هلا نيوز-وكالات
في شاحنة طبية متمركزة في الساحة الرئيسية لإحدى القرى في شرق أوكرانيا، يستقبل الطبيب ميكولا بابين نساءً للكشف عليهن في ظل نقص الأطباء وتضرر العيادات بسبب القصف الروسي للبلاد.
قبل الحرب، كان هذا الطبيب النسائي البالغ 63 عاما يعاين النساء في مركز كراماتورسك، لكنه تعرّض للقصف من جانب الجيش الروسي وما زال جزء من المبنى مدمّرا.
كذلك “غادر عدد كبير من الأطباء منطقة دونيتسك” بسبب الحرب بحثا عن الأمن مثل جزء من السكان.
وقال الطبيب: “الحياة تستمر. نعم، الأمر صعب، نعم هناك قصف، لكن الناس يحتاجون إلى رعاية طبية”.
على غرار أطباء آخرين، يتنقل بابين بشاحنته البيضاء المجهّزة طبيا على طرق دونباس للكشف على مرضى معزولين.
صعوبات لوجستية
لدى وصوله إلى قرية نوفوميكولايفكا، كانت تنتظره حوالى عشر نساء.
يستقبلهن واحدة تلو الأخرى، ويطرح عليهن أسئلة حول حالات الحمل والإجهاض المحتملة في الماضي أو تاريخهن الطبي.
ورغم أن هذه القرية تبعد 15 كيلومترا فقط من سلوفيانسك، تتحدث جميع النساء اللواتي كن ينتظرن في الطابور عن التأخيرات والصعوبات اللوجستية التي يواجهنها للحصول على موعد طبي في مركز حضري.
وقالت آنا أودنوفول (39 عاما): “لا توجد وسائل نقل”.
أصبحت الحافلات التي كان يعتمد عليها كثر، نادرة. وفي هذه المنطقة الريفية الفقيرة، يعد امتلاك سيارة رفاهية.
من جهتها، قالت إيرينا إيفريمنكو (48 عاما) إنه قبل هذه العيادة المتنقلة “لم يكن لدينا أحد نلجأ إليه” مضيفة: “نحن نحتاج إلى أطباء، حتى في قرية منسية مثل قريتنا”.
الإنجاب تحت القنابل
يتبع فريق ميكولا بابين مسارا وجدولا زمنيا محددين مسبقا ويسافر إلى مسافات قريبة من الجبهة.
وقال الطبيب: “هناك خطر التعرض للقصف عندما نكون في الطريق، وأيضا عندما نقدم الرعاية. لكن رغم ذلك، نواصل العمل”.
وهو معتاد على الخطر. فخلال الأسابيع الأولى للحرب “كانت تلد النساء فيما كانت القنابل تتساقط” كما روى.
لكن اليوم لم تعد الولادات كثيرة إذ “انخفض معدل المواليد بشكل كبير”، وفقا له.
بسبب التوتر، لا تتمكن بعض النساء من الحمل وتعاني العديد منهن اضطرابات في الدورة الشهرية، كما قال بابين.
بنى تحتية مدمّرة
تضمّ العيادة المتنقلة المموّلة من صندوق الأمم المتحدة للسكان ومن السويد والنرويج، جهاز تصوير بالموجات فوق الصوتية و”كل الأدوات اللازمة” كما أوضح الطبيب.
وتعد هذه العيادة المتنقلة أيضا وسيلة لتقديم الدعم للنساء اللواتي ربّما يعانين بطرق أخرى.
على سبيل المثال، يوزّع كتيبات عن العنف المنزلي ويحاول تحديد أي آثار ضرب على النساء اللواتي يأتين إليه.
وقال الطبيب: “مهمتنا، بالإضافة إلى تقديم الاستشارة، هي أيضا الاهتمام بالحالة النفسية والعاطفية” للمريضات.