د. طه الحراحشة
في عالم يتسارع فيه نقل الأخبار والمعلومات، نجد أنفسنا محاطين بصور وأخبار تركز على الجانب السلبي من الأحداث ،، إلا أن هذه النظرة الأحادية يمكن أن تؤدي إلى إساءة فهم الواقع وتشويه صورة بلادنا وثؤثر على العلاقات مع محيطنا وعالمياً ،، خصوصا في مجالات حيوية مثل السياحة ،والسياحة العلاجية، والسياحة التعليمة،. نحن بحاجة إلى اتخاذ موقف مسؤول تجاه كيفية تقديم أنفسنا للعالم ومن هنا تأتي أهمية مداواة جروحنا بصمت والعمل بجد لإظهار الوجه الحقيقي لبلدنا بلد النشامى
لا شك أن كل بلد في العالم يمر بتحديات وأحداث فردية قد تكون مؤلمة أو صادمة ،، ومع ذلك، من المهم أن نضع هذه الأحداث في إطارها الصحيح وأن نتذكر أنها لا تعكس بالضرورة الحالة العامة للمجتمع. في الوقت الذي نواجه فيه هذه التحديات ،، يجب أن نتحلى بالحكمة والمسؤولية في التعامل معها ،، وليس من الحكمة أن نسمح لتلك الأحداث الفردية بأن تصبح المقياس الوحيد الذي يُحكم من خلاله على بلدنا وشعبنا العزيز المعطاء ،،
السياحة، بمختلف أنواعها، تلعب دورا كبيرا في اقتصاد بلادنا ،، فهي ليست مجرد مصدر دخل فحسب ، بل هي أيضًا وسيلة للتعريف بثقافتنا وتراثنا وتاريخنا ،، إذا سمحنا للأحداث السلبية بأن تطغى على الصورة الإيجابية التي نريد إيصالها للعالم، فإننا نخاطر بفقدان ثقة الزوار والمستثمرين المحتملين ،، لذلك، يجب أن نعمل جميعا على تعزيز الصورة الإيجابية، وذلك من خلال تسليط الضوء على الجوانب الرائعة والجميلة والمتنوعة لبلدنا، بدءا من المناظر الطبيعية الخلابة، والاماكن الاثرية وعباقرة الطب وعلمائنا الاكادميين ،، وصولاً إلى الضيافة الدافئة التي يتميز بها شعبنا المعطاء
السياحة العلاجية والتعليمية هما أيضا من المجالات التي يمكن أن تتأثر سلبًا بنقل الأخبار السلبية بشكل غير متوازن. لدينا الكثير لنقدمه في هذين المجالين، من مستشفيات ومراكز طبية متقدمة واطباء نفاخر بهم الدنيا ، إلى جامعات ومعاهد تعليمية رفيعة المستوى قائمين عليها نخبة النخبة من الاكاديمين ،، يجب أن نبرز هذه الإنجازات ونعمل على تحسينها باستمرار، بدلاً من تركيز الاهتمام على الجوانب السلبية التي قد تكون حالات فردية لا تعكس الصورة الكاملة ،،
إن دور الإعلام في هذا السياق لا يمكن تجاهله. الإعلام مسؤولية كبيرة، ويتعين عليه أن يكون واعيا بتأثيره على الرأي العام المحلي والمحيط والدولي ايضا ،، كما يجب أن يكون الإعلام جزءا من الحل والانعاش الاقتصادي بعيدا عن الشخصنة الا اذا كانت تصب في مصلحة الوطن ، من خلال تقديم صورة متوازنة وموضوعية حتى لو بالغنا فيها ،،، تسلط الضوء على الإنجازات والإيجابيات بقدر ما تتناول التحديات والمشاكل،، المسؤولية تقع أيضا على عاتقنا كأفراد، من خلال كيفية استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التعبير الأخرى ،، دعونا نختار كلماتنا بعناية ونعمل على نشر الأمل والتفاؤل، بدلاً من التركيز على الجوانب السلبية ،، حوادث سير ،، مخدرات ،، انتحار،، قتل،، وما الى ذلك ،
*نداوي جرحنا بصمت وكل ضمن اختصاصه* يعني أن نعمل بجد وبهدوء لتحسين واقعنا، وأن نظهر للعالم أننا بخير، وأن التحديات التي نواجهها هي جزء من طبيعة الحياة التي تحدث في أي بلد,, بتكاتفنا وتفاؤلنا، يمكننا أن نعكس صورة إيجابية لبلدنا، وأن نساهم في تعزيز الثقة والفخر في نفوس أبناء شعبنا. دعونا نكون رسلا للأمل والتفاؤل، ونبني معا مستقبلًا مشرقًا لبلادنا ،، وعلى الحكومة العمل على ذلك ودعم الاعلام لهذه المهمة الصعبة فهم اهلا لها