هلا نيوز –
. { إنــَّـا للّٰه وإنــّـا إليه راجعون }
لقد فقد القلب احد احبائه
وفقدت المساجد من كان مؤذناً ينادي
الله أكبر الله أكبر
حي على الصلاة حي على الفلاح
ملتزماً بالدين محافظاً على الصلوات
وفقدت العشيرة علماً من رجالاتها
وفقدت الشوبك الرجل المُحب ، والوجه العشائري المألوف
الذي لايهاب في قول الحق لومة لائم ، وفقدت المجالس اديباً راوية حافظاً للشعر والإنساب والتاريخ هكذا عرفاه
يؤنس المجالس له محضر جميل وقول جميل وأدب جميل
وأنا بعيدّ في دار الإمارات العربية المتحدة
التي جمعتني به ذات يوم قبل ٤٢ في عام ١٩٨٠
أنعي ببالغ الحزن والاسى واللوعة أخاً عزيزا وفياً
ومحباً وصديق السنين الجميلة،
وصاحب كلمة جريئة في قول الحق
الشيخ الجليل الفاضل عبدالحافظ الهباهبه / أبو جميل
تغمده اللّٰه بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته
***************
بما أرثـيكَ يا شـهم الـرجـال
وابن بنت عمة أبي وخـالـي
وعهدي فيك ضحاك المُحيـَّـا
وفي قول الصراحة لا تُبالي
وأسعدت الزمان بقول صدقٍ
صـديق صـادق الآنـام غــالي
وفي بو ظبي خلتكَ في زمانٍ
بـَهي الــوجـه من خير الرجالِ
سجاياك الكريمة قد عـرفنا
ولــو تُـفدى فداك اليوم حالي
بعيد الدار تبعدُني دروبي
وفقدك في شغاف القلب صالي
أشيّع روحكم وانـا بعيد
واسأل خـالقي رب الجــلال
بأن يغفر لك الرحمـٰن ذنـباً
ويسكنكم بـوارفــة الظــلال
جوار المصطفى خير الـــبرايا
وهـادينا إلى طيب الفـعــال
واختم بالصلاة على حبيـــبٍ
محمد سيدي وافي الخصال
رســـول جـائــنا لله يـدعــو
وحــاديـــنا إلــى دار المـــآل
. لقد ادميت قلبي برحيلك يا أعز الأصدقاء
وترحل يا رفيق السنين الجميلة
ودعتك يوم الخميس الماضي ٢٢ /أيلول ٢٠٢٢م
عندما زرتك في المدينة الطبيه لم تراني
واليوم أبكيك وانا البعيد في الإمارات العربية
عن مسقط الرأس أبي مخطوب / الشوبك
التي تشيع جثمانك لتلحق بالطيببن
ولم أتمكن من حضور تشيع جنازتك
وستبقى في القلب يا من أحبنا واحببناه
الفقيد الشيخ الجليل عبدالحافظ ابراهيم سلمان الهباهبه
اللهم ثبته الله بالقول الثابت عند السؤال وفي الآخرة
ورحمه الله وأسكن روحه الجنة
نبأ صدع القلوب وأدماها
رحيل أحد قامات العشيرة بشكل خاص ، والشوبك بشكل
عام ، والوجه العشائري المعروف ، صاحب الابتسامة الجميلة ، والحديث الطيب ، احد رواة الأحداث ، وسِيَر الجيل القديم ، وحفظة الشعر ، ومعرفة الأنساب.
عرفاه طوال اكثر من أربعين عام ، محدّث بارع ، ياسرك بحديثه الشيّق ، الذي يتلهف سامعة لما فيه من دقة السرد وجميل التعبير ، وهو قبل كل ذلك ملتزم بالدين ، محافظ
على الصلوات ومؤذن وإمام ذو صوت جميل في قراءة القرآن ، عايشناهُ في شرخ الشباب ، في نهايات السبعينات ، عندما كان يعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة ، حيث كان معار لقوة دفاع ابو ظبي ، قبل أن تتوحد القوات المسلحة في الإمارات، وكان معار لها من القوات المسلحة الاردنية ، التي خدم فيها منذ نهاية خمسينات القرن المنصرم ، وكان احد افراد الحرس الملكي الخاص الذي كان قائده وموسسه علي فجر الهباهبه ابو جميل رحمه الله ،
في عهد جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ،
وقد عاصر أحداث مهمة خلال خدمته العسكرية ، كذلك كان له حضور في قوة دفاع ابو ظبي ، في دولة الإمارات العربية المتحدة بداية السبعينات اعتقد ١٩٧٢، ثم تقاعد من الجيش الاردني ، بعد أن عاد من الإعارة من الإمارات ، ورجع مرة أخرى ليتعاقد مع القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وينهي عقده مع الإمارات ليعود من الإمارات عام ١٩٨١ وقد زرته في ابي ظبي وهو في الشرطة العسكرية في جيش الإمارات ، كان ذلك عام ١٩٨٠م وله من الأصدقاء العديد في اثناء خدماته في الاردن والإمارات العربية المتحدة.
وكان يحفظ الشعر النبطي ، وعنده إلمام بمناسبات الشعر والقصيد خاصة النبطي ، الموثَّق في دواوين الشعر النبطي في المملكة العربية السعودية ، دول الخليج العربي ومُتقِن للعزف على الربابة.. كذلك له حضور في الجاهات والقضايا العشائرية في الاردن وصاحب لسان في ابداء الرأي الصحيح
، لا يخشى في الحق لومة لائم ، وتربطني به صداقة على رغم الفارق في العمر حيث بيني وبينه ٢١ عام ، فهو من مواليد ١٩٣٨ وانا من مواليد ١٩٥٩ وكان رحمه يقول لي :
انت انسان ذهين ، عند الحديث في مواضيع الأنساب ، ونظم الشعر ، وعلاقاتك مع الناس ، وحضورك الدائم، في كثير من المناسبات على مستوى الشوبك ، وكثير من مناطق المملكة الأردنية الهاشمية. وقد كنت ازاوره والتقيه في بيته ، واماكن أخرى استمع لحديثه الشيّق، وأسعَد بما تحويه ذاكرته من معرفة واسعة في مواضيع مختلفة ، تشوِّق من يجالسه ،
وله علاقات طيبة مع الرجال الأوائل والكبار من أبناء العشيرة،والشوبك
رحم الله أبا جميل فقد ترك فراغاً برحيله ، ولكنها سنة الله في الكون ونهايه الحياة ، هذا الموت الذي يُغيِّب الأحبة والأصدقاء والناس الطيبين.
وتربطني به علاقة رحم ، حيث أن امهُ ام عبدالحافظ أخت حسين بن محِمّد الربيقات ، وامها هي صفية بنت سليمان بن عبيدالله عمة والدي ، وعمة والدتي رحمهم الله جميعا.
أحر التعازي القلبية ، لأخي و شقيقة محمد ابراهيم الهباهبه ابو خلدون ولأولاده جميل وعلى وصالح ومحمد وزوجته وأسرته وأبناء محمد وابناء عمومته وأصدقائه، ورفاق دربه في سابق الأيام وإنا لله وإنا إليه راجعون.
بمـا أرثـيك يا الغــالي كــروحـي
حديثك كان يشفي لي جـروحي
حـديثك في ثنايا القلب نـقــشٌ
عليك اليوم طال اليوم جوحي
عـلى مـَن كــان يلقـاني بِـوجــهٍ
بشوش ضاحك مـرآهُ يوحي
بطيب الفال يا الغالي علينا
يـطـول عليه مـن فُــرقـاه نـَـوحي
وكان الأمس يُمتعُ سامعيه
بحُسن النطق في القول النَْصوح
مُـحـــبٌ والسجـيّة عــبـقــــريٌ
وذو قـلـب لـصـاحبهِ نـصـــوح
عــزيــزٌ في المــزايا أجـــودي
وقــورٌ يعـتلي ذيــك السـُّفـوح
وذو قـــول تجـمـلـــه السجـايا
جـليل القـدر مــبدأه الــوضوح
ســألت الله يسكنه جــنـانـا
إلــٰـهي ربـــنـا خــلاق روحــي
يجـمعنا به في دار خُـــلـدٍ
وجـنات يطـيب لها النـُّـــزوح
وأبعثُها من القـلب التـعــازي
إلى الأحباب تنقلها شــروحي
بقلم : جبريل على حسن الهباهبه
الثلاثاء : ٢٧ / أيلول / ٢٠٢٢م