هلا نيوز – وكالات
أكدت الباحثة الألمانية، يني روزندال، أهمية الضحك كوسيلة علاجية فعّالة، داعية إلى توسيع نطاق استخدامه بصورة أكبر وفي مختلف المجالات العلاجية.
وذكرت روزندال، أستاذة علم النفس في مستشفى ينا الجامعي، أن الضحك، الذي غالبًا ما يُعتبر مجرد رد فعل عابر، يمكن أن يُستخدم بشكل أكثر فعالية في العلاج النفسي والجسدي، مضيفة: “لا أعتقد أننا استنفدنا إمكانات الضحك كوسيلة علاجية، حتى لو لم يكن يُكتب لنا كوصفة طبية تقليدية”.
وأشارت إلى أن العروض المتخصصة بالضحك، قد تكون مفيدة للوقاية من التوتر أو للأشخاص الذين يعانون من الوحدة، مشيرة إلى أن ما يطلق عليه “حركة المهرج الطبي” قد بدأت تجد طريقها إلى المستشفيات لتخفيف آلام المرضى ووحدتهم.
ولفتت أستاذة علم النفس إلى أن الضحك ليس له تأثير إيجابي على الحالة المزاجية فقط، بل يُفيد أيضاً نظام القلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي، على حد زعمها.
وتضيف أن الدراسات الحديثة لم تكتفِ برصد التأثير الإيجابي للضحك الناتج عن مزحة أو سبب آخر، بل وجدت أيضاً أن الضحك المصطنع – مثل يوغا الضحك – له أيضاً تأثيرات قابلة للقياس.
وتُشير روزندال إلى فوائد “يوغا الضحك”، وهي حركة نشأت في الهند، وتهدف إلى تحفيز الضحك من خلال تمارين محددة، حيث يتم الاحتفال باليوم العالمي للضحك، الذي ينبثق عن هذه الحركة، في الأحد الأول من شهر مايو من كل عام.
وتشدّد الباحثة الألمانية على أن الضحكة السريعة ليست كافية لتحقيق التأثيرات الإيجابية للضحك، قائلة: “نحن بحاجة إلى جرعة من الضحك لتحقيق تأثيرات تعزز الصحة.”
وتدعم هذا الرأي بدراسة مراجعة نشرتها مع طالبتها كاترينا شتيفي في دورية “علاجات تكميلية في الممارسة السريرية”، حيث تُظهر الأبحاث أن الضحك يمكن أن يكون بالفعل صحيًا.
وتوصلت الدراسة إلى أن الضحك له تأثيرات إيجابية على الصحة، وقامت الباحثتان بتقييم إجمالي 45 دراسة أجريت على مدار الثلاثين عاما الماضية.
ولم تكن روزندال وشنيفي أول من أجريا دراسة كهذه، ففي عام 2019 قام باحثون هولنديون بتحليل العديد من الدراسات حول تأثيرات العلاج بالضحك.
وخلص الباحثون الهولنديون إلى أن الضحك المصطنع قد يكون له تأثيرات أكثر إيجابية من الضحك النابع من الفكاهة، ورأوا أن العلاج بالضحك يمكن أن يكون وسيلة علاجية واعدة، لكنهم أشاروا في الوقت نفسه إلى أن الأبحاث الجيدة حول هذا الأمر لا تزال محدودة .