عربي دولي – هلا نيوز
ينوي البنتاغون التخلي عن طائرات الهجوم الأرضي “إيه 10 وارثوغ” نهاية العقد الحالي، وتعتبر الأردن الدولة المرشحة لاستقبال هذه الطائرات التي لم يسبق للولايات المتحدة أن باعتها لأي دولة أخرى. كما تفكر واشنطن في تفويت بعضها إلى أوكرانيا، وقد تتقدم مصر والمغرب بطلب الحصول عليها.
وأوردت عدد من المواقع المتخصصة في الشأن العسكري مثل “غالكسي مليتاري” و”ذي وار زون” أن لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي قد وجهت يوم الاثنين من الأسبوع الجاري إلى البنتاغون طلبا للنظر في نقل طائرات A-10 إلى الأردن.
جاء ذلك في تقرير مصاحب لمسودة جديدة لمشروع قانون سياسة الدفاع السنوي، أو قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA)، للسنة المالية القادمة 2025.
وجاء على وجه التحديد في الطلب ما يلي: “تطلب اللجنة من وزير الدفاع تقديم تقرير إلى لجنتي القوات المسلحة في مجلسي الشيوخ والنواب، في موعد أقصاه 1 فبراير 2025، حول جدوى واستصواب نقل طائرات A-10 التي سيتم التخلي عنها لصالح إلى الأردن”، ويتضمن الطلب شرطا توضيحيا وهو “تقديم معطيات تحليلية كافية حول قدرة الأردن على صيانة الطائرات بمفرده”.
وعادة لا ترغب الولايات المتحدة في قيام دولة ثالثة بصيانة أسلحتها وخاصة المقاتلات التي باعتها أو منحتها لبعض الدول حفاظا على الأسرار العسكرية.
وجاء ترشيح الأردن بشكل رئيسي للاستفادة من هذه الطائرات بعدما كانت دولتان ترغبان في الحصول عليهما وهما كولومبيا، لكن سياسة الرئيس الحالي غوستافو بيترو المتقدة لواشنطن تبعده عن الاستفادة من هذه الطائرات، ثم أوكرانيا، لكن البنتاغون لا يريد منح مقاتلات مباشرة إلى القوات الأوكرانية.
ولا يستبعد الخبراء المختصون في صفقات تفويت السلاح الأمريكي لبعض الدول الحليفة أنه قد تظهر دول أخرى تريد الاستفادة من هذه الطائرات، لاسيما وأنه اعتبارًا من بداية العام الجاري، يوجد لدى القوات الجوية حوالي 218 طائرة من طراز A-10 في الخدمة موزعة على وحدات الخدمة الفعلية والاحتياطية والحرس الوطني الجوي.
وعليه لا يمكن للأردن وحده الاستفادة من هذه الطائرات، ولا يمكن لقواته استيعاب هذا العدد الضخم من هذه المقاتلة وضمان صيانتها، كما أن إسرائيل ستعارض منح كل هذه الطائرات للأردن.
وإضافة إلى أوكرانيا الراغبة في بعض من هذه الطائرات، يمكن أن يطرح المشرعون الأمريكيون أسماء دول أخرى مثل مصر والمغرب، وهي دول تستفيد عادة من مساعدات عسكرية أمريكية. وهنا صعوبة لمصر بحكم أنها انفتحت مؤخرا على المقاتلات الروسية والفرنسية مما يطرح مشاكل في ضمان أسرار تفويتها عكس المغرب الذي لم ينفتح على المقاتلات الروسية.
وكتب موقع “ذي وار زون” أن الأردن يصنف بالحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط في مجال مكافحة الإرهاب وعمليات أخرى. ويبرز أن هذه الطائرات ستمنحه بدون شك دفعة هامة في مجال الدعم الجوي القريب والقدرات العامة جو-أرض إذا كان بالإمكان الحفاظ عليها بشكل معقول.
وتعتبر طائرات “وارثوغ” مناسبة بشكل خاص لدعم العمليات ذات الكثافة المنخفضة في المجال الجوي المسموح به، ويمكن استخدامها أيضاً للقيام بمهام المراقبة المسلحة ودوريات الحدود.
وتعتبر هذه الطائرة منخفضة السعر حيث لا تتجاوز 12 مليون دولار، وجرى تصنيعها ابتداء من 1977، غير أن الولايات المتحدة لم تبيعها لأي دولة حتى الآن، ولم يسبق لها أن فوتتها لأي دولة.
وقد تكون الأردن أول دولة ستستفيد من هذه الطائرة، التي يسميها بعض الخبراء بـ”الدبابة الطائرة” لقوتها النارية العنيفة في الضرب الأرضي، وكانت الطائرة التي ألحقت ضررا كبيرا بالقوات العراقية في حرب 1991، وبدأت تفقد دورها بسبب تطور الطائرات المسيرة التي تقوم بالدور نفسه ولكن بدون ربان.