تشير توقعات مديرية زراعة محافظة الكرك إلى انتاج قرابة (10) الاف طن من ثمار الزيتون للموسم الحالي ستفرز ما بين (1000- 1500) طن من مادة الزيت، بكميات مقاربة لانتاجية الموسم الماضي والتي بلغت زهاء (1500) طن.
وبحسب مزارعين فان انتاج المحافظة من الزيتون يشهد تذبذبا من عام لاخر لتراجع معدلات الهطولات المطرية خلال المواسم الماضية وانحباسها لفترات طويلة لتأثرها بالتغيرات المناخية، إضافة لشح مصادر المياه التي يعتمد عليها للقيام بعملية الري التكميلي لتعويض الناقص الناتج عن قلة مياه الامطار خاصة في الزراعات البعلية المعتمدة بشكل كلي على مياه الامطار،الامر الذي تسبب بانتشار الامراض الفيروسية والبكترية التي تصيب اشجار الزيتون وتفتك بمحصولها الذي يعد سلعة زراعية رئيسية.
وأشار المزارعون الى ان انتشار الافات الزراعية «سل الزيتون”و» النيرون» و”ذبابة ثمار الزيتون» تقلل من كميات الانتاج وتؤثر على جودة المنتج، في الوقت الذي تعتبر فيه غلة انتاج الزيتون بشقية التمويني لغاية «الكبيس» والمخصص لاستخلاص الزيت مصدرا اساسيا لرزق مئات الاسر في المحافظة التي تنتظر موسم القطاف بفارق الصبر من عام لاخر لاعتمادها على العائد المالي المتأتي لتدبر متطلبات معيشة اسرهم ولتعويض ما انفقوه من مبلغ مالي كبيرة للعناية بالاشجار وتكاليف جني المحصول وعصره.
وقال رئيس الجمعية الاردنية للتقييم الحسي للاغذية ومالك احدى المعاصر في الكرك المهندس نضال السامعين ل «الرأي» ان انتاج المحافظه لهذا الموسم من الزيتون ضعيف نسبيا خاصة في الزراعات البعلية رادا ذلك للظروف المناخية وتراجع النسب التراكمية للامطار خلال المواسم المطرية الفائته خاصة في مناطق جنوب المملكة، مشيرا الى ان اشجار الزيتون تحتاج الى (500) ملم من الامطار سنويا لتعطي انتاجية وفيرة بجودة عالية.
وبين السماعين ان المؤشرات تظهر تدني كميات الزيت المستخرجة من الثمار لهذا العام عازيا ذلك للعوامل الجوية التي سادت خلال الموسم الشتوي الماضي خاصة في شهري نيسان وايار من هبوب الرياح القوية والامطار التي سقطت باوقات متاخرة عندما كانت الاشجار بامس الحاجة لدرجات حرارة منخفضة لاكتمال الطور التكويني لنمو البراعم ما تسبب بسقوط الازهار قبل اكتمال مراحل النمو، يضاف الى ذلك الافات الزراعية خاصة ذبابه الزيتون التي تعد من اخطر الافات التي تصيب الثمار وتسبب انخفاض نسب الزيت وارتفاع نسبة الحموضة ما يوثر على نوعية الزيت المستخرج.
وبين السماعين ان عدم اعتماد المزارعين القطاف الالي والابقاء على الطرق التقليدية في جني المحصول ساهم في ارتفاع الكلف المالية عليهم، داعيا لاتباع المكننة في عملية القطاف لتقلل الكلف المالية وتوفير الوقت والجهد، علما -كما قال–ان عملية القطف الالي تنتج ما زنته (350-400)كغم في الساعه في حين لا تتجاوز الكمية (70) كغم في الساعة باعتماد القطف اليدوي، داعيا الجهات الحكومية الى منح الشباب المتعطلين عن العمل قروضا ميسرة بدون فوائد لتحفيزهم لشراء آلات القطاف وفتح مجالات عمل لهم،لافتا الى وجود مبادرات شبابية في هذا المجال اثبتت نجاحها ووفرت العديد من فرص العمل لابناء المحافظة.
وبين السماعين ان اسعار زيت الزيتون مربوط بمعادل العرض والطلب الذي يوازن حركة السوق، متوقعا ان تتراوح سعر عبوة الزيت ما بين (80-90) دينارا، حاثا المواطنين على الشراء مباشرة من المعاصر او المزارع او من المحال التجارية التي تبيع زيت زيتون بعلامات تجارية مسجلة، والابتعاد عن الشراء من خلال الاعلانات المظللة التي تروج لزيت الزيتون لا علاقة له بالجودة والمواصفات التي يتمتع بها ولا تغطي تكاليف انتاجه الحقيقية.
من جهته قال مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونه لـ» الرأي «ان موسم الزيتون في المحافظة لهذا العام جيد، اذ يتوقع ان تكون كميات الزيتون المنتجة مقاربة من انتاج العام الماضي لتصل الى ما بين (8-10) الاف طن حيث تبلغ المساحات المزروعة حوالي (60) الف دونم مزروع فيها اكثر من (700) الف شجرة.
وبين الطراونه ان تذبذب معدلات الامطار على مدى السنوات الماضية وسوء توزيعها وشح كمياتها اثر بشكل واضح على انتاجية بساتين الزيتون خاصة في المناطق البعلية التي انتشرت فيها الافات الانتهازية كذبابة ثمار الزيتون وسل ونيرون الزيتون والسل حيث وصلت نسبة الاصابة الى (20) بالمئة. مستدركا بالقول ان الاجراءات التي اتبعتها المديرية اسهمت بتراجع نسب الاصابة ومحاصرتها كناتج لحملات المكافحة المتكاملة ووعي المزارعين واتباعهم للنصائح والارشادات التي تقدم لهم من حيث التقليم والري التكميلي وكذلك القيام بعمليات الرش المجانية وتوزيع المصائد اللونية والفرمونية الجاذبة.
واشار الى ان المديرية تتابع باهتمام نوعية الزيت المنتج بفحص عينات منه داخل المعاصر وفي مختبرات المركز الوطني للبحوث الزراعية للتأكد من سلامة الزيت المنتج لضمان تسويقه، مبينا وجود (7) معاصر للزيتون في المحافظة يجري متابعتها طيلة فترة عملها.