبة، بل بسبب القصة خلف بنائه أيضا”.
ويضيف: “هذا المبنى الأيقوني شيّد كدليل على الحب من قبل الإمبراطور شاه جهان لزوجته ممتاز محل، وهو ما جعل زيارتي له تجربة مختلفة“.
على صعيد آخر، يرى عيسى أن رحلة الوصول إلى مدينة ماتشو بيتشو تعد مغامرة بحد ذاتها، لافتا إلى المشاهد الطبيعية الخلابة على طول الطريق، إلى جانب الغموض والجاذبية لهذا الموقع المقدس، الأمر الذي جعل زيارته تجربة لا تُنسى حقًا.
ويشير عيسى إلى أن زيارة هذه العجيبة كانت مرهقة للغاية، إذ استغرقت منه نحو 26 ساعة للوصول والعودة. مع ذلك فإنه يرى أنها تستحق عناء الزيارة.
ويقول: “أحببت بيرو وتجربة لقاء حيوان الألباكا. تتمتع البلاد بثقافتها الغنية وأصالة لم أقدّرها إلا عند زيارتي”.
ويضيف: “أدركت كم أود العودة إلى هناك واستكشاف المزيد”.
وينصح عيسى أي شخص مهتم بخوض مثل هذه التجارب بالاستثمار في السفر للتعرف على الثقافات المختلفة إذا كان بإمكانه تحمل التكاليف، فالأمر يستحق ذلك.
ويشير إلى أن التخطيط قبل السفر يعد أمرًا بالغ الأهمية لتقليل التكلفة.
ويضيف: “لا تتسرع أبدًا في تحقيق أهدافك، لقد ادخرت لسنوات حتى أتمكن من القيام بهذه الر، وقضيت نحو 18 شهرًا في التحضير لتفاصيلها وتحقيق هذا الرقم القياسي”.