بالأمس، انخفض الضغط في خطي أنابيب “السيل الشمالي-1” وعلى الفرع A من خط أنابيب “السيل الشمالي-2”.
وصرحت شركة تشغيل خط أنابيب “السيل الشمالي” Nord Stream AG بأن ” حجم الدمار في السلاسل الثلاث من خطوط أنابيب الغاز البحرية (السيل الشمالي) غير مسبوق، ومن المستحيل تقدير وقت الإصلاح”.
من جانبهما، لم يستبعد رئيس الوزراء الدنماركي والكرملين احتمال أن يكون ذلك جراء عملية تخريبية، حيث سجل عملاء الزلازل في الدنمارك والسويد يوم أمس الاثنين وقوع انفجارات قوية في المناطق التي حدثت فيها تسريبات خطوط أنابيب غاز “السيل الشمالي”.
وقبل بضعة أيام، اكتشفت مركبة بحرية مسيرة مجهولة المصدر بالقرب من مدينة سيفاستوبول الروسية.
تبدو الأطراف المهتمة بهذه العملية التخريبية واضحة، هم بعينهم أولئك الذين كانوا يسعون لإغلاق “السيل الشمالي-2” في السنوات الأخيرة، أي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبولندا ودول البلطيق وأوكرانيا.
في الوقت الحالي، يستمر تدفق الغاز من روسيا إلى أوروبا عبر “السيل التركي” وعبر أوكرانيا. من الممكن، نظريا، استئناف نقل الغاز عبر بولندا، إلا أن خط أنابيب الغاز لا يعمل هناك بسبب العقوبات المتبادلة، إلا أنه صالح للعمل من الناحية الفنية.
وكانت مدفوعات روسيا لأوكرانيا مقابل عبور الغاز تسمح لواشنطن بتحميل روسيا عبء إعانة أوكرانيا، لكن تشغيل خط “السيل الشمالي-2” يعني الانهيار الاقتصادي لمشروع “أوكرانيا المعادية لروسيا”، ومنع ذلك كان أمرا حيويا للولايات المتحدة الأمريكية. لهذا، فلا عجب أن يعد بايدن بتدمير هذا المشروع.
فالولايات المتحدة الأمريكية، بتفجيرها لخطوط أنابيب الغاز، تجعل ألمانيا تعتمد بشكل حرج على إمدادات الغاز الأمريكي المسال، وفي الوقت نفسه تضع روسيا أمام خيارين: فإما الاستمرار في دعم أوكرانيا من خلال مدفوعات العبور، أو خسارة جزء مهم من إيرادات الميزانية، إذا ما قررت موسكو رفض نقل الغاز عبر أوكرانيا، حيث كان بإمكان روسيا في السابق تحويل نقل الغاز إلى “السيل الشمالي”.
فيما يبدو، فإن واشنطن ترفع رهاناتها بعد إجراء الاستفتاءات في المناطق الأربع المحررة بشأن الانضمام إلى روسيا.
وأصبح من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت في صراع مباشر مع روسيا، على الرغم من صعوبة إثبات تورطها في هذا الهجوم الإرهابي. ومع ذلك، فإن هذا يتطلب استجابة فورية ومتزنة من جانب موسكو.