هلا نيوز – وكالات
يعتبر القتلة المتسلسلون ظاهرة نادرة في العالم العربي، فمن بين القصص المعروفة على سبيل المثال، وبالتحديد في الثقافة الشعبية المصرية، ريا وسكينة، شقيقتان متورطتان في قتل النساء في حي اللبان بالإسكندرية في أوائل القرن العشرين.
ولكن مؤخرا أضيفت إلى هذه القصص النادرة قصة سفاح الجيزة، والذي أصبح في وقت من الأوقات حديث الساعة داخل مصر، ثم الوطن العربي، بعد عرض مسلسل يتناول جانبًا من سيرته، على منصة “شاهد”، يحمل الاسم نفسه “سفاح الجيزة”.
قصة سفاح الجيزة مكتوبة باختصار
. هزت قصةُ “سفاح الجيزة” مصر منذ عام 2020، حيث ارتكب قاتل متسلسل، يدعى قذافي فراج، جرائم قتل ونصب واحتيال هزت مشاعر المصريين.
. اسمه بالكامل هو قذافي فراج عبدالعاطي عبدالغني، من مواليد محافظة الجيزة. ووفقا للروايات المتداولة عنه، نشأَ في بيئة فقيرة، وتعرض للعنفِ من والده في طفولته.
. بدأَ قذافي جرائمه عام 2015 بقتل صديقه الذي يدعى “رضا” بعد استدراجه للحصولِ على أمواله، ثم دفن جثته في منزله.
. تكررت جرائم قذافي بقتل زوجته الأولى “هبة” بعد تسميمِها، وذلك عقب ارتكابه جريمة قتل صديقه “رضا” بأشهر قليلة.
. استمر “قذافي” بقتل ضحاياه من النساء مستخدما أساليب مختلفة، منهن موظفة لديه تدعى “نادين” بعد تهديدها له بفضحه إذا لم يبتعد عن شقيقتها. وأخيرًا “ياسمين” التي كانت تعمل معه في محل لبيع الأجهزة الكهربائية والتي قتلها عام 2020.
. ألقي القبض على قذافي عام 2020 بعد تحقيقات مكثفة من قبل الشرطة المصرية. واعترف بجرائمه، وذكر أن دافعه كان المال.
. صدر بحق قذافي 4 أحكام إعدام، وحكم عليه بالسجن المؤبد في 3 قضايا أخرى.
. خلفت جرائم قذافي أثرًا عميقًا في المجتمع المصري، وأثارت جدلاً واسعًا حول قضايا العنف والجريمة.
قصة سفاح الجيزة الحقيقية كاملة
يعد “سفاح الجيزة” أحد الألقاب المتعددة التي حصل عليها القاتل المتسلسل، القذافي فراج، المولود في بولاق بمحافظة القاهرة المصرية، والحاصل على ليسانس الحقوق قبل أن يتجه إلى التجارة وافتتاح مكتبة.
بدأت جرائم “سفاح الجيزة” قبل وقت طويل من ارتكابه أول جريمة قتل، حيث ائتمنه في البداية صديقه المقرب، الذي يدعى رضا، والذي يعمل خارج البلاد، على مبالغ كبيرة من المال، معتقدًا أن قذافي سيستخدمها في الاستثمار، بينما في الحقيقة كان يسرق أمواله ويستخدمها لتحقيق مكاسب خاصة به.
عند عودة رضا إلى مصر عام 2015 ومطالبة صديقه قذافي بأمواله أو بتوضيح حول مصيرها، دعاه فراج إلى مكان وهناك قام بتسميمه داخل وجبة طعام. ولم يكتف بذلك، بل قام بفن جثته في حفرة حفرها بمنزله، وأرسل رسالة إلى زوجة رضا من هاتف الضحية، مفادها أنه تم القبض على زوجها دون مزيد من المعلومات.
على الجانب الآخر، وفيما يتعلق بحياته الشخصية، كان قذافي متزوجا من سيدة تدعى فاطمة، وكانت بينهما خلافات أسرية ويشعر تجاهها ببعض الضيق والملل الزوجي، الأمر الذي دفعها إلى سرقة أربعمائة ألف جنيه منه خوفا من عدم حصولها على حقوقها إذا طلقها، ليقرر هنا أن يتخلص منها أيضا، ولكن هذه المرة بطريقة أخرى مختلفة عن صديقه، حيث خنقها ودفنها بجوار صديقه “رضا” بعد أن رفضت إعادة الأموال التي أخذتها منه.
بعد دفنها، ادعى “قذافي” أمام عائلتها أنها تركت المنزل وهربت دون علمه، وأنه لا يعرف مكانها، وبدأ يراسل أهلها من هاتفها الشخصي ليقنعهم بأنها هربت بالفعل.
بعد فترة، بدأ قذافي مشروعا جديدا تعرف من خلاله على شقيقة موظفة لديه تدعى نادين، وارتبط بها وتزوجها، رغم أنه كان مرتبطا بـ”نادين” في الأصل وأقنعها لفترة بأنه يريد الزواج منها، لتفاجأ بأنه تقدم لشقيقتها. وعندما طلبت نادين من القذافي الابتعاد عن أختها وهددته بفضح أنشطته الإجرامية، استدرجها إلى منزله وقتلها.
وعلى طريقة زوجته الأولى التي قتلها، أقنع قذافي أسرة “نادين” بأنها هربت مع منتج، خاصة أنها كانت تحلم بالتمثيل وسط اعتراضات من أهلها، مما دفع الأسرة إلى التزام الصمت بشأن اختفاء ابنتهم، خشية الفضيحة.
ثم قام “سفاح الجيزة” بسرقة هوية ضحيته رضا وباع جميع ممتلكاته ليبدأ حياة جديدة في الإسكندرية، وهناك واصل نشاطه الاحتيالي الذي قاده عام 2017 إلى ضحيته الرابعة والأخيرة، والتي تدعى ياسمين، حيث كانت تعمل معه في محل لبيع الأجهزة الكهربائية. وعندما اكتشفت ياسمين أنه وضع يده على إحدى شققها وباعها بشكل غير قانوني، هددته بفضح جريمته، ليقرر أن يتخلص منها أيضا، وذلك بخنقها حتى الموت ودفنها في مستودعه.
استمر قذافي في استخدام هوية رضا، وممارسة عمليات الاحتيال التي يمارسها، حتى تم القبض عليه في إحدى سرقاته. الأمر الذي فتح بابًا أمام السلطات للشك في أنه قاتل صديقه “رضا” المختفي الذي انتحل شخصيته. كما ازدادت الشكوك من جانب أسرة “ياسمين” الضحية الأخيرة، بعد إدراكهم أن “قذافي” الذي يعرفونه باسم “رضا” كان نصابًا ومجرمًا ووجهوا له تهمة قتل ابنتهم.
بالفعل، اعترف قذافي بجرائمه، وبعد إخضاعه لتقييم نفسي، أدين بأربع جرائم قتل بالإضافة إلى تهم الاحتيال والتزوير الموجهة إليه. وحتى الآن، ينتظر أهالي الضحايا تحقيق العدالة ومواجهة “سفاح الجيزة” عقوبته ومصيره بالإعدام.