هلا نيوز/ عمان
وصلت أول غواصة نووية سوفيتية إلى القطب الشمالي فجر 17 يوليو عام 1962، وكان ذلك في سياق سباق تحت الماء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
تلك الغواصة اسمها، “كي -3 لينينسكي كومسومول”، وكانت بطول 107 أمتار، وقد وصلت إلى نقطة تنحرف قليلا عن محور الأرض في الساعة 06:50 وعشر ثواني فجر يوم 17 يوليو 1962. صعدت على مقربة فوق الجليد المتجمد ورفع طاقمها علم الاتحاد السوفيتي على سارية أعدت لهذا الغرض.
القبطان من الدرجة الأولى إيغور كوردين، رئيس نادي سان بطرسبرغ للغواصات والمحاربين القدامى في سلاح البحرية، يصف ذلك الحدث الهام بقوله: “الأمريكيون ونحن، كنا نُعد، ما اعتبر سيرا لمسافات طويلة تحت جليد القطب الشمالي، أصعب مهمة. كان الأمريكيون أول من وصل إلى القطب. لكنهم لم يتمكنوا من الطفو هناك”. قامت بتلك الرحلة أول غواصة نووية في العالم نوتيلوس في أغسطس 1958.
القبطان من الدرجة الأولى إيغور كوردين، رئيس نادي سانت بطرسبرغ للغواصات والمحاربين القدامى في سلاح البحرية، يصف ذلك الحدث الهام بقوله: “الأمريكيون ونحن ، كنا نُعد، ما اعتبر سيرا لمسافات طويلة تحت جليد القطب الشمالي، أصعب مهمة. كان الأمريكيون أول من وصل إلى القطب. لكنهم لم يتمكنوا من الطفو هناك”. قامت بتلك الرحلة أول غواصة نووية في العالم نوتيلوس في أغسطس 1958.
يوضح الضابط البحري السوفيتي السابق في سلاح الغواصات النووية هذه المسألة قائلا: “الوقت الأمثل لمثل هذا الظهور (فوق الجليد) هو أغسطس، حين تكون سماكة الجليد قليلة. كانت محاولتنا الأولى والناجحة في عام 1962 على الغواصة ك -3 لينينسكي كومسومول. في 17 يوليو، ظهرت على السطح بالقرب من القطب الشمالي. أؤكد، في المنطقة. ثم مرت تحت الجليد عدة مرات عند نقطة القطب الشمالي، لكنها لم تستطع اختراق الجليد، لأن سمكه كان يبلغ من ثلاثة إلى خمسة أمتار”.
الضابط المتقاعد في سلاح الغواصات السوفيتية يلفت في هذا السياق إلى أن “القطب الشمالي هو المكان الذي تشير فيه إبرة البوصلة دائما إلى الجنوب. أصعب شيء في هذه المناطق العالية هو عمل الملاح، لأنه بدءا من خطوط عرض معينة، تتوقف البوصلات الجيروسكوبية العادية عن العمل. يرتبط تشغيل معدات الملاحة وأنظمة الملاحة ببعض الصعوبات التقنية في المناطق القطبية”.
غواصة نووية سوفيتية تمكنت من الفوز بقصب السبق، ووصلت إلى القطب الشمالي وطفت مخترقة الجليد في 29 سبتمبر عام 1963. هذه الغواصة تسمى “كي – 181″، وهي من نفس فئة الغواصة ” لينينسكي كومسومول”، التي وصلت القطب الشمالي واخترقت الجليد في منطقة قريبة.
فوق جليد القطب الشمالي، في تلك اللحظة التاريخية، نصب بحارة الغواصة “كي – 181” سارية على جليد القطب الشمالي ورفعوا العلم السوفيتي بالضبط عند خط عرض 90 درجة.
هذه الرحلة الثانية استغرقت تسعة أيام، وقطعت الغواصة النووية السوفيتية خلالها مسافة 3464 ميلا بحريا، وقد أسهمت الدراسات التي أجريت خلال الرحلة في تطوير استغلال المحيط المتجمد الشمالي عسكريا ومدنيا. الادميرال يوري ألكساندروفيتش سيسويف، قائد الغواصة النووية “كي – 181″، منح في عام 1964 لقب بطل الاتحاد السوفيتي لتحقيقه هذا الإنجاز.
حدثان لافتان فوق جليد القطب الشمالي:
رحلة الغواصة النووية السوفيتية “كي – 181” إلى القطب الشمالي واختراقها الجليد هناك، حصل موقفان طريفان. الأول تمثل في اكتشاف الطاقم أثناء خروجه من الغواصة بعد طفوها فوق الجليد ووقوف أفراده على سطحها، أن بحارا ليس من الطاقم تسلل خلسة إلى داخل الغواصة بهدف المشاركة في تلك الرحلة التاريخية.
الحدث الثاني، أن أحد ضباط الغواصة، واسمه فيكتور خرامتسوف، وكان برتبة ملازم أول أثناء الوقوف على ظهر الغواصة في القطب الشمالي، سقط فجأة على سطح الجليد. لاحقا اعترف الضابط أنه انزلق عن قصد ليصبح أول شخص “يستحم” في القطب الشمالي.
المحارب السوفيتي القديم في سلاح الغواصات إيغور كوردين يفيد بأن الملاحة في المنطقة القطبية “تتم وفقا لما يعرف بشبه الإحداثيات. يمكننا نحن والأمريكيون السباحة في الجليد، لكنهم لا يستطيعون إطلاق النار من القطب، فيما نحن نستطيع ذلك. الملاحة حينها بجميع معداتهم التقنية لم تستطع تأمين هذا الأمر. في تلك السنوات، أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، كانت المهمة هي الوصول إلى القطب الشمالي بأي ثمن، وأن تخترق الجليد وتغرس علمك هناك”.