ليست صدفة بالتأكيد، لكنها مؤشر إضافي على تمسك الأردنيين بتقاليدهم حتى في حضرة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله.
تلقى العاهل الأردني دعوة خاصة عندما التقى يوم الأربعاء أهالي ووجهاء محافظة البلقاء تتعامل مع شغف الأردنيين بالعريس الطازج وهو ولي العهد الذي تم الإعلان الشهر الماضي عن قراءة فاتحته على الآنسة رجوة آل سيف في منطقة نجد السعودية.
صافح الملك جميع المدعوين لأول لقاء جماهيري تقريبا في المحافظات ميدانيا بعد أزمة الفيروس كورونا ثم تلقى الملك ونجله إلى جانبه دعوة مباشرة مع رجاء بتلبيتها من أحد الوجهاء وبعنوان “حمام العريس”.
يعني ذلك أن عشائر وقبائل محافظة البلقاء تعرض استضافة حمام العريس الأردني وهو ولي العهد ضمن سياق اجتماعي مستقر منذ عشرات السنين ويقضي بتكريم العريس باستضافة الحمام الخاص به وهو طقس يسبق الزواج بساعات بالعادة.
طبعا تلك الدعوة تنطوي على تأكيد بأن الشارع الأردني يتابع بشغف واهتمام لا بل يظهر اهتمامه بولي العهد العريس خلافا لأن مشاعر الود والمباركات كانت قد توسعت ومن جهة غالبية الأردنيين بنبأ الإعلان عن خطبة ولي العهد والترحيب بالخيار.
لقاء الملك في السلط كان أقرب إلى الحميمية الاجتماعية عمليا فقد صافح الملك جميع الموجودين شخصيا ودون استثناء أو تحفظ وعددهم يزيد عن 180 مدعوا، فيما شهدت الفعالية حديثا صريحا ومباشرا تخلله بطبيعة الحال تأكيدات ملكية وبعض المفارقات.
والحرص بدا واضحا من جهة الملك وولي عهده على التوقف ولو لوقت قصير أثناء المصافحة مع جميع الحاضرين وبعد إلقاء مداخلة ملكية الإصغاء لاحتياجات ومطالبات وآراء الموجودين ثم التفاتة من الملك إلى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة صدر معها توجيه بأن يعود الرئيس مع فريقه الوزاري إلى محافظة البلقاء لمتابعة احتياجات أهلها.
بدا لافتا في اللقاء حضور رئيس الوزراء الأسبق الدكتور معروف البخيت لجزء من هذه المقابلات بالرغم من وضعه الصحي، فيما غاب لأسباب صحية رئيس الوزراء الأسبق أيضا الدكتور عبد الله النسور، ومن استقبل الوفد الملكي في مدينة السلط هو نائب رئيس مؤسسة إعمار السلط المهندس ماهر أبو السمن.
لقاء السلط بهذا المعنى ينعش الاستراتيجية القديمة للقصر الملكي والتي توقفت بسبب فيروس كورونا نحو 3 سنوات لاستئناف اللقاءات الميدانية المباشرة في المحافظات والأطراف قدر الإمكان. القدس العربي