في محافظة وسط غزة، حوّل السائق أبو إياد العايدي مركبته العائلية، إلى ملجأ لينام فيه مع عدد من أفراد عائلته الممتدة، التي قسمها إلى مجموعات، تنام كل واحدة منها في مكان منفصل، بهدف “الحفاظ على النسل”.
وقال العايدي، الذي يعمل موظفا في القطاع العام في القطاع المحاصر، إنه قسم العائلة إلى 3 مجموعات كي يتجنب إبادتها بشكل كامل، مثلما حصل مع مئات العائلات التي أبيدت كاملة، بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من شهر على غزة.
وأضاف “جزء من عائلتي ينام في البيت، وجزء آخر في مكان بعيد في دير البلح، وجزء منا يتخذ الحافلة مسكنا”.
وأشار العايدي إلى أنه يرى كل يوم قصفا يستهدف عائلات من أطفال ونساء ورجال، كلهم يُمسحون من السجل المدني، “أقسّم العائلة ليتبقى أحد لو حصل قصف”.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول إلى 10 آلاف و328 شهيدا، بينهم 4237 طفلا، و2719 سيدة و631 مسن، وفقا للمتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.
وقال القدرة، إن حصيلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق العوائل الفلسطينية ارتفعت إلى 1071 عائلة.
وقال العايدي، “إن العائلات تُستهدف لهدف القتل، فمن يعرفهم من ضحايا في دير البلح والنصيرات هم عائلات عادية، وليس لهم علاقة بأي شيء من أكاذيب الاحتلال”.
أما محمد سعدات الذي انتقل بعائلته من شمال قطاع غزة إلى جنوبها، فقسم عائلته إلى نصفين.
ونقل سعدات نصف عائلته المكونة من 7 أفراد (3 أولاد و4 بنات) إلى بيوت أقاربه في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما بقي النصف الآخر في وسط القطاع.
وأشار إلى أن كل نصف يحوي على ذكور وإناث.
لكن هناك بعض العائلات لم تستطع توزيع أفرادها على الأقارب، فقسموها بين مراكز الإيواء.
وقال محمد الكفارنة من بيت حانون، إن عائلته الممتدة كبيرة (34 فردا)، وتم تقسيمها إلى مركزي إيواء في دير البلح.
أما دعاء عبد العال من مدينة غزة، التي انتقلت من المدينة إلى الجنوب، فقالت إنها وزوجها لن يقسما العائلة، لأنه لا أحد يستغني عن الآخر، قائلة “إما أن نعيش معا أو نموت معا”.
وقال محمود المصري، من بيت حانون، شمال غزة، إن كل أقاربه في شمال غزة وبالتالي كلهم هربوا، ولا مكان للجوء عند أحد، فاضطر إلى اللجوء إلى إحدى مدارس “أونروا” في محافظة وسط غزة.
ولم يسلم المصري أيضا فقد استُشهد ابنه نبيل، السبت الماضي، عندما غادر المدرسة بحثا عن ماء يصلح للشرب.
ولم يتبقَّ في بيت حانون التي يبلغ عدد سكانها زهاء 40 ألف نسمة أي من سكانها بعد أن تعرضت لقصف شديد دمر مساحات شاسعة من المدينة.
ونزح أكثر من مليون فلسطيني من شمال وادي غزة (محافظتي غزة وشمال غزة) إلى جنوب القطاع، بحثا عن المناطق الآمنة التي زعم جيش الاحتلال كذلك، إلا أنها لم تسلم من القصف والاستهداف المباشر للنازحين، سواء في المدارس أو المنازل.
وفا