هلا نيوز-وكالات
في السنوات الأخيرة، تزايدت الأبحاث والتقارير التي تشير إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الاكتئاب، ما يثير تساؤلات حول إمكانية انتقال هذا المرض كما يحدث مع الأمراض العدوى الأخرى. تظهر الأرقام الجديدة من مكتب الإحصاء الوطني البريطاني أن واحدًا من كل ستة يعاني من أعراض اكتئاب معتدلة أو شديدة، بارتفاع يصل إلى 60% عن السنوات الثلاث السابقة.
السبب وراء هذا الارتفاع الملحوظ يُلقى اللوم على عوامل متعددة، بما في ذلك الضغوط النفسية المتزايدة جراء عمليات الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19، وأزمة تكاليف المعيشة المتصاعدة. ومع ذلك، تشير دراسة أجراها علماء نفس في فنلندا إلى إمكانية أن يكون الاكتئاب عدوى معديّة، شبيهة بنزلات البرد أو الأنفلونزا.
دراسة نُشرت في “JAMA Psychiatry” أظهرت أن هناك ارتباطًا قويًا بين طلاب المدارس، حيث إذا ظهرت علامات الاكتئاب عند طالب واحد، فإن هناك احتمالًا بزيادة 9% على الأقل للإصابة بالاكتئاب لدى زملائه. وكانت الأرقام أعلى بنسبة 18% بين الذين كان لديهم أكثر من زميل مصاب.
تُشير الدراسات أيضًا إلى أن التفكير الاكتئابي قد ينتقل بين زملاء السكن في الجامعات، مما يعزز فرضية أن الاكتئاب قد ينتقل كنوع من العدوى الاجتماعية. ويُقدم الباحثون نظريات تشير إلى أن البشر قد يتأثرون بمشاعر بعضهم البعض من خلال آليات مثل الخلايا العصبية المرآتية، التي تُشبه كيفية انتقال المشاعر بين الأفراد.
على الرغم من هذه الاكتشافات المثيرة، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لفهم كيفية انتقال الاكتئاب وما إذا كان يمكن اعتباره عدوى معديّة بالفعل. في غضون ذلك، يجب على الأفراد بناء المرونة النفسية والتعامل الإيجابي مع الضغوط اليومية للوقاية من هذه الظاهرة المحتملة.