الدكتور طه الحراحشة*
في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأردن، تبرز دعوات جبهة العمل الإسلامي لدعم أهل غزة من قبل أبناء العشائر الأردنية كموضوع يثير العديد من التساؤلات. تأتي هذه الدعوات في وقت يعاني فيه العديد من العائلات الأردنية من ضيق اقتصادي شديد، مما يطرح تساؤلات حول مدى واقعية هذه الدعوات وملاءمتها للواقع المعيشي في الأردن. في هذا المقال، سنتناول هذا الموضوع من جوانب متعددة، مشيرين إلى دور الحكومة الأردنية وجهودها في دعم القضية الفلسطينية وأهل غزة من اموال الشعب الاردني ونيابة عنه ، وكذلك تأثيرات هذه الدعوات على النسيج الاجتماعي والسياسي في الأردن.
*الأوضاع الاقتصادية في الأردن*
تعاني الأردن من تحديات اقتصادية متعددة، منها ارتفاع معدلات البطالة وتزايد الدين العام وارتفاع تكاليف المعيشة. وبالنظر إلى هذه الظروف، يبدو من الصعب مطالبة المواطنين الذين يكافحون لتلبية احتياجاتهم الأساسية بدعم مالي إضافي لأهل غزة ،، هذا الواقع يثير تساؤلات حول الحكمة والواقعية في توجيه مثل هذه الدعوات، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن هناك شرائح كبيرة من المجتمع الأردني بحاجة ماسة إلى الدعم ،،
*دعوات جبهة العمل الإسلامي*
جبهة العمل الإسلامي، كجزء من الحركة الإسلامية في الأردن، لديها تاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية ولا ننكر ذلك،، ومع ذلك، فإن توجيه الدعوات لدعم أهل غزة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن يثير العديد من التساؤلات:
*مدى واقعية الدعوات:* هل من الواقعي أن يقدم أبناء العشائر الأردنية الدعم المالي في ظل أوضاعهم الاقتصادية الصعبة؟
*الأهداف الحقيقية:*
هل تهدف هذه الدعوات حقاً إلى دعم أهل غزة أم أنها تحمل أجندات سياسية تهدف إلى تحقيق مكاسب داخلية؟
*التأثير على النسيج الاجتماعي:*
كيف يمكن أن تؤثر هذه الدعوات على وحدة النسيج الاجتماعي في الأردن، خصوصاً إذا شعر المواطنون بالضغوط الإضافية في ظل الأزمات الاقتصادية؟
*دور الحكومة الأردنية*
منذ السابع من أكتوبر، قامت الحكومة الأردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله بتقديم دعم متعدد الأوجه لأهل غزة ،، هذا الدعم شمل الجهود الدبلوماسية واللوجستية ايضا ،، حيث سعت الحكومة الأردنية إلى تقديم المساعدات الإنسانية والعمل على تسهيل إيصال المساعدات الدولية إلى قطاع غزة والعلاج اما ميدانيا او داخل الاردن ،،
*الملك عبد الله الثاني ودعمه لأهل غزة*
لعب الملك عبد الله الثاني دوراً محورياً في دعم القضية الفلسطينية وأهل غزة على الساحة الدولية لا ينكره الا جاحد او حاقد من خلال تحركاته الدبلوماسية، سعى الملك إلى حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية والتأكيد على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وان غزة جزئ من فلسطين وان تكون الحدود الرابع من حزيران عام 1967 ،، بالإضافة إلى ذلك، قدمت الأردن دعماً لوجستياً عبر تسهيل مرور المساعدات الإنسانية عبر الحدود، ما يعكس التزام الحكومة الأردنية بدعم الشعب الفلسطيني رغم التحديات الداخلية مما اثر على الميزانية العامة وجودة الخدمات للمواطن الاردني ،،
*دعوات حق يراد بها باطل؟*
قد يطرح البعض تساؤلات حول مدى صدق وشفافية دعوات جبهة العمل الإسلامي. في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن، هل هذه الدعوات تهدف حقاً إلى تقديم الدعم لأهل غزة أم أنها تستغل الأزمة لتحقيق مكاسب سياسية؟ هذه التساؤلات مشروعة مني كمواطن اردني وتحتاج إلى تحليل عميق لفهم الدوافع الحقيقية وراء هذه الدعوات ،،
*الفتنة المحتملة*
تتجلى إحدى المخاوف الرئيسية في إمكانية أن تثير هذه الدعوات الفتنة بين أبناء العشائر الأردنية، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة ،، إن مطالبة المواطنين الذين يعانون من الفقر بدعم مالي إضافي قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية وزيادة الشعور بالظلم والإحباط ،،
تظل دعوات جبهة العمل الإسلامي لدعم أهل غزة من أبناء العشائر الأردنية موضوعاً معقداً ومثيراً للجدل. بينما يبقى دعم الشعب الفلسطيني واجباً أخلاقياً وإنسانياً، ويجب أن تكون هذه الدعوات متناسبة مع الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين. الحكومة الأردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله قدمت وما زالت دعماً ملموساً باسمنا جميعاً لأهل غزة رغم التحديات الاقتصادية، مما يعكس التزامها الثابت بالقضية الفلسطينية. في الوقت نفسه، يجب أن يكون هناك وعي وحذر من دعوات قد تؤدي إلى تأجيج الفتنة وزيادة الأعباء على المواطنين الذين يكافحون من أجل البقاء .
*محلل سياسي