عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، الجمعة، جلسة عامة غير رسمية بشأن الحالة الإنسانية في قطاع غزة، بناء على طلب من البعثة الدائمة لدولة ليبيا لدى الأمم المتحدة، بصفتها رئيسا للمجموعة العربية لهذا الشهر، والبعثة الدائمة لجمهورية موريتانيا الإسلامية لدى الأمم المتحدة، بصفتها رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وبالتنسيق مع البعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين.
واستمعت الجمعية العامة لإحاطة من قبل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ووكالة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة لاجئي فلسطين (الاونروا)، ومنظمة الصحة العالمية، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وصندوق الأمم المتحدة للسكان في منطقة الدول العربية، ومنظمة اليونيسف، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الغذاء العالمي حول الأوضاع الإنسانية المأساوية ومعاناة المدنيين الفلسطيني في قطاع غزة، بما في ذلك الأطفال والنساء، وذلك بحضور عدد كبير من الدول الأعضاء على مستوى السفراء والمراقبين في الأمم المتحدة.
وفي كلمته التي افتتح فيها الجلسة، أكد رئيس الجمعية العامة، ضرورة التوصل لوقف إطلاق النار الإنساني بشكل فوري، وعلى ضرورة العمل وفقا للمبادئ التي أُنشأت الأمم المتحدة لدعمها، ولإنقاذ الأرواح والأجيال المقبلة من الحرب.
وأشار الى أن نقص الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية الأساسية يتسبب في سلسلة من المعاناة، مشددا على ضرورة العمل على تنفيذ قرار الجمعية العامة خلال جلستها العاشرة الطارئة، وقرار مجلس الأمن 2712 (2023).
وفي كلماتهم، قام ممثلو منظمات الأمم المتحدة المعنية في المجال الإنساني بالإجماع التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها، معبرين عن قلقهم من النقص الحاد في الاحتياجات الأساسية للسكان والتي ستؤدي إلى تفاقم العديد من الأمراض والتي بدأت بعضها بالانتشار بشكل فعلي.
بدوره، أشار سفير دولة ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، في كلمة المجموعة العربية، إلى دخول الحرب على غزة مرحلة جديدة، ازداد فيها الدمار والقتل والاضطهاد ضد سكان غزة أضعاف ما شهده العالم أجمع في الأيام الماضية، منوها إلى بلوغ عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين إلى قرابة 12000 شهيد، بينهم تقريبا 5000 طفل، إلى جانب وجود أكثر من ألفي شخص تحت الأنقاض.
وأكد أنه لا يوجد هناك أي مبرر أو أي غطاء سياسي أو عسكري يسمح باستهداف المستشفيات، معبرا عن إدانة المجموعة العربية ورفضها للتهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد مستشفيات القطاع التي خرج نصفها عن الخدمة بشكل تام بسبب القصف الإسرائيلي أو منع قوات الاحتلال دخول الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.
من جهته، أكد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، عميق تقدير دولة فلسطين للجهود التي تقوم فيها هذه المنظمات والهيئات والمؤسسات وكوادرها الذين يواصلون عملهم في أحلك الظروف، مطالبا الدول كافة للاستماع لخطاباتهم وتنفيذ دعواتهم بضرورة وقف إطلاق النار الإنساني بشكل فوري.
وشدد على الحاجة القصوى لوقف إطلاق النار لحماية الأطفال والنساء والمدنيين والجرحى والمرضى المعرضة حياتهم جميعا للخطر في قطاع غزة، ووصول المساعدات الإنسانية إلى شعبنا في القطاع، معبرا عن أمله بأن يكون الاجتماع اليوم خطوة مهمة باتجاه اتخاذ خطوات عملية لإيقاف الرعب الذي يعيشه شعبنا في غزة، ولإيقاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بما في ذلك محاولات النقل القسري للسكان المدنيين خارج الأرض الفلسطينية المحتلة، مشددا على أن الشعب الفلسطيني مر بنكبة واحدة في العام 1948، ولا نريد تكرارها.
وفا