منوعات – هلا نيوز
أعلنت حركة حماس، الأربعاء، عن مقتل رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران.
واتهمت حماس إسرائيل باستهداف هنية عبر غارة جوية على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان. وذكرت وكالة “تسنيم” أن هنية قتل صباح الأربعاء بعد استهداف مقر إقامته في طهران.
والتزمت إسرائيل الصمت رسميا ولم تعلق على مقتل هنية، إذا أفاد مراسل “هلا نيوز” في القدس بأن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أوعز للوزراء بعدم التطرق إلى واقعة مقتل هنية.
مسار هنية بحركة حماس
وكان هنية الزعيم السياسي المنفي للحركة. وأمضى معظم وقته في السنوات الأخيرة في قطر. وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة، عمل كمفاوض في محادثات وقف إطلاق النار وكحلقة وصل مع الحليف الرئيسي لحماس، إيران.
ويعد هنية سياسيا مخضرما في الجماعة المسلحة المصنفة إرهابية بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وولد هنية البالغ من العمر 62 عاما في مخيم الشاطئ للاجئين بالقرب من مدينة غزة، وانضم إلى حماس في أواخر الثمانينيات خلال ما يعرف بـ”الانتفاضة الأولى”.
واعتقله الجيش الإسرائيلي، وقضى عدة أحكام في سجون إسرائيلية في الثمانينيات والتسعينيات.
وكان هنية من أوائل المدافعين عن دخول حماس معترك السياسة. وفي عام 1994 قال إن تشكيل حزب سياسي سيمكن حماس من التعامل مع التطورات الناشئة.
وساهم أحمد ياسين، المرشد الروحي ومؤسس حركة حماس، في وصول هنية إلى قمة السلطة في غزة. إذ عمل عمل هنية سكرتيرا شخصيا له، وتعرض كلاهما لمحاولة قتل إسرائيلية في عام 2003. وفي العام التالي، قتلت إسرائيل أحمد ياسين، وفقا لـ”نيويورك تايمز”.
ومع تنامي قوة التنظيم ارتقى هنية في صفوف الحركة، حيث تم تعيينه عضوا في القيادة عام 2004، ثم شغل منصب رئيس الوزراء الفلسطيني في عام 2006، وفقا لشبكة “سي أن أن”.
وبحلول عام 2017، أصبح رئيسا للحركة. بعد ذلك بوقت قصير تم تصنيفه “إرهابيا عالميا”، من قبل الولايات المتحدة.
وبعدما تقلد منصب رئيس المكتب السياسي للحركة كان يتنقل بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة هربا من قيود السفر المفروضة على قطاع غزة المحاصر.
وفي أعقاب هجوم السابع من أكتوبر، قام هو وسلفه، خالد مشعل، بجولات مكوكية في المنطقة لإجراء محادثات بغية التوصل لاتفاق بوساطة قطرية مع إسرائيل يفضي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية، فضلا عن إدخال مزيد من المساعدات لغزة، وفقا لرويترز.
وتنظر إسرائيل إلى جميع قادة حماس باعتبارهم إرهابيين، وتتهم هنية ومشعل وآخرين بمواصلة “التحكم في منظمة حماس الإرهابية”.
وكان لهنية دور فعال في بناء القدرات القتالية لحماس عبر عدة طرق، منها تعزيز العلاقات مع إيران التي لا تخفي دعمها للحركة.
وخلال العقد الذي كان فيه هنية رئيسا لحركة حماس في غزة، اتهمت إسرائيل فريقه بالمساعدة في تحويل المساعدات الإنسانية إلى الجناح العسكري للحركة، وهو ما نفته حماس.
وفي شهر مايو الماضي، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إنه سيسعى للحصول على مذكرة اعتقال لهنية، بعد اتهامه وقادة آخرين في حماس بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فيما يتعلق بهجوم 7 أكتوبر، بما في ذلك “الإبادة والقتل وأخذ الرهائن والاغتصاب والاعتداء الجنسي في الاحتجاز”.
وفي يونيو، قالت حماس إن شقيقة هنية وعائلتها قُتلوا في غارة شنها الجيش الإسرائيلي على منزل العائلة في غزة، وهو ادعاء لم يؤكده الجيش.
وفي أبريل، قتلت إسرائيل ثلاثة من أبناء هنية وأربعة من أحفاده، وفقا لحماس.
في ذلك الوقت، أصر هنية الذي كان متمركزا في قطر، على أن وفاتهم لن تؤثر على محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.
وقال: “من يعتقد أن استهداف أبنائي خلال محادثات التفاوض وقبل الاتفاق على صفقة سيجبر حماس على التراجع عن مطالبها، فهو واهم”.