هلا نيوز – جبريل الهباهبه
صادف يوم الخميس الماضي 9 آيار 2024، ذكرى مرور أربع سنوات على رحيل الأخ والصديق عطوفة مدير التربية والتعليم والثقافة العسكرية عبد المجيد مهدي النسعه تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته
فقد ووري الثرى في مقبرة وادي السير العليا بتاريخ : ١٠/ أيار /٢٠٢٠م تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته
القلوب واجِفة ، في حضرة غيابك استاذنا العزيز.
والجروحُ نازفةٌ ، على فراقكَ وقد غادرتنا بسرعة ورحلت عَنّا ونحن في غايةِ الشوقٍ إلى لقائكَ ،
يا قائداً ووجيهاً ما عرف وجهه غير الإبتسامة ومديراً طيباً عطوفاً تدثر عباءة الحشامة وراعي الجبين المنشرح إلى لقاء الأحبّة ، وصاحب الدعابة والبشاشة التي يلقى بها جنوده المعلمين وطلابه الذين استلموا أعلى المناصب وزراء وكبار ضباط في الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى.
قد خدمنا في معيَّتك سنوات جميلة من عمر شبابنا
من عام ١٩٧٧ إلى ٥ /١٢ /١٩٩٠م في قسم الثقافة أولا ثم بجهدك أمست مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية.
عرفناك بقلبك الذي لا يعرف الحقد، ولا يبدي الإساءة , أيها الغائب الحاضر ، يا شاعر الجيش ، ومحب الأوطان فقد تغنيت في أشعارك بالوطن والقادة من بني هاشم الغر الميامين والجيش ، فأنت من خيرة الخيرة ، وعين المجالس ، وشيخ الكرام
نفقدُكَ وقد إرتحَلْتَ يا راعي الرأي والمشورة ونبراس الرجال
باخلاقكَ نقتَدي ، وبسماحتكَ نهتدي، يا طيب القول وصافي السريرة، كنت ازاورك في مرضك الأخير ، الفشل الكلوي ، وانت تغسل ثلاث مرات في الأسبوع ، تحدثنا أعذب الحديث عن صفحات مرّت من حياة الجيش وذكريات الأمس من حياتك العسكرية، منذ أن كنت في بداية الخمسينات من القرن الماضي ، معلما في مدرسة النصر في المحطة ، ثم تدرّجت في الرتب ومواقع المسؤولية مديراَ لكلية الشهيد فيصل الثاني، في منتصف الستينات ، وقد خدمت في التوجيه المعنوي بعض سنوات خدمتك العسكرية
ثم أصبحت رئيساً لقسم الثقافة التابع لمديرية التوجيه المعنوي منذ عام ١٩٧٢م، حتى استطعت بجهودك أن تجعلها مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية عام ١٩٨١م
وكنا خلال الخدمة نجتمع معك أثناء زياراتك لمدارس الجنوب فترشدنا إلى الخير وبذل الجهد للنهوض بأبناء الوطن تلاميذ الثقافة العسكرية الذين سيصبحوا قادة فيما بعد فكان لهم ذلك، واسترشدنا بتوجيهاتكم الحكيمة ووسعنا قلبك المُحب ، الذي يتّسعِ الناس ، وكأن لسان حالكَ يقول ، كما كان يردد قائد الوطن وحادي المسيرة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله { فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الأمة} فكانت الثقافة في عهدك صروحاً شامخة ومدارسها منارات علم ،خرجت اجيالا عديدة من أبناء الوطن المخلصين. قد افتقدناك ، وافتقدك الوطن أستاذنا ، عبدالمجيد مهدي النسعة، كنت نبراسا وشمعداناً حينما تزدحم المجالس ، وكبير قوم ، ومتكلَّماً
ستَذْكُرَكَ المواقف والمجالس ومدارس الثقافة ، ستذكرك مواقفُ الرجال في شدائدِ الأيام، عندما تضيق الصدور ويشتد اللخَطْبْ ، ويحتاجُ إلى مثلكْ ، أيّها الراحلُ عن دنيانا الغرور وقد تركتَ فراغاً لا يملأه أحدٌ بعدك ، ولكن هذه حال الليالي والأيام كل يومٍ تأتي بجديد وترحلُ بعزيزْ…يا فقيد الوطن والجيش والعلم الغالي :
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وبكل اسم من اسمائك الحسنى ان تتغمده بواسع رحمتك وأسكنه فردوس جنتك يا أرحم الراحمين
اللهم إغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واجعل قبره روضة من رياض الجنة واسكنه جنات النعيم في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة واجبر صواب اهله وذويه واحبائه
إناولله وإنا إليه راجعون
الملازم الأول المعلم المتقاعد
جبريل علي حسن الهباهبه
نستذكر علماً من اعلام الأردن معلماً واديباً وشاعراً فقدناه قبل أربعة أعوام تقريبا عطوفة مدير التربية والتعليم والثقافة العسكرية الاسبق
اللواء المتقاعد المرحوم عبدالمجيد مهدي النسعة
وقفتُ…
على قبرٍ يضمُّ رفات شَخصٍ
كبير القلب ضحّاك المُحيا
شآبيبٍ من الرحمات تهمي
عليهِ فكان في الدُّنا وفيّا
وكنا نلتقيهِ بصرحِ طبٍ
فمجلسهُ أخي دوماً عذيّا
يُحدثنا ويغبطنا بقولٍ
جميلٍ من مداركهِ نَقِيّا
سألت الله يرحمهُ ويغفِر
لهُ الآثام رحمنٌ عَليا
ويسكنهُ المُهيمنُ دار خُلدٍ
وجناتٍ لها عَبَقٌ شَذِيّا
وإعلَمْ يا رعاكَ الله أنّي
بذِكرى شخصهِ دوماً حفياً
وانّا الراحلونَ لمن خَلقنا
وعند الله في عَيشٍ صفيّا
جوار المُصطفى خير البرايا
لشرب الماء من يَدهِ ضَمِيَّا
من الحوض المُصفّى منهُ نُسقى
ونَسْعَدُ في معيتهِ سَويّا
وأختم بالصلاة على حَبيبٍ
مُحمد سيّدي الهادي النبيّا
شعر /جبريل علي الهباهبه
مقبرة ادي السير العليا..
الثلاثاء ١٤ / أيار /٢٠٢٤م
رحم الله عطوفة
الباشا عبد المجيد مهدي النسعة