نلاحظ في كل سنة اختلافا لموعد قطف ثمار الزيتون وذلك تبعا لدرجة النضج والغرض منه، سواء كان للكبيس أو الزيت، فالمناطق الدافئة تنضج ثمارها أسرع من المناطق الجبلية، ولكن إجمالا يبدأ موسم القطاف منتصف تشرين الأول من كل عام، وبحسب إرشادات مزارعين ومختصين فإن موعد القطاف يعتمد أيضا على اختلاف الأصناف والغرض من استخدام الثمار، فإذا كانت بغرض التخليل فإنه يجب قطفها عندما يتحول لون الثمرة من الأخضر الى الأخضر الفاتح والزيتون الأسود يتم قطافه عندما تصبح كامل الثمرة باللون الأسود، أما لغرض عصرها فيفضل ألا تتأخر الثمار على الشجرة بل ينصح بقطفها عند نضوجها وظهور بقع بنفسجية أو سوداء على الثمار.
وفي هذا الخصوص بين المزارع قاسم عليان ان هناك عدة عوامل تؤثر في تحديد الوقت المناسب لقطف ثمار الزيتون من حيث الصنف والوقت المناسبين للقطف والمناخ في كل عام ، مشيرا الى ان الصنف يؤثر على القطف حيث يختلف موعد القطف بعدة اسابيع بين نوع واخر وان بعض الانواع تنضج مبكرا وبعضها الاخر ينضج متأخرا ضاربا مثلا للحصول على الزيتون الاخضر المر جدا حيث يتم حصاده من محصول الزيتون البكر أما الزيتون البني الغامق او الاسود بمرارة أقل ونكهة اكثر اعتدالا فإنه يتم حصاده عندما يكون ناضجا تماما .
كما ان الوقت المناسب للقطف يحدده ما نريد العمل به فالثمار المراد وضعها في محلول ملحي يختلف وقتها عن الثمار المراد استخراج الزيت منها حيث يتم قطف الثمار لوضعها في محلول ملحي من اواخر فصل الصيف اما للحصول على زيت الزيتون المميز فينصح بقطفه وهو أخضر، أما لنكهة أقل مرارة وأحلى فينصح بقطفه عندما يكون بنيا غامقا أو أسود.وهناك عوامل اخرى واهمها هي المناخ حيث قد يختلف موعد البدء بقطف الثمار من عام إلى آخر، وذلك حسب العوامل المناخية، ومن هذه العوامل: إذا كان الصيف رطبًا، أو حدث في الخريف صقيع أكثر من المعتاد، ومقدار الشمس التي تعرض لها الزيتون.
من جهته أكد مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران ان هناك من يؤمن بمقولة لا تقطف الزيتون حتى يسقط المطر وهي مقولة قديمة ليس لها أساس علمي ولا علاقة لها بنسبة الزيت،مبينا أن الفائدة الوحيدة للمطر في موسم الزيتون هي غسل ثمار الزيتون وهي عملية تقوم بها معاصر الزيتون، ناصحا المزارعين البدء بقطف ثمار الزيتون بمجرد أن يصبح لونها مائلا للون البني
وأضاف العوران: النضوج السريع لثمار الزيتون في بعض المناطق يعود إلى موجة الحر التي سادت في أشهر الصيف الماضية، مشيرًا إلى أن الموسم جيد رغم التغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى جفاف كبير
وتوقع الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة لورنس المجالي أن يبلغ سعر (صفيحة) زيت الزيتون ( 80 – 95 ) دينارا خلال موسم الزيتون الحالي، لكن السعر سيكون خاضعا لمبدأ العرض والطلب ونوع الزيت في السوق.
وأوضح المجالي أن جميع معاصر الأردن، أصبحت جاهزة بعد إشراف اللجان المختصة من وزارة الزراعة ولجنة المعايرة في النقابة العامة لأصحاب المعاصر، وبعد عمل مراجعات لجميع خطوط الإنتاج في معاصر الزيتون.
أما رامي كبها وهو مالك لإحدى مزارع الزيتون فقد أشار إلى أن تأخر الأمطار لا يثني أصحاب المزارع والحيازات الكبيرة عن جني الثمار لغايات عصرها مستفيدين من بحث عدد من المستهلكين عن الزيت في بداية الموسم ما يسمح لهم بتحديد السعر الذي يكون أعلى مقارنة مع سعره مع تزايد الإقبال على عملية العصر وكثرة المعروض منتصف الموسم أو آخره، إذ يحدد سعر الزيت بحسب العرض والطلب.
واضاف ان موسم الزيتون يعد موسما اقتصاديا بامتياز، إذ يوفر فرص عمل لعدد كبير من أبناء المجتمع لتنوع الأدوار والأعمال في قطف الزيتون، كما يحقق نشاطا اقتصاديا للمزارعين والأهالي من خلال بيع الزيت.
بدوره قال مساعد الأمين العام للإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة المهندس بكر البلاونة: يلاحظ انخفاض سعر كيلو الزيتون هذا العام للكبيس، إذ يبلغ في المتوسط نحو 80 قرشا، بينما تبلغ أجرة العصر كما كانت خلال العامين السابقين 650 فلسا لكل كيلو غرام زيت منتج من عصر الزيتون في المعاصر.
وحول كميات الإنتاج المتوقعة، أضاف البلاونة أن كميات الزيتون في الموسم الحالي، تبلغ نحو 250 ألف طن، منها 200 ألف لزيت الزيتون، و50 ألفا للكبيس
وتوقع زيادة إنتاج الأردن من زيت الزيتون في الموسم الحالي، بمعدل 5-8 آلاف طن
وأشار ، إلى أن هناك جهدا حثيثا للتركيز على النوع وليس الكم، من أجل زيادة صادرات الأردن من زيت الزيتون.