هلا نيوز-دولي
قال البيت الأبيض إنه ما يزال في انتظار تلقي رد رسمي من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على أحدث مقترحات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفي حين يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة الاثنين للدفع قدما بالصفقة، يجري وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت مشاورات مع رئيس الموساد وقيادات عسكرية وأمنية بشأن الصفقة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين مساء الجمعة، إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيبحثان ملف الصفقة خلال اجتماع اليوم السبت.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن سيبدأ الاثنين المقبل جولة تشمل “إسرائيل” والأردن ومصر وقطر.
وقالت الوزارة إن بلينكن سيناقش خلال جولته ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، موضحة أنه سيؤكد خلال جولته أهمية قبول حماس للاقتراح المطروح على الطاولة، وأنه سيواصل التأكيد خلال جولته على ضرورة منع مزيد من التصعيد في النزاع.
وأشارت “الخارجية الأميركية” إلى أن بلينكن سيؤكد أن وقفا لإطلاق النار من شأنه تهيئة الظروف لمزيد من التكامل بين “إسرائيل” وجيرانها العرب وتعزيز أمن إسرائيل على المدى الطويل.
مرحلة حساسة
ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصدر أن المسؤولين الأميركيين ذكروا أن مفاوضات صفقة الأسرى وصلت إلى مرحلة حساسة للغاية.
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قال إن حركة حماس أفادت بأنها ما تزال تدرس المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف الأنصاري أنه “لم يرد للوسطاء رد حتى الآن من قبل حماس على المقترح الأخير حول صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي”، موضحا أن الحركة “أفادت بأنها ما زالت تدرس المقترح”.
وأضاف الأنصاري أن “جهود وساطة قطر المشتركة مع مصر والولايات المتحدة مستمرة”.
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن الحركة وفصائل المقاومة ستتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف شامل للعدوان، والانسحاب الكامل، وتبادل الأسرى.
وأضاف هنية أن الحركة تدير المفاوضات متسلحة بهذا الموقف الذي يمثل إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
بدوره، قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة تريد أن ينص مقترح اتفاق التبادل على وقف إطلاق النار نهائيا في غزة، وعدم ترك الأمر لتأويل الرئيس الأميركي جو بايدن أو الوسطاء.
وأكد الهندي، في لقاء مع قناة “الجزيرة”، أن ما سماها محاولات الالتفاف على الموضوع من خلال قرار لمجلس الأمن لن تُجدي شيئا، في إشارة إلى مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن للتصويت على خطة لوقف إطلاق النار من 3 مراحل.
الموقف الإسرائيلي
في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أنّ وزير الدفاع يوآف غالانت أجرى مشاورات مع رئيس الموساد وقيادات عسكرية وأمنية بشأن رد حماس المزمع على صفقة تبادل الأسرى.
وأضافت الهيئة أنّ المشاورات بحثت الردود الممكنة وسط تقديرات بأن حماس تطالب بتعهدات وضمانات بوقف الحرب على غزة.
من جهته، قال رئيس حزب “عظمة يهودية” ووزيرُ الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتَمار بن غْـفير إن حزبه يريد عودة الأسرى، لكنه لن يوافق على صفقة تُهدد مستقبل “إسرائيل”.
وأضاف “بن غفير” في حسابه على منصة “إكس”، أنّ موقف حزبه يتمثل بمنع دخول الوقود إلى غزة وتقليل المساعدات الإنسانية.
وفي سياق متصل، كشف استطلاع للقناة الـ”12″ العبرية أن 56% من الإسرائيليين يؤيدون موافقة الحكومة على صفقة تبادل أسرى، كما تعتقد النسبة ذاتها من الإسرائيليين أن الاعتبارات الأساسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الصفقة منطلقها سياسي، في حين قال 62% من الإسرائيليين إنهم لن يصوتوا لحزب يدعم استمرار نتنياهو في الحكم.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، يُجري الاحتلال وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة ومتعثرة، فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة نحو 120 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.
ويواصل الاحتلال هذه الحرب متجاهلا قرارا من مجلس الأمن يطالبه بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومه على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.