هلا نيوز – عمان
بعد أن وصف بعض أفراد حكومته “بالمنقلبون” على بعضهم، أو مسربي ما يدورُ في أفلاك المجالس، أو حتى الحاضرين الغائبين، باتَ جلياً أن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة سيجري اعادة تشكيلٍ لحكومته خلال فترة قريبة، وفق مطلعون على المشهد العام.
مصادر مسؤولة أوضحت ل”التاج” أن الحكومة أمامها ملفاتٌ هامة على الساحة المحلية متمثلة بملف التحديث السياسي وملف رؤية التحديث الإقتصادي وملف تحديث القطاع العام، وهو ما يدعو الخصاونة إلى اعادة تشكيل فريقه الحكومي الذي بات متخلخلاً.
واشارت المصادر الى أن حكومة الخصاونة باقية في الرابع، مستبعدين تغييرها، على الأقل الى حين انتهائها من إعادة الهيكلة والاصلاحات الاقتصادية والإدارية المدرجة على طاولتها.
وقالوا إن الخصاونة أثبت كفاءته خلال الفترة الماضية، وقدرته على ادارة الدفة بحنكة رغم قدومه بفترة استثنائية تمر بها البلاد، تمثلت بجائحة كورونا وما تبعها من مشكلات جمّة في جسد الدولة بالأخص فيما يتعلق بالوضع الإقتصادي.
واكدوا أن بعض افراد فريقه الوزاري تطالهم انتقادات واسعة على ادائهم، وهو ما أعتبروه حالة من الخلل داخل الحكومة التي غدت بحاجة إلى اعادة ترتيب وتنظيم بوجوه جديدة تتماشى وطبيعة المرحلة واهدافها.
التعديلات التي ستخضع لها الحكومة ستمس عمق جسد الحكومة، لا سيما الحقائب الإقتصادية؛ حتى تتماشى مع خطط المرحلة، ما يجعلها مختلفة وغير تقليدية بشكلٍ أو بأخر، وستهدف الى تسريع عمليات التصحيح الاقتصادي، في ظل ارتفاع نسب البطالة الى درجات غير مسبوقة، وحالة التضخم التي تشهدها البلاد، وفق ما أفادت عين “التاج” داخل مركز صنع القرار.
اضافة الى ذلك تهدف التغييرات المتوقع حدوثها خلال فترة باتت قريبة الى عكس مخرجات ورش اللجان الملكية على ارض الواقع، وأبرزها ملفي مسار التمكين الاقتصادي ومسار التنمية الحزبية والسياسية.
المطبخ السياسي وفق المصادر راضٍ عن أداء الخصاونة خلال الفترة الماضية، وسيرمي بدعمه لإتمام الأهداف والخطط المرسومة خلال الفترة الحالية، وعلى رأسها الملفات الإقتصادية، ويأتي هذا الرضى بالتوافق مع حالة من شبه الهدوء يشهدها الشارع العام وقبول في داخل السلطة التشريعية عن اداء الرئيس، الذي تراه الغالبية رجلاً للمرحلة، يؤدي المطلوب بالسرعة القصوى، ويعمل بصمت من غيرِ شعاراتٍ وهمية أو شعبوياتٍ مكررة.
وتابعوا، ان حكومة الخصاونة تطالها بعض الإنتقادات على قراراتٍ معينة أو أفعالٍ غير مدروسة، بين حينٍ واخر، إلا أنّ النظرة الشمولية عن اداء الحكومة تعتبر ايجابية الى حدٍ ما، مدعمينَ رأيهم بحالة الهدوء التي تشهدها الحراكات الشعبية مؤخراً على عكس ما جرى مع حكوماتٍ سبقته، وهو ما يرفع من رصيده لأنه استطاع بناء جزءٍ من جسور الثقة التي تهدمت بينَ الرابع والمواطنين خلال السنوات الأخيرة.
وفي سياقٍ آخر، استطاعت “عين التاج” تأكيد معلومات تفيد بأن رئيس الوزراء الخصاونة سيقوم بتقديم اسماء إلى جلالة الملك عبدالله الثاني سعياً لصدور ارادة ملكية سامية تقضي باجراء تعديلات على مجالس ادارتي مؤسستين اعلاميتين في المملكة خلال الفترة التي سيجري خلالها اعادة تشكيل فريقه الوزراي.
ولم تتوقف التغييرات هنا، حيث تشير ذات المصادر الى أن إرادة ملكية ستصدر في 27 من الشهر الحالي بابقاء رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز في موقعه، مع اعادة تشكيل موسعة لمجلس الأعيان.
التعديلات التي ستطال مجلس الأعيان ستكون جوهرية بالضرورة؛ لتتوافق مع طبيعة المرحلة وستشمل شخصيات من مختلف الأطياف على أنواعها.