الدكتور طه الحراحشة
في ظل التطورات الجيوسياسية الحالية، يمكن القول إن قضية فلسطين لا تزال واحدة من أكثر القضايا تعقيدا في العالم,, وسط هذا التعقيد، يجب أن يكون هناك فهم واضح ودقيق لمفهوم التعامل مع الدولة الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد، خاصة في ظل التدخلات الخارجية والداخلية في الدول العربية التي قد تؤدي إلى خلط الأوراق وتشويش الحقائق ،،
تعتبر فلسطين دولة ذات سيادة معترف بها دوليا، ولها تمثيل دبلوماسي في مختلف أنحاء العالم ،، منظمة التحرير الفلسطينية (PLO) على انها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي التي وقعت على اتفاقيات أوسلو مع إسرائيل وأعطت الشرعية للسلطة الوطنية الفلسطينية لتكون الجهة التنفيذية في الأراضي الفلسطينية ،،
بحسب القانون الدولي، فإن أي دعم أو تعامل مع فصائل أو جماعات داخل الدولة الفلسطينية يجب أن يتم عبر القنوات الشرعية والمعترف بها دوليا، وهي السلطة الوطنية الفلسطينية ،، أي محاولة لدعم فصيل فلسطيني خارج إطار هذه الشرعية يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للدولة الفلسطينية ويعد انتهاكًا للسيادة الوطنية ،،
تمتلك فلسطين سفارات وممثليات دبلوماسية في مختلف دول العالم، ما يعكس الاعتراف الدولي بشرعيتها وسيادتها ،، هذا التمثيل الدولي يفرض على المجتمع الدولي أن يتعامل مع فلسطين كدولة ذات سيادة، وأي تعامل مع فصائل أو جماعات خارج هذا الإطار يعتبر تجاوزا للأعراف الدبلوماسية وانتهاكًا لسيادة الدولة ،،
يواجه الفلسطينيون تحديات متزايدة في ظل الاتهامات المتكررة من قبل إسرائيل وكثير من دول العالم التي تصف بعض الفصائل الفلسطينية بالإرهابية ،، وهنا يجب التفريق بين المواقف الرسمية للدولة الفلسطينية والأنشطة الفردية لبعض الفصائل ،، الدولة الفلسطينية، من خلال ممثليها الشرعيين، تعلن مرارا وتكرارا التزامها بالسلام والمفاوضات كطريق لحل النزاع ،، فاصبحت بين السنديان والمطرقه بين مواطنيها ، فمنهم من يؤمن بالسلام والحل الدبلوماسي ومنهم من يؤمن بالمقاومه ،،
على الدول والمجتمع الدولي أن يلتزموا بالتعامل مع فلسطين من خلال قنواتها الشرعية. هذا ليس فقط احتراما للقانون الدولي، بل أيضا لضمان عدم خلط الأوراق وتشويش الحقائق ،، ان التعامل مع أي فصيل خارج إطار الشرعية الفلسطينية يضعف من الموقف الدولي لدوله فلسطين ويساهم في تعزيز الفوضى وعدم الاستقرار ،،
ليس هناك ما يسمى بمحور العرب أو السنة في الواقع السياسي الحالي ،، الدول العربية لديها سيادتها وأنظمتها الخاصة، وهي مرتبطة بعهود ومواثيق دولية تضمن لها السيادة والاستقلالية ،، أي محاولة لتجميع هذه الدول تحت محور معين دون مراعاة هذه الحقائق قد تؤدي إلى نتائج غير محمودة ،،
المقاومة الفلسطينية، التي نحترمها دفاعا عن الأرض والعرض والمال، قررت أن تقاتل حتى آخر نقطة دم ،، ولكن هل يمكن للعرب أن يواجهوا العالم بناء على قرار فصيل أو فصيلين دون الرجوع أو التنسيق مع دولتهم الشرعية؟ منظمة التحرير الفلسطينية، التي تضم فصائل عدة مثل فتح، ولديها مقاتلون أكثر بعشرة أضعاف مما هو موجود في غزة. لكنها دولة تتعامل من خلال القانون الدولي والسياسة والدبلوماسية، وتحاول بقدر المستطاع الحفاظ على أرواح المدنيين للوصول إلى حل عادل وشامل، مدعومة من القادة العرب والمجتمع الدولي ،،
*حادثة الشهيد هنية*
في حادثة مثيرة للجدل، نشرت وأكدت صحيفة أمريكية من وجود عبوة متفجرة زرعت قبل شهرين في غرفة الشهيد هنية ومرافقه في مبنى لقدامى المحاربين في إيران. هذا الحادث يثير تساؤلات حول تورط إيران أو اختراقها، خاصة أن المبنى كان يستضيف وفودا من مختلف أنحاء العالم ، ومن وضعه في هذه الغرفة بالذات ،، التشريفات الجمهورية ان المخابرات الايرانية ام الحرس الثوري ،، ولم يجرح شخص من الشهيد هنية ومرافقه ؟ هل ايران متورطة ام انها دولة مخترقة مهترئة، ام ان لها مصلحة لايقاف المفواضات وهذا الارجح لتقوم وحليفتها اسرائيل لافتعال حرب اقليمية وزعزعة الاستقرار ،،
إيران الشيعية المجوسية، بحسب وجهة نظر بعض المحللين، لن ترضى إلا بتصفية آخر نقطة دم من أهل السنة والجماعة واحتلال الدول العربية كاملة وهدم الكعبة واخراج صحابة رسول الله من قبورهم وهذا اجماع الاثنى عشرية المجوسية ،، هذه الدولة التي قتلت الملايين في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان، تحاول فرض نفوذها في المنطقة واعادة الامبراطوريه الفارسيه ،، ان إسرائيل والغرب كانا يدعمان إيران في حربها ضد صدام حسين بالاسلحة والمصانع العسكرية، ما يكشف عن وجهين لعملة واحدة يسعيان لتقسيم الوطن العربي واقتصامه واستغلال ثرواته ،،
*الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، كان ولا يزال الداعم الأول والوحيد لفلسطين إنسانيا ودبلوماسيًا* الملك الأردني لم يترك منبرا إلا وطالب بوقف العدوان والعودة إلى طاولة المفاوضات، رغم وجود شرخ بين الفصائل والدولة الفلسطينية،،
في ظل الظروف الراهنة، يتطلب الوضع الفلسطيني دقة ووضوح في الفهم والتعامل. الدولة الفلسطينية لها شرعية دولية وتمثيل معترف به، وأي تدخل خارجي يجب أن يتم من خلال القنوات الرسمية لتجنب خلط الأوراق وتشويه الحقائق واضعاف الدولة الفلسطينية ،، الحفاظ على هذا الإطار القانوني والدبلوماسي هو المفتاح لضمان استقرار المنطقة وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني ،، والله من وراء القصد